وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الأمراض القلبية هي المسبب الأول للوفيات بين الشباب حول العالم.

يُعد الشباب المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض قلبية وعائية وتراجع صحتهم القلبية بحسب دراسة جديدة بقيادة باحثين من جامعة جونز هوبكينز، الذين حللوا البيانات المجموعة من أكثر من نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا. وأضيفت هذه النتائج إلى أدلة سابقة تربط أمراض القلب الوعائية بالاكتئاب بين البالغين في منتصف العمر والشباب، وتقترح أن العلاقة بينهما تبدأ في بداية حياتهم كبالغين.

وجدت الدراسة التي نشرت في 23 من يناير 2023 في مجلة جمعية القلب الأمريكية، أن الشباب الذين أبلغوا عن شعورهم بالاكتئاب أو سوء حالتهم العقلية كانت لديهم معدلات أعلى من الجلطات القلبية والدماغية وعوامل خطر للإصابة بالأمراض القلبية، مقارنةً بأقرانهم الذين لا يعانون اضطرابات نفسية.

تقول أستاذة مساعدة في الطب في جامعة جونز هوبكينز وكبيرة مؤلفي الدراسة غاريما شارما: «عندما تكون متوترًا أو قلقًا أو مكتئبًا ستشعر أنك مثقل، وستزداد معدلات نبض قلبك ويرتفع ضغط دمك. ومن الشائع أن يؤدي الشعور بالحزن إلى اتباع سلوكيات ضارة بالصحة مثل: التدخين، وتناول الكحول، وقلة النوم، وقلة النشاط البدني».

درست شارما وزملاؤها بيانات من 593616 بالغ شاركوا في نظام مراقبة عوامل الخطر السلوكية، وهو استطلاع تمثيلي على المستوى الوطني يبلغ فيه الأفراد بأنفسهم عن سلوكياتهم، أُجري بين عامي 2017 و2020.

تضمن الاستطلاع أسئلة بشأن معرفتهم من قبل بأنهم يعانون الاكتئاب، وعدد الأيام التي عانوا فيها من سوء صحتهم العقلية في الشهر السابق (0 يوم، 1-13 يومًا أو 14-30 يومًا)، وإذا عانوا نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو ألمًا في الصدر، وإذا كانت لديهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تتضمن ضغط الدم المرتفع، والكولسترول المرتفع، وزيادة الوزن، والتدخين، والسكري، وسوء النظام الغذائي، وقلة النشاط البدني. وتُعد الصحة القلبية للأشخاص الذين يملكون عاملين أو أكثر من عوامل الخطر غير مثالية.

أبلغ واحد من كل خمسة بالغين عن إصابته بالاكتئاب أو الشعور بالإحباط كثيرًا، ولاحظت الدراسة أنه قد تكون هناك معدلات أعلى خلال العام الأخير من الدراسة الذي وافق العام الأول لوباء COVID-19. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ارتفعت النسبة المئوية للبالغين في الولايات المتحدة الذين يعانون الاكتئاب أو القلق من 36.4٪ إلى 41.5٪ خلال العام الأول للوباء، وكان أعلى معدل بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا.

كشفت الدراسة عامةً أن أولئك الذين أبلغوا عن شعورهم بالإحباط عدة أيام لديهم ارتباط أقوى بأمراض القلب والأوعية الدموية وضعف صحة القلب، مقارنةً بالأشخاص الذين أبلغوا عن عدم معاناتهم مشكلات صحية عقلية خلال الثلاثين يومًا الماضية. ويملك المشاركون الذين أبلغوا عما يصل إلى 13 يومًا من معاناتهم مشكلات صحية عقلية احتمالًا أعلى بـ 1.5 مرة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين يملك أولئك الذين عانوا 14 يومًا أو أكثر سوء الصحة العقلية ضِعف هذا الاحتمال. ولم يختلف الارتباط بين سوء الصحة النفسية والأمراض القلبية الوعائية كثيرًا باختلاف الجنس أو بين سكان المدن والريف.

تقول أدوما كوابونغ الحاصلة على دكتوراه في الطب وماجستير في الصحة العامة، وزميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في مركز جونز هوبكنز سيكارون للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب ذات اتجاهين. ويزيد الاكتئاب من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويعاني المصابون بأمراض القلب الاكتئاب. وتشير دراستنا إلى أننا في حاجة إلى إعطاء الأولوية للصحة العقلية بين الشباب، وربما زيادة الفحوص والمراقبة لأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية عقلية وأيضًا الذين يعانون أمراض القلب؛ لتحسين صحة القلب عامةً لدى الشباب».

تقول كوابونغ إن هذه الدراسة الجديدة تقدم لمحة سريعة فقط عن صحة القلب والأوعية الدموية بين الشباب الذين يعانون الاكتئاب، وإن الدراسات الجديدة تحتاج إلى النظر في كيفية تأثير الاكتئاب في صحة القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت.

اقرأ أيضًا:

سبعة عوامل خطر مفاجئة قد تتنبأ بنوبة قلبية لدى الشابات

الاكتئاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: تيماء الخطيب

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر