بعد 8 أشهر من وصول مركبة نيو هورايزون (New Horizon Spacecraft) إلى كوكب بلوتو, لازال العلماء يكتشفون أسرار هذا الكوكب البعيد.

بلوتو و أكبر أقماره شارون (Charon) يكونان ما يسمى بالكوكب الثنائي: حيث يدوران كلاهما حول مركز كتلة واحد. إن الأقمار الأربعة الأخرى ستايكس (Styx) و نيكس (Nix) و كيربيروس (Kerberos) و هايدرا (Hydra ) يعتقد بأنها قد تكونت بنفس الفترة التي تبعت تعرض القمر شارون إلى صدمة كبرى.

وقال مارك شوالتر (Mark Showalter) عالم مختص في معهد SETI : كنا نعتقد أن الأقمار الأربعة مشابهة لشارون, لكن على العكس  وجدنا أن أسطح هذه الأقمار هي أكثر لمعانا وأكبر عمرا بالمقارنة مع قريبهم شارون.

إضافة إلى ذلك فإن العلماء متحيرين بخصائص دوران هذه الأقمار الأربعة, حيث أنها تدور بسرعة حول محاور جانبية مائلة.

إن مد الجاذبية من كوكب بلوتو كان من المفترض أن يبطأ من عملية دوران هذه الأقمار و إعادة توجيه محاورها, لكن ذلك لم يحصل. إن فريق نيو هورايزون يخمنون أن اصطدام أشياء غريبة من الخارج بهذه الأقمار هو السبب وراء هذا الدوران.

إن نيو هورايزون قد كشفت بصورة مفاجئة عن طبيعة جيولوجية معقدة على سطح بلوتو, بلوتو يمتلك سهل واسع على نطاق 1000 كم يسمى بطريقة غير رسمية سبوتنك بلانوم, مملوء بالنيتروجين المتطاير وثلوج أحادي أوكسيد الكربون. يبدو السطح بدون حفر وهو ما يؤكد وجود نشاط جيولوجي للكوكب.

خلف هذه السطوح السهلة, يوجد آثار تضاريس متهالكة والتي تبين مدى الصدمات التي تعرض لها بلوتوعلى مدى ملايين و مليارات السنين. حيث أن الحافات والتلال متبلورة بالثلوج.

وقال روس باير (Ross Bayer) العالم الاختصاصي من معهد SETI  ” إن من بين الأشياء المحيرة على هذا الكوكب هو وجود جبلين طوال وبينهما منخفض وسطي تشبه إلى حد ما البراكين. الأول يسمى رايت مونس (Wright Mons) وهو بطول 2 ميل وعرض 90 ميل, أما بيكارد مونس (Piccard Mons) فهو بطول 3.5 ميل وعرض 140 ميل. قد تكون عبارة عن براكين ثلجية لكن الحكم عليها في الوقت الحالي غير مؤكد ”.

إن نيو هورايزون قد غيرت جذريا من فهمنا لطبيعة كوكب بلوتو.

وقال ديفيد هينسون (David Hinson) من معهد SETI ” لقد كان من المفاجئ لنا ملاحظة أن غلاف بلوتو يحتوي على عدة طبقات من الضباب الأزرق تبدأ من السطح وترتفع إلى 200 كم, إن الغلاف الجوي الخارجي هو أبرد مما كان متوقع وهذا مايقلل بصورة كبيرة من معدل هروبه من الكوكب. لأول مرة قمنا بحساب الضغط الجوي للسطح والذي كان يقدر ب 11 مايكروبار, و حرارة السطح الداخلي للكوكب متغيرة اعتمادا على المكان “.

أما شارون – قمر كوكب بلوتو- فهو أيضا له أسرار, له سطح ثلجي مملوء بالمياه, و يصبح أحمر كلما اتجهنا إلى المناطق الشمالية, إن هذا التلون هو بسبب مادة الثولين (Tholin) وهي جزيئات تتكون من مواد أبسط مثل الميثان و الايثان. وكذلك تمت ملاحظة بقع من الأمونيا على السطح.

وقالت كرستيا ديل اوري (Cristina Dalle Ore) من معهد SETI  ” على خلاف بلوتو, فإن شارون مغطى بالثلج مع كميات من الأمونيا وهو جيولوجيا ليس فعال مثل بلوتو “.


 

المصدر