يشبه عظماء مديري الاستثمار في عالم المال نجوم الروك، إذ تمكن هؤلاء المستثمرون البارزون من صناعة ثرواتهم من نجاحاتهم المتكررة، وفي حالات عديدة ساعدوا ملايين الأشخاص على تحقيق عوائد مماثلة.

يختلف هؤلاء المستثمرون جوهريًا من حيث استراتيجياتهم وفلسفاتهم التي طبقوها في تجارتهم، وتمكن البعض منهم من اكتشاف طرق مبتكرة لتحليل استثماراتهم ودراستها، في حين تمكن البعض الآخر من اختيار استثماراتهم بالكامل اعتمادًا على حدسهم، لكن يكمن وجه التشابه بينهم في قدرتهم على التفوق المستمر سوقيًا.

1- بينجامين غراهام

تميز غراهام بكونه مدير استثمار ومعلمًا ماليًا، إذ ألّف إضافةً إلى العديد من الأعمال مؤلَفين تقليديين عن الاستثمار بالغي الأهمية، ويُعرف عالميًا بأنه الأب الروحي لفرعي الاستثمار الرئيسيين: تحليل الأوراق المالية واستثمار القيمة.

جوهر فكرته حول استثمار القيمة: ليكون أي استثمار ناجحًا يجب أن تكون قيمته الفعلية أعلى من المقدار الذي يدفعه المستثمر، إضافةً إلى ذلك آمن بمبدأ التحليل الأساسي، وسعى للاستثمار في الشركات التي تملك الموازنات العمومية القوية أو أصحاب الديون القليلة والشركات المتمتعة بهوامش ربح فوق المعدل والتدفق النقدي الوفير.

2- جون تمبلتون

يُعد تمبلتون أحد أبرز المستثمرين المناقضين في القرن الماضي في عالم الأسواق المالية، إذ يعرف عنه شراؤه الاستثمارات بمبالغ منخفضة في فترات الكساد وبيعها بمبالغ عالية في فترة نهضة الإنترنت، وقيامه بعدة محاولات ناجحة بين الفترتين، لذلك تمكن من خلق استثمارات مالية عالمية تُعد الأكبر والأنجح على مر العصور، باع شركته الاستثمارية عام 1992 لمجموعة فرانكلين، كتبت مجلة Money عنه: «يمكن القول أنه جامع الأسهم العالمي الأعظم لهذا القرن«، ولأنه يحمل الجنسية البريطانية ويعيش في الباهاماز منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس بسبب إنجازاته.

3- توماس رو برايس الابن

يُعد برايس الأب الروحي لفكرة استثمار النمو، إذ أمضى سنوات نشأته يكافح في فترة الكساد، والدرس الأبرز الذي تعلمه تلك الفترة عدم البقاء خارج ميدان استثمار الأسهم، بل اغتنام الفرص الملائمة. يرى برايس أن الأسواق المالية هي أسواق دورية، وكونه معارضًا لفلسفة الحشد بدأ ممارسة عادة الاستثمار في الشركات الجيدة على المدى الطويل، الفكرة التي كانت غير مألوفة آنذاك، تعتمد فلسفته الاستثمارية على تركيز المستثمر على مبدأ الاختيار الفردي للأسهم على المدى البعيد، وتستند أسس العمل الاستثماري الناجح إلى مبادئ الانضباط والمعالجة والثبات على المبدأ، وأخيرًا البحث الشخصي الأساسي.

4- جون نيف

أعظم المستثمرين في العالم - عظماء مديري الاستثمار في عالم المال - مجموعة من أكبر المستثمرين الاقتصاديين في العالم - مستثمرون صنعوا الثروة والنجا

انضم جون نيف لشركة ويلينغتون للإدارة عام 1964 وبقي فيها ثلاثين سنة، إذ كان يدير ثلاثة صناديق مالية، كان نهجه الاستثماري المفضل يتضمن الاستثمار في الصناعات الشائعة بطرق غير مباشرة، وكان يُعد أحد مستثمري القيمة لتركيزه على الشركات التي تملك معدلات سعر/عائد منخفضة وعوائد أرباح قوية، إضافةً إلى إدارته صندوق ويندزور المالي 31 سنة -حتى عام 1995- الذي تلقى عائدًا بمعدل 3.7% مقارنةً بـ 10.6% لقائمة S&P 500 في الفترة ذاتها، يمثل هذا مكسبًا أكبر بثلاثة وخمسين ضعفًا مقارنةً بأي استثمار أساسي أُجري عام 1964.

5- جيس ليفرمور

لم يحصل ليفرمور على أي تعليم رسمي أو خبرة عملية في تجارة الأسهم المالية، بل كان رجلًا عصاميًا صنع نفسه بنفسه وتعلم من الأشخاص الذين تفوقوا عليه وتفوق عليهم، إذ ساعدت النجاحات والإخفاقات التي تعرض لها على بناء أفكاره التجارية التي ما تزال موجودة في الأسواق المالية حتى الآن، بدأ ليفرمور رحلة تجارة الأسهم في سن المراهقة، وعند بلوغه سن السادسة عشرة تمكن من جني أرباح تقدر بأكثر من 1,000 دولار، الذي يُعد مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت. على مدى السنوات العديدة التالية تمكن من جني الأرباح بواسطة المراهنة في ما كان يعرف بأسواق الرهان المالية، التي لم تكن تنظم متاجرات قانونية، إذ راهن زبائن هذه الأسواق على تحركات أسعار الأسهم.

6- بيتر لينش

أدار لينش صندوق فيديليتي ماغيلان المالي 1977 – 1990، خلال تلك الفترة ازدادت أصول الصندوق المالي من 18 مليون دولار إلى 14 مليار دولار، وأهم من ذلك تمكن لينش من التغلب على معيار مؤشر S&P 500 خلال 11 سنة من أصل 13، واستطاع تحقيق معدل عائد سنوي يقدر بنحو 29%.

7- جورج سوروز

كان سوروز أستاذًا في ترجمة الأفكار والاتجاهات الاقتصادية العامة وتحويلها إلى أعمال وشركات عالية الرافعة المالية ومضاربات رابحة في عالم العملات والسندات المالية، وبوصفه مستثمرًا كان سوروز مضاربًا على الفترات القصيرة، اعتاد المراهنة على تحركات الأسواق المالية، أسس عام 1973 شركة صندوق التحوط لمجموعة سوروز لإدارة الصناديق المالية، التي تطورت أخيرًا إلى صندوق كوانتوم الشهير، تمكن من إدارة هذا الصندوق المنافس والناجح قرابة عشرين عامًا، إذ ارتفعت العوائد بفائض يقدر بنحو 30% في السنة، وفي فرصتين متعاقبتين سجلت عوائد سنوية بمعدل أكثر من 100%.

8- وارين بافيت

لُقب بـ «وحي أوهاما»، يُعد أحد أنجح المستثمرين في التاريخ، متبعًا المبادئ التي خطط لها بينجامين غراهام، استطاع بافيت جمع ثروة تقدر بمليارات الدولارات بشراء الأسهم والشركات بواسطة شركة بيركشاير هاثاوي، لأن كل استثمار بمبلغ 10,000 دولار في شركة بيركشاير هاثاوي سنة 1965 أصبحت قيمته تفوق 165 مليون دولار اليوم. تمكن أسلوب استثمار بافيت المعتمد على مبادئ الانضباط والصبر والقيمة من التفوق المستمر في الأسواق عقودًا متتالية.

9- جاك بوغل

أعظم المستثمرين في العالم - عظماء مديري الاستثمار في عالم المال - مجموعة من أكبر المستثمرين الاقتصاديين في العالم - مستثمرون صنعوا الثروة والنجا

أسس بوغل مجموعة فانغارد لصناديق الاستثمار المشتركة عام 1975 وجعلها أحد أكبر وأنجح رعاة صناديق الاستثمار في العالم، كان بوغل من أوائل مبتكري صناديق الاستثمار التي لا تفرض عمولات بيع، وناصر فكرة استثمار مؤشرات الكلفة المنخفضة لملايين المستثمرين، إضافةً إلى ذلك أوجد وقدم أول مؤشر للصناديق المالية المعروف باسم «فانغارد 500» عام 1976، تؤيد فلسفته الاستثمارية مبدأ التقاط العوائد السوقية بواسطة الاستثمار في الصناديق الاستثمارية ذات مؤشرات القاعدة العريضة التي توصف بأنها لا تفرض عمولات بيع ومنخفضة التكاليف وذات معدل دورة مبيعات منخفض، وأخيرًا الصناديق التي تُدار بواسطة استراتيجيات استثمارية متعددة.

10- كارل إيكان

إيكان مستثمر نشط ومنافس شرس يستخدم مواقع الملكية في الشركات العامة لفرض تغييرات زيادة قيمة حصصه في هذه الشركات، بدأ إيكان أنشطة الحملات على الشركات الكبرى بجدية في أواخر سبعينيات القرن الماضي وكانت ضربته الكبرى عند استيلائه العدائي على شركة تي دبليو إيه سنة 1985، لقب إيكان الشهير هو «إقلاع إيكان «وهو شعار وول ستريت الذي يصف النشاط التصاعدي لسعر سهم شركة ما، الذي يحدث عادةً عندما يبدأ إيكان بشراء أسهم لشركة يُعتقد أنها سيئة الإدارة.

11- ويليام غروس

يُعد غروس ملك السندات المالية وهو من رواد مديري صناديق السندات المالية، وبوصفه مؤسس ومدير عائلة بيمكو لصناديق السندات المالية، يملك وفريقه أكثر من 1.92 تريليون دولار من أصول الدخل الثابت تحت إدارته.

سنة 1996 كان غروس أول مدير محفظة مالية أُدخل قائمة المشاهير ضمن مجتمع المحللين الماليين، لمساهمته في تحسين تحليل السندات والمحافظ المالية.

خاتمة

يعرف جميع المستثمرين ذوي الخبرة أن عملية تشكيل الطريق الخاص ضمن رحلة إنتاج عوائد سوقية منافسة طويلة الأمد ليس بالأمر السهل، لذلك من المفيد ملاحظة وتعلم كيف استطاع هؤلاء المستثمرون كسب مكانة خاصة لأنفسهم بمجهودهم الخاص في التاريخ المالي.

اقرأ أيضًا:

صناديق الاستثمار : معلومات وحقائق

كيف يعمل سوق الأسهم؟

ترجمة: لميس عبد الصمد

تدقيق: مازن النفوري

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر