تشيع إصابات العنق الرياضية في أثناء ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، لذا يجب أخذ الحيطة والحرص على حماية العنق من الأذيات المختلفة، فقد يسبب التعرض المتكرر للرضوض إعاقةً مستديمةً غير قابلة للعلاج.

يحوي العنق جزءًا أساسيًا من النخاع الشوكي الذي يصل الدماغ مع بقية أنحاء الجسم، وقد يختلف شكله من شخص لآخر فلدى البعض يكون ثخينًا وعريضًا، بينما يكون لدى البعض الآخر نحيلًا وطويلًا، ولا يؤثر ذلك في وظيفة العنق الأساسية.

تشكل الفقرات الرقبية السبعة دعامةً تساعد على تثبيت العنق، ويفصلها عن بعضها أقراص تساعد في امتصاص الصدمات التي قد يتعرض لها الشخص، وتحاط أيضًا بعضلات تدعم العنق وتعطيه المرونة المناسبة.

العنق والرياضة

قد تؤدي التمارين الرياضية المجهدة والمتكررة إلى زيادة الحمل على الفقرات الرقبية وعضلات العنق، وقد يتعرض الفرد لرضوض مباشرة ربما تحدث أذيات دماغية خطيرة، أو حدوث إصابات على مستوى الأقراص الفقرية أو الأعصاب.

تحدث أذية العنق عند التعرض لرض أو سقوط، وذلك بسبب تجاوز العضلات الرقبية وكذلك فقرات العنق مجال حركتها الطبيعي، إذ يحدث أحيانًا فرط تمدد، وهو حركة الرقبة نحو الخلف أكثر من حدود حركتها الطبيعية، أو فرط انحناء العنق نحو الأمام، ويعرف بفرط الثني.

قد تحدث رضوض مفاجئة تسبب تمزقًا في أربطة العنق، وهي نسج مطاطية ثخينة تربط الفقرات الرقبية مع العضلات الداعمة للعنق، وقد تتعرض لأذيات تتسبب بحدوث الالتواء أو الخلع.

ربما يصاب المريض برض أحادي الجانب يؤدي إلى إحساسه بألم حارق وواخز منتشر من العنق إلى أسفل الذراع ثم اليد، ويستمر مدةً تتراوح بين عدة ثوانٍ وعدة دقائق لكنه قد يتكرر مرات عدة، وهذا ما يعرف بمتلازمة الحرق والإشعاع (burner/stinger) ويكون سببه أذية الضفيرة العصبية العضدية (وهي مجموعة من الأعصاب المسؤولة عن الحس في الطرفين العلويين)، ما يسبب تقلص أو تمدد في عضلات العنق ويسبب الألم الشديد، وقد ذكر حدوث هذه الظاهرة عند 70% من لاعبي كرة القدم الأمريكية في الجامعات.

العلامات التي تشير إلى أذية العنق الخطيرة

يتصف الألم الناجم عن إصابات العنق أنه ألم متوسط الشدة، مستجيب على المسكنات المعتادة، وقد يكون ذاتي الشفاء ويتراجع بشكل عفوي.

نوّه الأطباء إلى العديد من العلامات التي قد تنبأ بحدوث أذية خطيرة تتطلب العلاج الفوري، ومن هذه العلامات:

  •  ألم شديد مستمر.
  •  الإحساس بألم مفاجئ في الساقين أو الذراعين.
  •  وجود خدر أو ضعف أو تنميل في الطرفين السفليين أو العلويين.
  •  انفلات المصرات (عدم القدرة على التحكم بالمصرات الشرجية أو البولية).

لذا فإن مراجعة الطبيب ضرورية عند التعرض لأي رض شديد ومفاجئ، فقد يحتاج المريض إلى إجراء العديد من الاستقصاءات الشعاعية مثل التصوير الشعاعي البسيط والطبقي المحوري والرنين المغناطيسي للوصول إلى التشخيص المناسب.

علاج آلام العنق

ربما يزول الألم باستخدام المسكنات المعتادة كالأسبرين والأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، مع الانتباه إلى تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال الأقل من 19عامًا.

تجب مراجعة الطبيب عند اشتداد الألم أو عدم الاستجابة للمسكنات، لإجراء فحوصات متعددة لتحديد التشخيص بدقة.

من الممكن إعطاء المرخيات العضلية أو المسكنات المركزية أو إضافة بعض أنواع الكورتيكوستيرويدات لعلاج الحالة، ينصح أيضًا بوضع كيس ثلج مغلف بقطعة قماشية على منطقة الألم في أول يومين من الإصابة، وذلك لعدة أيام، ثم تستبدل بضماد دافئ بعدها.

يفضل البدء ببعض تمارين العلاج الفيزيائي للعنق وذلك عند تحسن الأعراض، إذ يقدم الطبيب بعض التعليمات حول الحركات المسموح بها، مثل إمالة الرأس إلى إحدى الجهتين على التوالي مع الحفاظ على وضعية ثبات 30 ثانية في كل جهة.

وينصح أيضًا بتمارين التقوية والبناء التي تدعم ثبات العنق، إضافةً إلى تمارين السحب والشد باستخدام البكرات والأثقال للتمديد.

قد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى استخدام طوق العنق المدعم عدة أيام بعد حدوث الإصابة، لتخفيف الضغط على العنق، وتتراوح فترة العلاج من عدة أيام إلى عدة أسابيع.

تختلف الفترة الزمنية التي يحتاجها المريض للتماثل للشفاء، لذا يجب الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة قبل العودة إلى الرياضة.

اقرأ أيضًا:

احذروا ربطات العنق وهذه هي مخاطرها!

علماء رياضيات يخلصون إلى وجود 177،147 طريقة لربط ربطة العنق

ترجمة: بثينة خدام

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر