يسبب الضغط لنا أيام الامتحانات عدم الإحساس بالراحة، مما يركز شعورنا حوله، بأنه هو الورقة الرابحة التي بها يتم إثبات المجهود الدراسي طول العام.

إن التوتر والضغط من وضع الامتحان يمكن أن يسبب بعض الأخطاء الساذجة، وخسارة الدرجات، ويمكن معالجة ذلك من خلال الهدوء والتخطيط بعناية، تجنبًا فقدان درجات ثمينة، وإعطاءَ أفضلِ فرصةٍ؛ لتحقيق أعلى الدرجات؛ ولا يعد التوتر والضغط هو العامل الوحيد، فتقنية الامتحان الجيدة تلعب دورًا في ذلك وتصنع فارقًا، ولتحسين درجاتك، ورفع مستوى تحصيلك، نقدم لك بعضًا من الأخطاء التي تقع في قاعة الامتحان؛ بُغيةَ تَفاديها، وهذه الأخطاء، هي:

1- عدم قراءة السؤال بشكل صحيح

يمتلك العقل البشري عادةً تتمثل في رؤية ما يريد أن يراه، وهذا صحيح بشكل خاص في أجواء الضغط العالي بغرفة الامتحان، وعليك في هذه الحالة أن تقرأ السؤال بدقة كافية؛ كي لا يتمكن عقلك من مخادعتك بسهولة، ودفعك للتفكير بأن السؤال يسألك شيئًا مختلفًا، -وهذا سيؤدي بك لكتابة مقال مختلف تمامًا لا يجيب عن السؤال الفعلي المطلوب، حتى وإن كان رائعًا-، وبهذه الطريقة أنت تفقد العديد من العلامات؛ لأنك لم تجب في الواقع على السؤال المطلوب، ومن أجل ذلك يجب عليك قراءة السؤال بعناية فائقة مع التكرار؛ لتتمكن من الإجابة بشكل صحيح، كما يمكنك لتيسير العملية أن ترسم دائرة، أو تضع خطًا أسفل الكلمات المهمة، وتبقى حينها على المسار الصحيح.

2- كتابة المقال الذي تود كتابته، وليس المقال المطلوب

لا يزال الوقوع في فخ كتابة المقال الذي يريده المكلَّف أمرًا سهلًا، حتى وإن فُهم السؤال بشكل صحيح، والذي يسبب في وقوع هذا الفخ بشكل أقرب، هو إظهار كل ما تم تعلمه من قبل المُمتَحن، وإن خالف في ذلك المطلوب.

إنه لمن المحبط في هذه المرحلة أن يتم التنازل على موضوعات كثيرة، اضطر الطالب لتعلمها، ولم تأت في الامتحان، ومن هنا يجب عليه أن يركز على السؤال المطلوب، وأن يختار الموضوعات التي تشير إليه بعناية، وهذا بطبيعة الحال لا يلغي الجهد المبذول الذي قام به الطالب أثناء الدراسة، وأن الموضوعات التي قام بمراجعتها لا تمت بصلة بالسؤال مطلقا، وإنما الهدف من هذا هو الحذر الكامل، من مناسبة المقال ودعمها للنقطة التي يود الإجابة عنها.

3- عدم كتابة خطة للمقال

لتتمكن من الإجابة عن سؤال الامتحان بشكل فعال، عليك أن ترسم هيكلًا لمقالتك في عقلك قبل أن تبدأ؛ لأنه إذ لم يكن لديك خطة مسبقة للإجابة، فإنك بالمحصلة تخاطر بفقدان سلسلة أفكارك، ونسيان ما كنت ذاهبًا لقوله، أو كتابته بشكل خاطئ غير مرتب ومتماسك.

تعد كتابة خطة لكل مقال بمثابة نوع من «‬الحاجز»‬بين كل مقال والآخر، وهذا يسمح لعقلك بمساحة حرة تقوم فيها بتحويل تركيز تفكيرك من موضوع إلى آخر، وبالطبع أنت لست ملزمًا بكتابة خطة مفصلة –لأنه لا يوجد وقت لها على أية حال– وما ينبغي عليك فعله، هو وضع خطة عامةتقود ذاكرتك الخاصة للمسار الصحيح في الكتابة، ويُكتفى في هذه الحالة بتحديد نقاط موجزة جدًا في قائمة قصيرة لا تتجاوز الكلمة أو الكلمتين، تلخص بموجبها كل منطقة يُوَدُّ تغطيتها بالترتيب الصحيح، ولتوضيح الصورة أكثر، يمكن الإتيان بالمثال التالي؛ بيانًا لكيفية الخطة التي يجب رسمها أثناء كتابة مقال ما في الامتحان، وهو:

  1. المقدمة.
  2. أسئلة القراءة / التخطيط.
  3. التوقيت.
  4. متعدد الخيارات.
  5. التدقيق الإملائي / النحوي.
  6. الاستنتاج.

كما هو بائن في المثال السابق، يُلاحظ أن خطة بهذه الكيفية، توفر هيكلًا قويًّا للمناطق المطلوب تغطيتها أثناء كتابة المقال، دون الدخول في التفاصيل، وتساعد صاحب المقال بأن يتجول في ذاكرته حول ما سيقوم بالكتابة عنه بسهولة دون تعقيد.

لا يستغرق أمر كتابة خطة كالتي سبقت أقل من دقيقة، تكون نتاجًا بالمحصلة لبضع دقائق من التفكير أمضاها صاحب المقال، قبل الشروع في الكتابة، ولا يعني هذا أن يتم إهدار الوقت في التخطيط طويلًا لكيفية الكتابة أثناء الامتحان.

الخطة أمر حيوي، وضعها يسهل معرفة الطريق المراد سلكه، وعدم التوقف.

4- ترك الأسئلة السهلة للنهاية

تسير العادة في الواقع، بأن يترك الطالب أثناء الامتحان الإجابة على الأسئلة السهلة، متعديًّا إياها للأسئلة الصعبة، ظانًّا بذلك أن الأمر سيبدو أسهل مما هو عليه، ولكن في حقيقة الأمر، أن هذه الطريقة، ليست الأفضل دائما، ففي هذا المقال يتم إخبارك أن ترك الأسئلة السهلة للنهاية، أمر يعرقل تجميع العلامات بشكل تقدُميٍّ وسريع، فطالما أنك قمت بتحديد الأسئلة التي تستطيع الإجابة عليها بسهولة نسبيًّا، عليك أن تبدأ وقتها بالإجابة فورًا، دون تأجيل لما بعد.

إن ترك الإجابة عن الأسئلة السهلة، وتأجيلها إلى ما بعد الإجابة عن الأسئلة الصعبة، أمر قد يشوبه الخلل في التفكير المنظم لمحتوى الإجابة، مما يدفعك هذا الخيار إلى الخسارة الكبيرة في تجميع العلامات المطلوبة في الامتحان، وإهدار الكثير من الوقت، وضياعه في اللحظة التي يجب عليك أن تكون فيها قد أنجزت جزءًا من المطلوب، يساعدك بشكل أو بآخر في الحصول على درجات أكثر.

ومن هنا ينصح الطالب في الامتحان، أن يبدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة والواضحة، ضامنًا بها الحصول على علامات جيدة، متجنبًا الوقوع في الخسارة الكبيرة في الحصول على هذه العلامات.

5- نفاد الوقت

غالبا ما يقع الطالب الكلاسيكي في أكبر الأخطاء الفادحة، وهي: قضاء وقتٍ طويلٍ على الأسئلة القليلة الأولى وعدم ترك ما يكفي من الوقت للانتهاء من الإجابة على كل الأسئلة، مما يعني هذا عدم اكتمال المقال النهائي، والخسارة الحتمية للدرجات.

إن للوقت أهمية بالغة في الامتحان، ينبغي على كل طالب أن يكون حذرًا في كيفية إدارته؛ ليحقق المطلوب، وهناك الكثير من النماذج السابقة، التي تؤكد على الحذر اللازم، والتوظيف السليم للوقت، والمعرفة التامة لكمية الأسئلة المتوقع الإجابة عليها، أثناء الامتحان، ومن هذه النماذج القول المعروف (إذا لم يكن لديك الوقت، تأكد من القيام بذلك!).

من ذلك وجب عليك حساب الوقت الذي تحتاجه للإجابة عن كل سؤال، بما في ذلك دقائق التخطيط في البداية والمراجعة في النهاية، ويفضل في هذه الحالة أن يكون هناك ساعة في غرفة الامتحان؛ حرصًا على الانتباه إليها والالتزام بالوقت المتاح لكل سؤال.

ويحدث في بعض الحالات عدم إكمال الطالب الإجابة عن سؤال ما في الوقت الذي حدده له، وقتئذ يجب على الطالب الانتقال للسؤال الذي يليه مهما كان، ويكون في هذه الحالة قد منح نفسه مساحة أكبر؛ للإجابة عن أسئلة أكثر، بطريقة مخادعة، ويتسنى له في هذه الحالة استخدام الوقت الإضافي؛ ليتحقق من إجابته، هل قاربت المطلوب أم لا، (وسيتم مناقشة كيفية التصرف في الوقت المتبقي بمزيد من التفصيل في النقطة 9).

تحكم في وقتك؛ كي لا تخسره

6- محاولة كتابة مقال كامل عند نفاد الوقت

يعد الانهماك في كتابة مقال ما عند نفاد الوقت من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها صاحب المقال، ويجب في هذه الحالة الابتعاد عن مثل هذا الخطأ بتدوين المطلوب بسرعة وبشكل مختصر، يُجْمل كلَّ ما يُراد قوله فيما تبقى من المقال، وبذلك يتمكن الفاحصون من إدراك أن هناك أفكارًا لصاحب المقال بخصوص السؤال الذي يود الإجابة عنه، وأن لديه محتوًى نموذجيًا للإجابة، كان ليضعه لولا نفاد الوقت، ضامنًا بهذا حصوله على درجات أكثر.

أما إذا انهمك صاحب المقال بالإجابة عن مقال طويل، أخذ بطبيعته كل الوقت المخصص للامتحان، فإنه في هذه الحالة، سيفقد حتمًا إدراك الفاحصين بأن هناك نقاطًا مميزةً يعرفها صاحب المقال، ولم تسنح له الفرصة بكتابتها.

7- ترك الأسئلة ذات الاختيار من متعددة فارغة

تعد الأسئلة ذات الاختيارات المتعددة أحد أسهل الأساليب في الامتحان؛ لأنها تعطي عددًا محدودًا من الأجوبة المحتملة، يستخدم فيها الطالب حالة التخمين والاستنتاج المرجح الذي يضمن به بأن تكون الإجابة صحيحة، ويفقد أغلب الطلاب الكثير من الدرجات، بسبب عدم استخدام هذه الحالة (التخمين والاستنتاج)، وترك مكان الإجابة فارغًا.

يعزف بعض الطلاب عن تفعيل هذه الطريقة، خوفًا من خسارتهم بعض الدرجات، ويتم هنا في هذا المقال إخبار لطالب أنه لن يفقد درجات لإجابة غير صحيحة، ومن ذلك يمكنه تخمين الأسئلة التي لا يعرف إجابتها، ويتمكن بهذه الطريقة استبعاد بعض الإجابات المنفِيِّ احتمالُ وقوعها، ومن ثم تنحصر الاختيارات في واحدة من إجابتين محتملتين، وبذلك تزيد فرصة الحصول على درجة إضافية بنسبة 50/50، وهي نسبة تستحق المحاولة والحصول عليها بالتأكيد!

إذا كانت الأسئلة الخاطئة لاتتسبب في خسارة درجات حاول التخمين في الأسئلة ذات الاختيارات المتعددة.

8- ألغاز أخرى للأسئلة ذات الاختيار من متعدد

بالرغم من الأسلوب السهل الذي تتبعه أسئلة الاختيار من متعدد، إلا أنها ذات مشكلة مُلغزةٍ تُحيَّر الفاحصين، عندما يقوم الطالب بتحديد أكثر من إجابة للسؤال الواحد، وهنا تكمن المشكلة التي بسببها يفقد الطالب درجات هذا السؤال، وعليه من المهم أن يعطي الطالب نفسه وقتًا كافيًا، يتحقق فيه من الإجابة الخاصة به، والتأكد من صحتها، ووضع دائرة تناسب الإجابة المطلوبة، دون التباس.

9- مغادرة غرفة الامتحان مبكرًا

يندفع بعض الطلاب للانطلاق خارج قاعة الامتحان، كونهم وجدوا الاختبار سهلًا، وأحسنوا الإجابة بشكل صحيح على الأسئلة المطلوبة، وتعد هذه المغادرة السريعة، سببًا في فقدان الطالب بعضًا من درجاته، فبمجرد ترك الطالب غرفة الامتحان، يكون قد أضاع عليه فرصة المراجعة، والتأكد من الإجابة الصحيحة بالشكل المطلوب، وعلى الطالب في هذه الحالة أن يستثمر الوقت الإضافي، في قراءة إجابته، والتأكد من صحتها، وأنها أفضل ما لديه.

تعد فكرة المراجعة، أمرًا ذو أهمية، ينبغي على الطالب استثمارها، فبمجرد قراءة ماتمت كتابته في ورقة الإجابة مرة أخرى، يحدث أن يجد الطالب نقاطًا إضافيةً تستحق أن تُدرج، وفي هذه الحالة يقوم بوضع علامة مميزة (نجمة)، في المكان الذي يود الإضافة إليه، ويواصل الكتابة على ورقة منفصلة من نموذج الإجابة الخاص به، والذي يضع فيه أيضًا العلامة ذاتها، وإن كان هذا الحل أقل أناقة من النموذج المطلوب، إلا أنه أكثر ضمانًا من فقدان درجات إضافية يمكن الحصول عليها مع المعلومات الإضافية التي تمت إضافتها، ويمكن أيضا استغلال هذا الوقت الإضافي في تدقيق الإجابة تدقيقًا مركزًا يُجنِّب الوقوع في الخطأ النَّحْويِّ والإملائيِّ كما سيأتي في النقطة التالية.

10- ضعف التدقيق الإملائي والنحوي

تعد الأخطاء الإملائية و النحوية، سببًا مباشرًا في خسارة الطالب عددًا من الدرجات الإضافية، وهو أمر لا يمكن الاستهانة به، حتى وإن ظن الطالب أنه بارع نحْويًّا، فأبسط خطإ يتم الوقوع فيه، يسبب بالمحصلة مشكلة فقدان درجة الكتابة الصحيحة لهذه الكلمة، مثال ذلك: كتابة “right” بدلًا من “write”، وهو خطأ بسيط يندهش منه الفاحص عند رؤيته، ومن الطبيعي أن مثل هذه الأخطاء البسيطة التي تقع، تكون بفعل تأثير ضغط الامتحان، وهي أخطاء لا يمكن الوقوع فيها في ظروف طبيعية.

إذا كان لديك ما يكفي من الوقت في نهاية الامتحان (من الناحية المثالية، حاول التخطيط ليكون لديك ما يكفي من الوقت)، قم بقضائه في التحقق من الإجابات الخاصة بك للتأكد من أن التدقيق الإملائي والنحوي لا يشوبه شائبة.

قد يكون في بعض الأحيان أن يواجه الطالب صعوبةفي قراءة كتابته اليدوية الخاصة به، ويمكن لذلك أن يفقده المزيد من الدرجات، وعليه فإنه إذا اكتشف كلمات ليست واضحة، وتوقع في اللبس، أن يقوم بإعادة صياغتها من جديد؛ لتصبح أكثر وضوحًا.

يعد الامتحان أحد أكثر العمليات التي تشكل هاجسًا لدى الطالب، ويلزم لإنجاحها وتسييرها بالشكل الصحيح، أن يتعامل مع الوقت بدقة أكثر، واتباع منهج سليم يتوخى الحرص في كل سؤال عن الإجابة على كل ما يلزم في ورقة الأسئلة؛ لالتقاط أكبر عدد من الدرجات، وضمان عدم ضياعها، ففارق العلامات أمر مهم ومصيري عندما يتعلق بطلب الالتحاق بجامعة ما، أو دورة تدريبية، تعتمد الدرجات معيارًا للقبول، فقد لا تبدو درجة واحدة أو اثنتان ذات فرق كبير، ولكنها ذات أهمية عندما يتعلق بمصير طالب يقرر الالتحاق بما سبق ذكره، ومن ثم فإن الفرق بين A وA* له أهمية كبرى في تحديد المصير.

وكما أشرنا سابقًا، فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الحصول على درجات إضافية في غرفة الامتحان ببساطة، تكمن في تجنب الأخطاء والعثرات المشتركة.


  • ترجمة: عمرو الجابري.
  • تدقيق: روبيس آون.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر