قد تحدد تقييمات الأفلام مدى محبة المشاهدين لها وعدد الجمهور المتوقع، لذلك يكون لها تأثير على النتيجة النهائية للفيلم. غالبًا ما تُتّبع الطريقة الصعبة في تصنيف الفيلم بمشاهدته واتخاذ القرارات تبعًا لوجود العنف وتعاطي المخدرات والمحتوى الجنسي.

يستطيع الباحثون اليوم في كلية الهندسة في جامعة فيتربي تقييم الفيلم في غضون ثوانٍ بواسطة الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى نص الفيلم ودون تصوير أي لقطة منه. تمكن هذه الطريقة منتجي الأفلام من تصميم الفيلم للوصول إلى الهدف بإجراء التعديلات المطلوبة على نص الفيلم قبل التصوير، إضافةً إلى التأثير المالي الممكن، ويسمح هذا التصنيف الفوري للكتاب وصناع القرار بالتحكم في تأثير محتواهم في العامة والمشاهدين.

باستخدام الذكاء الاصطناعي على النصوص، أظهر شريكانث نارايانان -أستاذ جامعي حاصل على جائزة Niki & C. L. Max Nikias للهندسة- إضافةً إلى فريق من الباحثين من مختبر تحليل وترجمة الإشارات-SAIL، أن الإشارات اللغوية يمكن أن تشير إلى حد كبير إلى المحتوى المتعلق بأعمال العنف وتعاطي المخدرات والمحتوى الجنسي (المشاهد التي غالبًا ما تكون أساس تصنيف الفيلم)، التي ستؤديها شخصيات الفيلم.

الطريقة: باستخدام 992 سيناريو فيلم يتضمن محتوىً عنيفًا وتعاطيًا للمخدرات ومحتوىً جنسيًا، حسب معايير منظمة Common Sense Media، وهي منظمة غير ربحية تقيم الأفلام وتقدم توصيات للعائلات والمدارس، درب فريق البحث في SAIL الذكاء الاصطناعي على التعرف على السلوكيات والأنماط والنصوص الخطرة تبعًا لمعايير المنظمة.

أداة ذكاء اصطناعي جديدة تتنبأ بتقييم الأفلام في غضون ثوانٍ - برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقدير تقييمات الأفلام خلال وقت قير

تستقبل أداة الذكاء الاصطناعي كل النص مُدخلًا لها، وتعالجه بشبكة عصبية، وتفحصه بحثًا عن الدلالات والأحاسيس المعبر عنها. في هذه العملية، تصنف الجمل والعبارات إلى إيجابية وسلبية وعدوانية وغير ذلك. تصنف أداة الذكاء الاصطناعي الكلمات والعبارات آليًا إلى ثلاث فئات: عنف وتعاطٍ للمخدرات ومحتوى جنسي.

قال فيكتور مارتينيز، مرشح لنيل درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر في جامعة فيتربي والباحث الرئيسي في الدراسة التي ستظهر في مؤتمر عام 2020 للأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية: «ينظر نموذجنا إلى نص الفيلم بدلاً من المشاهد الفعلية، التي تتضمن أصواتًا مثل إطلاق النار أو الانفجارات التي تحدث لاحقًا في الإنتاج. ولذلك فائدةٌ في الحصول على تقييم قبل الإنتاج بفترة طويلة لمساعدة صناع الأفلام في تحديد درجة العنف وما إذا كان يلزم تقليله».

اكتشف الفريق العديد من الروابط المثيرة للاهتمام بين السلوكيات المؤثرة سلبًا في تصنيف الأفلام.

قال مارتينيز: «يبدو أن هناك ارتباطًا بين كمية المحتوى المتعلق بتعاطي المخدرات في فيلم نموذجي وكمية المحتوى الجنسي، سواء كان ذلك مقصودًا أم لا. يبدو أن صناع الأفلام يوازنون بين كمية المحتوى المرتبط بتعاطي المخدرات والمحتوى الجنسي الصريح».

ظهر أيضًا نمطٌ آخر مثير للاهتمام، كما أوضح مارتينيز: «وجدنا أن صناع الأفلام يعوضون المستويات المنخفضة من العنف بمشاهد تعاطي المخدرات والمحتوى الجنسي».

إضافةً إلى ذلك، مع أن العديد من الأفلام تحتوي على مشاهد تعاطي المخدرات والمحتوى الجنسي، وجد الباحثون أنه من النادر أن يحتوي الفيلم على مستويات عالية من السلوكيات المؤثرة سلبًا على التصنيفات الثلاثة معًا، وذلك قد يكون بسبب معايير جمعية الفيلم الأمريكي MPA.

وجدوا أيضًا علاقة مثيرة للاهتمام بين السلوكيات المؤثرة سلبًا وتقييمات MPA، فيبدو أنه مع زيادة المحتوى الجنسي، تضع MPA تركيزًا أقل على محتوى العنف وتعاطي المخدرات. فبغض النظر عن محتوى العنف وتعاطي المخدرات، غالبًا ما يحصل الفيلم الذي يحوي الكثير من المحتوى الجنسي على التصنيف R.

يطلق نارايانان على وسائل الإعلام «وسيلة غنية لدراسة التواصل والتفاعل والسلوك البشري، لأنها توفر نافذة على المجتمع».

أضاف نارايانان: «نصمم في SAIL التقنيات والأدوات استنادًا إلى الذكاء الاصطناعي لجميع المهتمين بهذا العمل الإبداعي ومن ضمنهم الكتاب وصناع الأفلام والمنتجون، وذلك لزيادة الوعي حول التفاصيل المهمة الكثيرة المرتبطة بسرد قصتهم في الفيلم».

اختتم نارايانان: «نحن لا نهتم فقط بمنظور رواة القصص المتعلق بموضوع القصة، ولكن أيضًا بفهم التأثير على الجمهور والفائدة من التجربة بأكملها. ستساعد أدوات مثل هذه في رفع الوعي الهادف للمجتمع، بتحديد الصور النمطية السلبية على سبيل المثال».

وأضاف مارتينيز: «في المستقبل، أنا مهتم بدراسة الأقليات وكيف تُمثل، خاصة في حالات العنف والجنس والمخدرات».

اقرأ أيضًا:

ما هي تكنولوجيا ليدار؟ وما تطبيقاتها الأساسية؟

هل جعلتنا التكنولوجيا صيادين أسوأ؟

ترجمة: وسام برهوم

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر