• تمتلك الأملاح الحمضية القدرة على تدمير جودة حقن الخشب. وتلك السوائل التي ترتبط بلا تمييز بالأملاح الكبريتية -وهي وفقًا لفهمي الأملاح البولية والمتطايرة من المواد الحيوانية والأملاح التي تصنع بالحرق- تمتلك القدرة على إعادة الخشب كالسابق.
  • دعوني أضيف أن ذلك الشخص الذي يفهم بشكل جيد طبيعة الخميرة والتخمير يستطيع إعطاء شهادةً عادلة بشكل أفضل عن الظواهر المتنوعة للأمراض المختلفة، مثل الحمى وغيرها -وهي ربما لن تكون مفهومةً تمامًا دون تبصر بعلم التخمير- من ذلك الذي يتجاهلها.
  • عند استخدامي الميكروسكوبات الجيدة، أدركت الإتقان الرائع في صنعة الطبيعة في الأشياء غير المرئية، باستخدام السكاكين التشريحية والأفران الكيميائية درست كتاب الطبيعة. وبالرجوع إلى مؤلفات أرسطو وابقراط وباسيليوس وهارفي وهلموت وغيرهم من الباحثين المعروفين، وجدت نفسي معظم الأحيان أصيح بالترانيم: كم هي متعددة أعمالك يا رب! بحكمة خلقتهم جميعًا.
  • لتفادي الأخطاء، علي إعلامك أن ما أعنيه الآن بالعناصر -وكما يفعل الكيميائيون الذين يتكلمون بصراحة من خلال مبادئهم- هي تلك المواد البدائية أو البسيطة أو المواد غير المكونة من أجسام أخرى مختلطة. أما ما أتساءل حوله الآن هو: عندما تتحلل هذه المواد تمامًا، هل يوجد جسم مشترك بين جميع هذه المواد والمعروف عنها أنها مكونة من عناصر أم لا؟
  • لكن العالم مذ كان، والمسار الطبيعي الذي أنشأته الطبيعة -باستثناء بعض الحالات القليلة التي يتدخل فيها الله أو وكلاؤه من الأرواح- يلجأ إلى السبب الأول لدعمه وتأثيره، وبناءً عليه يحافظ على المادة والحركة من الإبادة. وفي تفسير ظواهر معينة لا يأخذ في الاعتبار سوى الشكل والحركة والملمس -أو الرغبة في اللمس- والسمات الناتجة عن جزيئات المادة الصغيرة.
  • الكتب السحرية المتنوعة مرتبطة بمثل تلك الأشياء الغامضة، والتي بإمكانها أن تشبه جدًا الأحجيات المكتوبة بالشيفرة. بعد تخطي صعوبة فك شيفرة الكلمات والمصطلحات، يجد الشخص نفسه في مواجهة صعوبة أكبر لاكتشاف معنى التعبير الواضح الذي توصل إليه هذه الشيفرة.
  • آسف جدًا يا بروفيلوس، بالإضافة إلى العديد من الصعوبات التي قد تواجهها -وبالتالي يتوجب عليك تخطيها- أثناء الملاحقة الجدية والفعالة للفلسفة التجريبية، يجب علي أن أضيف إحباطًا آخر، والذي قد يعتبر مفاجأةً محبطةً بالنسبة لك -وهي كذلك بالفعل، وهو أنك ستجد العديد من الملاحظات والتجارب المخيبة لآمالك، أو أنك قد لا تنجح على الدوام، أو على الأقل قد تختلف كثيرًا عما توقعت -رغم أنها صادرة عن مؤلفين صادقين أو شهود عيان محل ثقة، أو حتى موصى بها من خلال تجاربك الخاصة. ذلك بالإضافة إلى أنك ستجد العديد من التجارب التي نشرها المحررون، والتي قد تتعلق بك وتنشر بواسطة الأشخاص الذين تتحدث معهم، كاذبةً أو غير ناجحة.
  • أعترف أنني بعدما بدأت أدرك بأي قدر يمكن للرياضيات أن تساعد الفيزياء، تمنيت أحيانًا لو أني منحت الجزء التأملي للهندسة وعلوم الجبر التي تعلمتها في صغري قدرًا لا بأس به من الوقت والصناعة -التي أمضيت وقتًا طويلًا في استطلاعها وتقويتها-. وأذكر أنني كتبت ذات مرة بحثًا كاملًا عنها وعن أقسام أخرى من الرياضيات التطبيقية.
  • أعتقد بشكل عام أنه من أجل معرفة سبب تأثير ظاهرة ما، علينا استنتاجها من شيء في الطبيعة أكثر شهرةً من الظاهرة نفسها. وبالتالي قد يكون هناك درجات مختلفة من التفسيرات لنفس الشيء. على الرغم من أن مثل هذه التصورات تكون مرضيةً للفهم، فإنها تظهر مدى تأثير العاطفة البدائية والكاثوليكية تجاه المادة والشكل والحركة. لكن هذه التفسيرات البدائية ليست مرفوضةً تمامًا، إذ تستمد بعض هذه التأثيرات من حالة المادة المألوفة والواضحة. لذلك في أثناء البحث عن الأسباب الطبيعية، فإن كل مقياس جديد من الاكتشاف يقوم بكلا الأمرين: تمييز وإرضاء للفهم.
  • لا أنظر إلى الطبيب الجيد باعتباره خادمًا للطبيعة، وإنما بمثابة مستشار أو مساعد جيد، والذي عبر أجساد مرضاه يستكشف تلك الحركة وأشياءً أخرى، حتى أنه يمنح تشخيصًا يفضي إلى سلامة وشفاء هذه الأجساد. لكن، حين يتعلق الأمر بأولئك الذين يتصورون أنهم يتألمون، سواءً بزيادة المرض أو بتعرض المريض للخطر، فهو يعتقد أن دور الطبيب مواجهة ذلك ومنعه. رغم أن الطبيعة تبدو وكأنها تحاول القيام بتلك الممارسات، ضد هذه الحركات المؤلمة بشكل واضح.
  • لن أناقش الآن الجدال الدائر بين بعض علماء الذرة الحديثين والفلاسفة الديكارتيين، الذين اعتقد القدماء منهم وجود مسافة شاسعة من الفراغ بين الأرض والنجوم باستثناء أشعة الضوء التي تمر بينهما. أما اللاحقون منهم يخبروننا أن المسافة بين الأرض والكواكب -ومن ضمنها الأرض- مملوءة تمامًا بمادة أكثر رقةً من هواءنا، يطلق عليها البعض اسم “المادة السماوية”، ويطلق عليها آخرون “الأثير”، لكنني أقول: «انخرطوا في هذه الجدلية، لكن من الجلي أنه في حال وجود تلك المادة السماوية، فغالبًا ستكون في الجزء البعيد جدًا من الكون المعروف». أما بالنسبة للجزء بين النجمي للكون -إذا جاز لي القول- فهو يحمل جزءًا كبيرًا من الكرات الأرضية وأغلفتها الجوية -إذا امتلكت النجوم الأخرى كواكب مماثلةً للأرض، بدرجة كبيرة غير قابلة للمقارنة تقريبًا في مقابل ما يحمله هواؤنا من غيوم، بالضبط كعدم وجود وجه للمقارنة بين البحر والأسماك التي تعيش فيه.
  • إذا فحصت سوائل الجسم بنظرة كيميائية أكثر، خاصةً من قبل عالم طبيعة يعرف طريقة تحويل الأجسام الثابتة إلى متطايرة والعكس، ويعرف قوة الهواء في تحفيز تلك العمليات، فمن المحتمل أن تستكشف أهمية اكتشاف أشياء كثيرة مرتبطة بطبيعة تلك السوائل وطريقة تحليتها وتفاعلها وربما تعديلها.
  • لو أن صانع الطبيعة العالم بكل شيء عرف أن دراسة أعماله ستجعل الرجال لا يؤمنون بوجوده أو بصفاته، لما منحهم كل تلك الدعوات للدراسة وتأمل الطبيعة.
  • أنوي خلق تفاهم جيد بين الكيميائيين والفلاسفة والميكانيكيين، والذين يعرف أحدهم القليل جدًا عن علم الآخر حتى اليوم.
  • الطبيعة تمقت الفراغ.
  • ثمة قوة نابضة أو قابلة للتمدد في الهواء الذي نعيش فيه. أعني أن الهواء قد يتكون أو على الأقل يرتبط بأجزاء تمتلك هذه الطبيعة النابضة أو المتمددة، والتي تسعى بقدر المستطاع إلى تحرير نفسها من الضغط، في حالة ثنيها أو ضغطها من قبل الوزن الحالي للغلاف الجوي أو من أي قوة أخرى، عن طريق مقاومة الأجسام -رفعها في الاتجاه المقابل للضغط- التي تحاول ثنيها.
  • اعتاد أغلب الرجال الحكم على الأشياء بحواسهم. ولأن الهواء لا يجزأ فإنهم لا ينسبون إليه إلا القليل.
  • شهيق وزفير الهواء مفيد جدًا في بعض الأحيان عن طريق تكثيف وتبريد الدم المار خلال الرئة. أعتقد أن تطهير الدماء في هذا الممر لا يعد فقط واحدًا من الاستخدامات العادية، بل واحدًا من الاستخدامات الرئيسية للتنفس.
  • الشيء الرئيسي الذي يدفعني إلى التشكيك في سلامة الأسلوب المتبع في كثير من حالات العلاج، هو النظر في طبيعة الأدوات المساعدة المستخدمة، والتي يعتبر بعضها نوعًا من أنواع المعالجات الجيدة والتي أراقبها بشكل عام، مثل النزف والقيء وتليين البطن والتعرق والبصق. أساليب مشابهة تضعف وتسبب الإزعاج عند تطبيقها، ولا شفاء حتمي بعد تنفيذها.

شروط الفرضية الجيدة:

  • أن تكون واضحةً.
  • ألا تفترض أو تقترح شيئًا مستحيلًا أو غير واضح أو خاطىء بشكل مثبت.
  • أن تتسق مع نفسها.
  • أن تفسر بشكل كاف الظاهرة التي تتحدث عنها، خاصةً الظاهرة الأساسية.
  • أن تكون متسقةً -على الأقل- مع باقي الظواهر التي ترتبط بها، وألا تتعارض مع أية ظاهرة طبيعية أخرى أو مع التجسيد العملي للطبيعة.
  • خصائص وشروط الفرضية الممتازة هي:
  • ألا تكون متزعزعةً، بل تمتلك خلفيةً جيدةً عن طبيعة الشيء نفسه، أو على الأقل مدعمةً ببعض الأدلة المساعدة.
  • أن تكون الأبسط بين جميع الفرضيات الجيدة المتفق عليها، وألا تحتوي على شيء زائد وغير مجد أو سفيه.
  • أن تكون النظرية الوحيدة القادرة على تفسير الظاهرة، أو على الأقل أن تقوم بتفسيرها بشكل جيد جدًا.
  • أن تمكن عالم الطبيعة الماهر من التنبؤ بالظواهر المستقبلية بناءً على الاتفاق أو عدم الاتفاق معها، خاصةً الأشياء التي يفترض أو لا يفترض أن تحدث، والمترتبة عليها.
  • إن مسار الطبيعة يعلمنا أن الله أعطى الحركة للمادة بالفعل. في البداية خلق الحركة المتنوعة للأجزاء المختلفة من العالم حتى تكون العالم الذي ألفه. ثم وضع قواعد لتلك الحركة، والتي نطلق عليها قوانين الطبيعة. وهكذا وجد العالم بواسطة الله. واستقرت قوانين الحركة كل في مسارها الدائم. والعناية الإلهية هي الفلسفة ذاتها التي تعلمنا أن ظواهر الكون ناتجة عن الحركة الميكانيكية لأجزاء المادة، التي تعمل مع بعضها وفقًا لقوانين الميكانيكا. هذا النوع من الفلسفة الجسدية الذي أتحدث به.
  • إن التبجيل الذي صبه الرجال لما يسمونه الطبيعة كان عائقًا محبطًا لإمبراطورية الإنسان المسيطرة على كائنات الله الأقل شأنًا. بالنسبة للكثيرين لم ينظروا للأمر على أنه أمر يستحيل تحقيقه بشكل كامل فقط، وإنما أحيانًا بمثابة نوع من المحاولات المهينة أو الكافرة.
  • مثبت أنه في حال ضغط الهواء الطبيعي إلى النصف فإنه لن يتمدد، لكنه سيحتفظ بضعف القوة النابضة التي كانت لديه قبل ضغطه. لذلك إذا دفع هذا الهواء المضغوط إلى نصف هذه المساحة الضيقة فيضغط مجددًا بنفس القوة الضاغطة التي تعرض لها من قبل. وبالتالي يصبح أقوى أربع مرات من الهواء العادي. ولا يوجد سبب للشك أنه إذا تزودنا بكمية أكبر من الزئبق وأنبوب طويل جدًا، ربما نستطيع ضغط الهواء داخل ذلك الأنبوب إلى أنبوب أطول وأثقل من الزئبق. يمكننا فعل ذلك لدرجة أن لا أحد قد يعرف حتى الآن الدرجة الشبه اللا نهائية من قوة ضغط الهواء التي يمكننا الوصول إليها.

قالوا عن روبرت بويل:

  • روبرت بويل طويل جدًا -طوله حوالي ستة أقدام- ومستقيم. معتدل جدًا وصاحب فضيلة. مقتصد ويتعلم دائمًا برفقة أخته السيدة رانولاف. سعادته الكبرى تكمن في الكيمياء. يحتفظ عند أخته بمكتبة رائعة يرعاها بعض الخدم من تلامذته. يحسن إلى الرجال الأفذاذ الذين يمرون بضائقة. ويعرف الكيميائيون الآخرون قدر سخائه. وهو لن يتردد في منح أي شيء مقابل الحصول على سر نادر.
  • يمتلك اتحاد التعليم بناةً عظماء، والذين يتركون تذكارات دائمةً لإرشاد الأجيال القادمة بواسطة تصميماتهم العظيمة في سبيل تطوير العلم. لكن لا يجب أن يتمنى كل شخص أن يكون بويل أو سيدنهام. وفي عصور أنتجت عباقرةً مثل هوجينوس العظيم، أو نيوتن الذي لا مثيل له وآخرون، فمن الطموح أن تعمل على تمهيد الطريق بعض الشيء وإزالة بعض القاذورات التي ترقد في طريق المعرفة. (جون لوك)
  • تقدم نيوتن خطوةً عظيمةً، من الظل إلى فجر العلم. أما بويل وهوك -فخر القرن الذي عاشا فيه- فقد كانا السباقين واللذان ساهما في تشكيل أمجاد نيوتن. (توماس يونج)
  • الأجسام الظاهرة في الهواء لا تعاني أي مقاومة منه. تسحب الهواء كما هو الحال في فراغ بويل، تختفي المقاومة تمامًا فيسقط كل من الريشة وقطعة من الذهب بنفس السرعة. (إسحاق نيوتن)

المصدر

ترجمة: مصطفى عبد المنعم تدقيق: آية فحماوي