فترة وجودهم:

منذ 3,9 إلى 2,8 مليون سنة مضت

معنى الاسم:

الاسم أسترالوبيثيكوس يعني القرد الجنوبي، تطوّر في الأصل من نوع موجود في جنوب أفريقيا، ويشترك هذا الجنس مع العديد من الأنواع ذات الصلة الوثيقة في هذا الاسم.

بينما تعود كلمة أفارينسيس إلى الموقع الذي اكتُشفت فيه بعض أول حفريات هذا النوع في منطقة منخَفض عفار في إثيوبيا.

التوزيع الجغرافي:

وُجدت حفريات لنوع أسترالوبيثيكوس أفارينسيس في إثيوبيا تحديدًا في هدار (إقليم عفار)، وأيضًا في موقع لايتولي في تنزانيا، على بُعد حوالي 1500 كيلومتر.

صلتهم بالأنواع الأخرى:

أسترالوبيثيكوس أفارينسيس هو السلف المباشر للبشر، وللأنواع اللاحقة من الأسترالوبيثيكوس وجميع الأنواع من جنس بارانثروبوس، ومن جهة أخرى اقترح باحثون أسماء بديلة لاعتقادهم أنها لاتنتمي لهذا النوع وهي بارانثروبوس أفريكانوس و بارانثروبوس أفارينسيس.

لمحة عامة:

أسترالوبيثيكوس أفارينسيس أحد أقدم الأنواع البشرية وأطولها عمرًا وأكثرها شهرة، اكتشف علماء الأنثروبولوجيا القديمة بقايا أكثر من 300 فرد، وقد عاش هذا النوع منذ حوالي 3.85 إلى 2.95 مليون سنة في شرق أفريقيا (إثيوبيا وكينيا وتنزانيا)، لأكثر من 900 ألف سنة، وهو أكثر من أربعة أضعاف الفترة التي عاش فيها جنسنا البشري، وتُعد الحفرية الأشهر لأفارينسيس هو الهيكل العظمي المُسمى لوسي وعمره ما يقارب 3.2 مليون سنة.

كان لدى أفارينسيس فترة نمو أقصر من الإنسان الحديث اليوم.

سُمي هذا النوع رسميًا في عام 1978 بعد موجة من الاكتشافات الأحفورية في هدار بإثيوبيا، ولايتولي بتنزانيا، ودُمجت الحفريات التي عُثر عليها في أوائل الثلاثينيات في هذا التصنيف.

السمات الجسدية الرئيسية:

تتميز بخصائص مشتركة مع القردة والبشر على حد سواء

تُظهر الأحافير أن أسترالوبيثيكوس أفارينسيس ثنائي الأقدام (قادر على المشي على قدمين)، ولكن مقارنة بالقردة ما يزال يحتفظ بالعديد من الميزات الشبيهة بما في ذلك التكيف مع تسلق الأشجار، وحجم دماغ صغير، وفك طويل.

شكل الجسم وحجمه:

  •  نمت الإناث إلى ارتفاع يزيد قليلاً عن متر واحد حوالي (105 إلى 110 سم)
  • كان الذكور أطول بكثير من الإناث (حوالي 150 سم)
  •  القفص الصدري مخروطي الشكل شبيه بالقردة

حجم الدماغ:

  •  كان الدماغ صغير الحجم، بمتوسط تقريبًا 430 سم مكعب، ويشكل 1.3 ٪ من وزن الجسم.
  •  إعادة تنظيم الدماغ ربما بدأت مع بعض التوسع إلى أجزاء من القشرة الدماغية.

الجمجمة:

  •  العديد من سمات الجمجمة شبيهة بالقردة إلى حد ما، تتضمن الجبهة المنحدرة المنخفضة، الوجه البارز، ونتوءات الحاجب البارزة فوق العينين.
  •  وعلى عكس معظم القردة الحديثة، لم يكن لهذا النوع أخدود عميق خلف القوس الحاجبية، ونشوء الحبل الشوكي كان من الجزء المركزي من قاعدة الجمجمة بدلًا من الخلف.
  •  كان لدى الذكور حافة عظمية (عرف سهمي) على قمة الجمجمة لربط عضلات الفك الضخمة، كانت قصيرة جدًا وتقع في الجزء الخلفي من الجمجمة.
  •  وُجد عظم لامي صغير في عينة يافعة، يساعد هذا العظم في تثبيت اللسان والحنجرة، إذ كانت حنجرة أفارينسيس تشبه نظيرها لدى الشمبانزي.
  •  القناة نصف الدائرية في الأذن شبيهة في الشكل مع نظيرتها في القردة الأفريقية، يقترح ذلك أن أسترالوبيثيكوس أفارينسيس لم يكن بسرعة ورشاقة البشر المعاصرين.

الفك والأسنان:

  •  سمات الفك والأسنان متوسطة بين البشر والقردة.
  •  كان الفكان طويلين وضيقين نسبيًا، وكان ترتيب الأسنان في الفك السفلي ضمن صفوف عريضة في الخلف أكثر من الأمام، بينما أعطى موضع الضرس الأخير في الفك العلوي منظرًا ضيقًا ومنحنيًا في الخلف.
  •  الأسنان القاطعة الأمامية واسعة جدًا.
  •  كانت الأنياب مدببة وأطول من الأسنان الأخرى، وحجمها متوسط بين مماثلتها لدى القردة والبشر، وأنياب الذكور أكبر بكثير من أنياب الإناث.
  •  وجود فجوة بين الأنياب والأسنان المجاورة كما القردة بين الأنياب والقواطع في الفك العلوي، وبين الأنياب والضواحك في الفك السفلي.
  •  الضواحك في الفك السفلي لديها نتوءات شبيهة بالقردة، إذ يحوي الضاحك الأمامي على نتوء واحد كبير مثل القردة بدلًا من نتوءات متساوية الحجم كما هو الحال في البشر.

الحوض:

  •  كان الحوض قصيرًا وعريضًا شبيهًا بحوض البشر، لكنه افتقر إلى التحسينات التي مكنت البشر من المشي بخطوات واسعة.

الأطراف:

  •  سمات الأطراف شبيهة بالبشر، مما يؤكد قدرتهم على المشي على قدمين.
  •  عظام الفخذ مائلة باتجاه الركبة وهو مؤشر قوي للحركة الثنائية.
  •  اللقمات الوحشية للركبة ضخمة وقوية.
  •  أقدام مقوسة وكعب عريض.
  •  أصابع قدم كبيرة محاذية لأصابع القدم الأخرى.
  •  أذرع قوية مع سواعد طويلة.
  •  عظام الفخذ قصيرة جدًا.
  •  يشبه الانحناء الموجود في عظام أصابع اليد والقدم (السُلاميات) إلى حد كبير تلك الموجودة في قردة العصر الحديث، تقترح قدرتها على التسلق.
  •  يتجه لوح الكتف نحو الأعلى مثل القردة، وليس جانبًا مثل البشر، مما يدل على أنه كائن شجري، ويتشابه مع عظام الكتف البشرية من نواحٍ أخرى.

أسلوب الحياة

 حضارتهم:

استخدم أسترالوبيثيكوس أفارينسيس أدوات بسيطة شملت العصي ومجموعة من المواد النباتية غير المعمرة الموجودة في البيئة المحيطة مباشرة، ربما استخدموا الأجحار أيضًا، ومن المرجح أنهم عاشوا في مجموعات اجتماعية صغيرة شملت الذكور والإناث، والأطفال والبالغين، وكانت الإناث أصغر بكثير من الذكور.

في عام 2010، عُثر على عظام أحفورية عليها علامات قطع في منطقة ديكيكا في إثيوبيا، يعود تاريخها إلى حوالي 3.4 مليون سنة. وتُظهر هذه العظام أدلة واضحة على استخدام أدوات حجرية لإزالة اللحم وربما لكسر العظام من أجل الحصول على النخاع، ولكن من غير المعروف ما إذا كانت هذه الأدوات معدلة عمدا أو مجرد أحجار ذات شكل مفيد.

الحمية الغذائية:

احتل أسترالوبيثيكوس أفارينسيس مجموعة من البيئات، عاش بعضها في السافانا أو الغابات المتفرقة، وآخرون عاشوا في الغابات الأكثر كثافة بجانب البحيرات، ويشير تحليل أسنانها وجمجمتها وشكل جسمها إلى نظام غذائي يتألف بشكل أساسي من النباتات، ومع ذلك، فإن عظام الحيوانات الأحفورية مع علامات القطع التي وجدت في ديكيكا عام 2010 نُسبت إلى هذا النوع، ما يشير إلى أنها اعتمدت على اللحوم في نظامها الغذائي، وأظهر التحليل المجهري لمينا الأسنان أنهم كانوا يأكلون الفاكهة والأوراق في الغالب بدلًا من البذور والمواد النباتية الصلبة الأخرى، ويشير القفص الصدري المخروطي الشكل إلى أن بطونها الكبيرة تكيفت مع نظام غذائي منخفض الجودة نسبيًا وكبير الحجم، ويشير موقع العرف السهمي في الجزء الخلفي من الجمجمة إلى أن الأسنان الأمامية كانت تعالج معظم الطعام.

اقرأ أيضًا:

ابن عم لوسي: اكتشاف أحفورة جديدة في إثيوبيا لأحد أشباه البشر

أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس (لوسي)

ترجمة: نورا مصطفى

تدقيق: محمد الأسطى

المصادر: 1 2