يهدر الأثرياء حول العالم ضعف كمية الطعام التي يهدرها الأقل ثراءً، وهذا بناءً على بحث جديد. توضح قاعدة البيانات الجديدة لإهدار الطعام على المستوى العالمي والمحلي، أنه عندما يتجاوز حاجز إنفاق الشخص 6.70 $ في اليوم؛ فإن معدل إهدار الطعام يتزايد بشكل سريع في البداية، من ثم يبدأ في التباطؤ عندما يصبح الأشخاص أكثر ثراءً. يوضح مخطط الطعام أن السعرات الحرارية تضاعفت منذ التقييم الأخير من 214 سعر حراري في 2015 إلى 527 سعر حراري مُهدَر كل يوم.

تعتبر هذه المحاولة الأولى من نوعها لربط إهدار الطعام بخصائص الأفراد مثل الثراء، وبالاعتبارات الاجتماعية الاقتصادية مثل الدخل والتعليم والمسكن وثقافة الطعام. وقد ركزت التقييمات السابقة على إنتاج الطعام فقط والمقدار المخزون منه، واستهانت بشدة بمقدار الطعام المهدر.

يقدم هذا التحليل مفهومًا جديدًا، وهو مدى مرونة الثراء في حال إهدار الطعام؛ إذ يظهر أن هدر الطعام يتزايد في البداية؛ لكنه يقل تدريجيًا مع زيادة الثراء. يؤثر مفهوم المرونة الجديد والنتائج المرتبطة به على نظرية مرونة الدخل المرتبطة بالاستهلاك؛ وأيضًا يقدم رؤًى لواضعي هذه القوانين.

أصبحنا نهدر ضعف كمية الطعام منذ آخر تقييم - يهدر الأثرياء حول العالم ضعف كمية الطعام التي يهدرها الأقل ثراءً - إهدار الطعام على المستوى العالمي والمحلي

طبقًا لمفهوم مرونة إهدار الطعام؛ فإن الشخص عندما يكتسب ثروة فإنه غالبًا يهدر كميات متزايدة من الطعام؛ لكن هذه الكميات تقل تدريجيًا عندما تستقر ثروته. تقدِّر منظمة الغذاء والزراعة بالأمم المتحدة نسبة المهدر على أنها ثلث الطعام الصالح للاستهلاك البشري، هذا الرقم ثابت منذ عام 2005.

لكن يرى الباحثون أن هذه النتائج قد مثلت جانبًا واحدًا فقط من القصة؛ لأن هذه الطريقة لا تأخذ في الاعتبار سلوك المستهلك وإهدار الطعام؛ بل تركز على مخزون الطعام فقط.

لحساب جانب الطلب، يجب أن ننظر إلى استخدام الطعام المتاح للاستهلاك البشري والعوامل التي تحدد كمية الطعام المهدرة من قبل المستهلك، ويعتبر إهدار الطعام واحدًا من هذه الاستخدامات.

توصل الباحثون لنتيجتهم عن طريق النظر لإهدار الطعام باعتباره نتيجة لقرار المستهلك بعد أن أصبح الطعام متاحًا له؛ فإما يتناول الطعام أو يهدره. من ثمَّ استخدموا نموذج الأيض في الإنسان الذي يحسب الطاقة في الطعام المستهلك للحفاظ على وزن الجسم الحالي، لتحديد متطلبات الطاقة للذين يريدون الحفاظ على وزنهم أو معدل نشاطهم، ثم قارنوا هذه النتائج بالدخل السنوي للفرد.

هناك الكثير من السمات للاختيار من بينها، لكن قرر الباحثون البدء بالسمة الأساس؛ وهي ثراء المستهلِك الذي يُشار إليه أحيانًا، لكن دون تحديد علاقته مع كمية الطعام المهدرة، بالإضافة للاعتقاد بأن الأغنياء يهدرون طعامًا أكثر من نظائرهم الأفقر.

إن بيانات منظمة الأغذية والزراعة قد تكون غير كاملة؛ فمثلًا في الدول منخفضة الدخل لا تتضمن الاستبيانات بالضرورة الطعام القادم من زراعة الكفاف (الزراعة التي تقدم الاكتفاء الذاتي)، وفي المقابل يهدر الأمريكيون نحو رطل من الطعام يوميًا.

قد تساعد هذه النتائج في تحقيق الهدف الثاني عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ضمان الإنتاج والاستهلاك المستدامين) بتقليل استهلاك الموارد الطبيعية والمواد السامة، والتخلص من النفايات والملوثات، التي يمكن ربطها بإنتاج الطعام ونقله. ولتقليل إهدار الطعام يجب تقليل الإهدار في الدول عالية الدخل، ومنع الإهدار من أن يزداد سريعًا في الدول منخفضة النمو والمتوسطة حيث نمو الثراء هو الأسرع.

اقرأ أيضًا:

ما مدى خطورة الأكياس البلاستيكية على البيئة؟

وفقًا للعلم: 11 من العادات السيئة هي في الواقع عادات صحية

ترجمة: آية مصطفى

تدقيق: محمد الصفتي

المصدر