العمر

يتراوح عمر الحفريات من 3.8 إلى 4.2 ملايين سنة، يُعَد «أسترالوبيثيكوس أنامنسيس» أقدم نوع معروف من جنس أسترالوبيثيكوس، وعاش قبل 4 ملايين سنة.

معنى الاسم

«أسترالوبيثيكوس» هو اسم الجنس أو المجموعة، وهو مشتق من الكلمة اللاتينية «أسترالو» وتعني «جنوبي»، والكلمة اليونانية «بيثيكوس» وتعني «قرد».

ابتُكر اسم القرد الجنوبي أو أسترالوبيثيكوس في الأصل لجنس آخر اكتُشف في جنوب أفريقيا، وتتشاركه الآن أنواع مختلفة تجمعها أوجه تشابه مع المجموعة ذاتها.

أما كلمة «أنامنسيس» فهي مشتقة من كلمة «أنام» من لغة توركانا المستخدَمة في المنطقة التي وُجدَت فيها حفريات هذا النوع. «أنام» تعني «بحيرة»، وترجع إلى البيئة المطلّة على البحيرة التي كان يعيش فيها هذا النوع.

التوزيع الجغرافي

وُجدَت بقايا تعود إلى هذا النوع في ثلاثة مواقع متفرقة حول بحيرة توركانا في كينيا سنة 1965، واكتُشفَت حديثًا عدة حفريات في أواش الوسطى، شمال شرق إثيوبيا، اكتُشفَ أهمها سنة 2016.

علاقتهم بالأنواع الأخرى

يعتقد أغلب العلماء أن هذا النوع قد يكون سلفًا للنوع المعروف «أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس»، بل إن بعضهم اقترح أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس وليس إلى جنس مختلف، وأن حفريات أسترالوبيثيكوس أنامنسيس تمثل ببساطة أفرادًا أقدم لسلالة متطورة واحدة هي أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، أي أنهم -حسب اعتقاد هذا الفريق من العلماء- نوع زمني من أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس.

أوضح اكتشاف جمجمة شبه مكتملة سنة 2016 -كانت أول عينة تبين الجمجمة الكاملة وملامح الوجه لهذا النوع- أن أسترالوبيثيكوس أنامنسيس يختلف عن أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس أكثر مما اعتُقد سابقًا، وما زال الجدل حول صحة تصنيف هذا النوع مستمرًا.

لمحة عامة

يتسم نوع أسترالوبيثيكوس أنامنسيس بخليط من صفات القردة والبشر، فقد لوحظ أن النهاية العلوية لعظمة الظنبوب عند هذا النوع كانت متسعة، وأن مفصل الكاحل كان موجّهًا كنظيره عند البشر، نظرًا إلى استنادهم إلى ساق واحدة في كل مرة خلال المشي، ما يدل على أنهم كانوا يسيرون على قدمين، ويشير طول الساعد وسمات عظام الرسغ إلى أنهم كانوا غالبًا يتسلقون الأشجار أيضًا، وجمعت الجمجمة خليطًا من سمات أسلافهم، مثل بروز الوجه والقحف العصبي الطويل والضيق، إضافةً إلى بعض الصفات المشتقة، مثل البروز الأمامي لعظمتي الوجنتين، الذي يشبه نظيره لدى البارانثروبوس.

السمات الجسدية الرئيسية:

حجم الجسم

  •  كان حجمهم غالبًا يقارب حجم قردة الشمبانزي الحديثة.
  •  وُجد فرق كبير بين حجم أجسام الذكور والإناث، يشبه الفرق بين حجم قردة الغوريلا الحديثة وإنسان الغاب.

الدماغ

استنادًا إلى الجمجمة الوحيدة المكتشَفة لهذا النوع، يتضح أنه كان لديهم أدمغة صغيرة الحجم نسبيًا، بلغ حجمها 370 سم مكعب، أي أصغر من أدمغة أسترالوبيثيكوس أفارينيسيس.

الجمجمة

  •  من سماتها: فتحات أذن بدائية بيضاوية الشكل.
  •  جبين مائل.
  •  وجه متسع في الوسط، وبروز عظم الوجنتين.
  •  تضيّق ملحوظ في الجمجمة خلف تجويف العين.

الفك والأسنان

  •  تشبه عظام الفك نظيرتها لدى القردة شكلًا، إذ كانت الصفوف الجانبية للأسنان مرتبة في خطوط متوازية، ويوجد ميل خلفي للفك السفلي تحت الأسنان الأمامية عوضًا عن بروزه نحو الأمام لتكوين الذقن، والحنك الصلب -سقف الفم- مسطح في الفك العلوي.
  •  كانت الأسنان وسطًا بين أسنان القردة والبشر، وتضمنت طبقة مينا أثخن من مثيلتها عند الأسلاف السابقة الشبيهة بالقردة، وأنيابًا كبيرة وحادة نسبيًا، لكن أقصر من نظيرتها عند الأسلاف السابقة الشبيهة بالقردة.

الأطراف

  •  تشبه النهاية العلوية لعظمة الظنبوب مثيلتها عند البشر، إذ كانت اللقمتان متماثلتين في الحجم ومقعرتين، وتشير هذه الصفة إلى أنهم كانوا يمشون على قدمين.
  •  أوضحت معالم عظام الرسغ وجود أوتار يد قوية مفيدة لتسلق الأشجار.
  •  يشبه مفصل المرفق نظيره لدى البشر في مرونته، على عكس مفصل المرفق الصلب الذي تتميز به القردة التي تسير على أربع قوائم.
  •  كانت سواعدهم طويلة نسبيًا تشبه سواعد القردة، ومفيدة للتسلق.

أسلوب الحياة

حضارتهم

لم تُكتشَف أي أدلة على حضارة أسترالوبيثيكوس أنامنسيس، لكن من المحتمل أنهم استخدموا أدوات بسيطة شبيهة بما يستخدمه قردة الشمبانزي الحديثة، وتتضمن:

  •  العيدان والعصي، وأدوات نباتية أخرى سهلة التشكيل، من المرجح أنها كانت تُستخدم لعدة أنشطة بسيطة مثل تناول الطعام.
  •  أحجار غير معدلة، أي لم تُشكَّل قبل الاستخدام، ربما استُخدمَت للتعامل مع الأطعمة القاسية مثل الجوز.

البيئة والنظام الغذائي

تقدم الحفريات النباتية والحيوانية، إضافةً إلى تحليل الرواسب القديمة والحجارة، بعض الدلائل عن البيئة التي كان يعيش فيها أفراد أسترالوبيثيكوس، استُنتج أنهم كانوا يعيشون بالقرب من بحيرة برية في الحوض حيث توجد بحيرة توركانا اليوم.

كانت المنطقة معرّضة للنشاط البركاني، وقد نتجت طبقات من الرماد البركاني من الانفجارات البركانية العديدة، إذ وُجدَت البقايا الحفرية لهذا النوع عالقةً بين طبقات الرماد المختلفة، ما سهّل تأريخها إلى ما بين 3.8 و4.2 مليون سنة.

عاشت هذه الأسلاف المبكرة في الغابات والبيئات الشجرية الواقعة بالقرب من البحيرة، أظهرت هياكلهم العظمية أنهم كانوا يمشون على قدمين وأمضوا الكثير من الوقت في تسلق الأشجار، ربما للبحث عن الغذاء أو لتجنب المفترسات. تشير أسنانهم إلى أنهم كانوا آكلي نباتات، يأكلون الفاكهة والأطعمة صعبة المضغ مثل الجوز.

اقرأ أيضًا:

أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس (لوسي)

اكتشاف الحلقة المفقودة في سلف البشر أوسترالوبيثيكوس سيديبا

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصادر:

Australopithecus anamensis – The Australian Museum

Australopithecus anamensis | The Smithsonian Institution’s Human Origins Program