بالرغم من أن اللقاحات جعلت بعض أمراض الطفولة نادرة الحدوث، إلا أنه لايزال هناك الكثير من الأمراض الأخرى موجودة بالفعل.

وتتراوح هذه الأمراض ما بين العدوى الشائعة مثل الخنّاق وقد تصل إلى الأمراض الغامضة كمرض كاواساكي (Kawasaki).

فيما يلي، سوف تتعرف على العديد من أمراض الطفولة. ولا تنس دائمًا طلب المشورة الطبية للحصول على التشخيص والعلاج الصحيح.

1) الخنّاق (Croup):

إن السمة المميزة للخنّاق هو السعال الذي يشبه صوته صوت الفقمة. إن سبب هذا السعال هو التهاب في المجرى التنفسي العلوي، وعادة ما يسببه فيروس معين.

إذا أصبح التنفس ضعيفًا للغاية، قد تكون هناك حاجة إلى العلاج في المستشفى. ومع ذلك، فإن معظم الأطفال تتحسن حالتهم بشكل تلقائي في غضون أسبوع. ويعتبر الخنّاق شائعًا بشكل أكبر لدى الأطفال الصغار.

2) التهاب القُصيبات الهوائية (Bronchiolitis):

يسببه فيروس RSV الذي يصيب الرئتين ويؤدي إلى حدوث التهاب القُصيبات. يعتبر هذا المرض أكثر شيوعًا لدى الأطفال دون سن 12 شهرًا، ويحدث في معظم الأحيان ما بين شهري تشرين الأول وآذار.

تبدأ العدوى بأعراض شبيهة لأعراض الإنفلونزا، فهي تتضمن الحُمى وسيلان الأنف والسعال. بعض الأطفال الصغار الذين يعانون من هذه العدوى للمرة الأولى لديهم سيعانون من صفير ملحوظ، وقد يحتاجون إلى العلاج في المستشفى.

إن هذا الفيروس يميل إلى أن يكون أكثر حدةً لدى الأطفال الأكبر سنًا ولدى البالغين.

3) التهاب الأذن:

يعتبر الأطفال الصغار أكثر عرضة لالتهابات الأذن بسبب صغر حجم قناة أستاكيوس لديهم (Eustachian tubes).

هذه القناة تقوم بوصل الأذن مع الحلق، وقد تتعرض للانسداد عندما تسبب نزلة البرد حدوث الالتهاب. يؤدي هذا إلى حبس السوائل داخل الأذن الوسطى خلف طبلة الأذن والسماح بتكاثر الجراثيم.

وتشمل الأعراض الحمى والإجهاد وآلام في الأذن.

إن معظم التهابات الأذن تسببها الفيروسات وتتماثل للشفاء بشكل تلقائي.

كما وتساعد اللقاحات في مرحلة الطفولة على منع الإصابة ببعض أنواع البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهابات الأذن.

4) الأذن الصمغية (Glue ear):

تشير الأذن الصمغية إلى تراكم السوائل داخل الأذن الوسطى، دون وجود أي ألم عادةً. إن المصطلح الطبي للأذن الصمغية هو التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب (Otitis media with effusion)، وغالبًا ما تتبع التهاب الأذن الحاد. يزول السائل عادة من تلقاء نفسه.

ويمكن لعملية (Autoinflation) أن تساعد على فتح قناة أستاكيوس.

وفي حال تكررت هذه الحالة المرضية وأصبحت مهددة لسمع الطفل، فقد ينصح باستعمال الحلقات (grommets) للمساعدة على تفريغ السوائل وتحرك الهواء إلى داخل وخارج الأذن.

5) مرض اليد والقدم والفم:

يسبب مرض اليد والقدم والفم حمى بالإضافة إلى بثور داخل الفم وراحة اليدين والأرداف وباطن القدمين.

وعادة ما يسببه فيروس كوكساكي A (coxsackie A).

إن معظم الحالات ليست خطيرة وتستمر من أسبوع إلى 10 أيام.

مرض اليد والقدم والفم ليس هو نفسه مرض الحمى القلاعية، والذي يؤثر على حيوانات المزرعة.

6) التهاب الملتحمة (Conjunctivitis):

يعتبر كل من الدموع والاحمرار وعدم الراحة والرموش القشرية من علامات التهاب الملتحمة الناجمة عن الإصابة بنفس الفيروسات المسببة لنزلة البرد في معظم الأحيان.

ينتشر التهاب الملتحمة بسرعة في المدارس ودور الحضانة، ويجب عليك طلب المشورة الطبية لتحديد فيما إذا كان طفلك يحتاج إلى علاج.

إن معظم الحالات تختفي في غضون 4 إلى 7 أيام.

7) الخد المصفوع (Slapped cheek):

إن متلازمة الخد المصفوع أو المرض الخامس كما يسمى أحيانًا يسبب طفحًا جلديًا أحمر على وجه الطفل.

قد يظهر الطفح الجلدي أيضًا على الجذع أو الذراعين أو الساقين. يعتبر فيروس بارفوفيروس B19 (parvovirus B19) المسبب لهذا المرض.

كما أن هذا الفيروس قد يسبب أعراضًا خفيفة مشابهة لأعراض نزلة البرد وذلك قبل أن يظهر الطفح الجلدي.

تصيب هذه المتلازمة عادةً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة إلى خمسة عشر عامًا.

وتظهر معظم الحالات خلال فصل الشتاء أو في أوائل الربيع. وعادةً ما تختفي الأعراض في غضون بضعة أيام، ولكن يمكن أن تستمر من أربعة إلى خمسة أسابيع.

8) فيروس الروتا (Rotavirus):

تُقدّر دائرة الصحة الوطنية (NHS) أن كل طفل سيصاب بعدوى فيروس روتا مرة واحدة على الأقل قبل أن يبلغ عامه الخامس.

وتتمثل الأعراض الرئيسية في الإقياء والإسهال المائي والذي من الممكن أن يسبب التجفاف للأطفال بسرعة كبيرة.

يعتبر هذا المرض أكثر شيوعًا في الشتاء والربيع. وهناك لقاح يؤخذ عن طريق الفم لهذا الفيروس وهو متاح للأطفال الرضّع ويعد جزءًا من برنامج التطعيمات الخاص بمرحلة الطفولة.

9) مرض كواساكي (Kawasaki disease):

مرض كاواساكي هو من الأمراض النادرة جدًا والتي تصيب الأطفال تحت سن الخامسة.

ولم يكتشف الأطباء بعد سبب هذا المرض، ولكنهم يعتقدون أنه ناجم عن عدوى.

وتشمل الأعراض كُلًا من الحمى والطفح الجلدي وتورّم واحمرار اليدين والقدمين واحمرار العينين واحمرار الشفاه وتشققها.

وفي حال لم تتم معالجته فإن هذا المرض يمكن أن يسبب الضرر للقلب وقد يكون قاتلًا. فإذا كنت تعتقد أن طفلك مصاب بمرض كاواساكي، عليك البحث عن الرعاية الطبية بشكلٍ عاجل.

10) جدري الماء (Chickenpox):

يعتبر جدري الماء عادةً عدوى خفيفة، لكنه من الأمراض المعدية جدًا والناجمة عن فيروس الحمى النطاقية (varicella-zoster virus).

يعتبر هذا المرض شائعًا جدًا لدى الأطفال دون سن العاشرة وهو أكثر شيوعًا في فصلي الشتاء والربيع.

يمكن أن يسبب جدري الماء مضاعفات خطيرة لدى الأطفال حديثي الولادة والبالغين والنساء الحوامل.

وفي حال أصبت بعدوى جدري الماء فمن النادر أن تصاب به مرة أخرى. ويتوفر لقاح ضد جدري الماء لبعض الأشخاص الذين يصنفون من بين الأشخاص المعرضين للخطر.

11) الحصبة:

إذا كان طفلك قد تلقى اللقاح الثلاثي المعروف باسم (MMR)؛ فليس هناك داعٍ للقلق بشأن الحصبة على الرغم من أنه لا يزال هناك العديد من الحالات المنتشرة لدى الأطفال غير الملقحين.

تبدأ العدوى بحمى وسيلان الأنف والسعال. وبمجرد تلاشي هذه الأعراض، يظهر طفح على كامل الجسم.

ويتحسن معظم الأطفال في غضون أسبوعين، ولكن بعضهم يصابون بالتهاب رئوي أو بمشاكل أخرى.

12) النكاف:

يعتبر النكاف من أمراض مرحلة الطفولة التي كانت شائعة جدًا قبل أن يصبح لقاح (MMR) متاحًا.

ولا تسبب العدوى أي أعراض في الغالب، ولكن عندما تظهر الأعراض فإن العرض الرئيسي يتمثل بتورم الغدد ما بين الأذن والفك، مما يؤدي إلى ظهور ما يشبه بخدّي الهامستر.

وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التمنيع، لا يزال هناك حالات منتشرة عادًة بين المراهقين غير الملقحين والشباب.

13) الحصبة الألمانية (Rubella):

يعتبر فيروس الحصبة الألمانية من الفيروسات الخفيفة التي لا تسبب عادةً أي مشاكل خطيرة فيما عدا الحمى والطفح الجلدي.

ومع ذلك، فإن هذا الفيروس يسبب أضرارًا للأطفال الذين لم يولدوا بعد، وذلك عندما تصاب به المرأة الحامل.

تتمثل الأعراض في الحمى من الدرجة المنخفضة وطفح جلدي ينتشر بدءًا من الوجه إلى بقية الجسم.

ويحمي لقاح (MMR) من الإصابة بالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.

14) السعال الديكي (Whooping cough):

ينجم السعال الديكي عن العدوى ببكتيريا تدعى باسم بورديلا (Bordella)، مما يسبب سعالًا شديدًا للأطفال لدرجة انقطاع النفس مما يؤدي إلى صدور صوت معين عند الاستنشاق.

تعتبر هذه العدوى خطيرة بالنسبة للأطفال الرضع وقد تتطلب العلاج في المستشفى. إن المصطلح الطبي لهذا المرض هو (Pertussis).

15) التهاب السحايا (Meningitis):

هو التهاب أو عدوى تصيب الأنسجة حول الدماغ والحبل الشوكي.

تتمثل الأعراض الرئيسية عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين والبالغين بالصداع الشديد والإقياء والحمى وتصلب الرقبة.

قد يصاب الأطفال الصغار بأعراض شبيهة للإنفلونزا. إن التهاب السحايا الفيروسي عادة ما يكون خفيفًا، في حين أن التهاب السحايا الجرثومي أكثر حدة وله عواقب وخيمة إذا لم يُعالج بسرعة.

إن أفضل طريقة للوقاية من التهاب السحايا هي التأكد من أخذ اللقاحات المُحدّثة باستمرار.

16) التهاب الحلق (Sore throat):

معظم الأطفال يصابون بالتهاب الحلق بين الحين والآخر، وعادةً ما يرجع السبب لفيروس نزلة البرد الشائع. فكيف يمكنك معرفة فيما إذا كان سبب العدوى أكثر خطورة أم أنه ناجم عن نوع آخر من العدوى؟

يعتبر كل من العطس وسيلان الأنف دليلًا على الإصابة بنزلة البرد. ويجب عليك طلب المشورة الطبية في حال استمر التهاب الحلق لأكثر من أسبوع، أو إذا كان هناك ألم أو صعوبة في البلع أو وجود طفح جلدي أو قيح في الجزء الخلفي من الحلق أو الحمى.

17) الحمى القرمزية (Scarlet fever):

يرافق التهاب الحلق البكتيري في بعض الأحيان وجود طفح جلدي وردي محمر. ويعرف هذا باسم الحمى القرمزية.

ويظهر عادةً الطفح الجلدي بعد 12 – 48 ساعة من ظهور الحمى وغالبًا ما يبدأ في الصدر والبطن وينتشر إلى جميع أنحاء الجسم، وقد يرافقه تلوُّن اللسان بلون مشابه للفراولة.

وفي حال لم يتم علاجه فيمكن أن يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية، وفي حالات نادرة يمكن أن يسبب ضررًا في القلب.

18) متلازمة راي (Reye’s syndrome):

ربما تعرف أنه لا يجب إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن السادسة عشرة إلا بناءً على وصفة الطبيب.

إن متلازمة راي هي السبب وراء ذلك. هذه الحالة التي تهدد الحياة قد تصيب الأطفال الذين يتناولون الدواء الذي يحتوي على الأسبرين أثناء إصابتهم بمرض فيروسي.

وتشمل الأعراض تغييرات كبيرة في السلوك، واختلاجات وغيبوبة. أصبحت متلازمة راي نادرة جدًا منذ صدور التحذيرات الصحية الخاصة بالأسبرين في ثمانينيات القرن الماضي.

19) القوباء (Impetigo):

هي عدوى بكتيرية تصيب الجلد تؤدي في أغلب الأحيان إلى ظهور مجموعات من البثور الصغيرة على الجلد والتي تُشكل قشرة ذهبية.

يمكن أن يؤدي لمس السوائل إلى انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم أو للأشخاص الآخرين.

غالبًا ما تسبب بكتيريا المكورات العنقودية هذا المرض إلا أن بكتيريا المكورات العقدية بإمكانها أيضًا التسبب به.

وتعتبر القوباء شائعة جدًا لدى الأطفال بسبب الاتصال الوثيق في المدارس ودور الحضانة. في حال عُولج هذا المرض بالمضادات الحيوية، فإن القروح تشفى عادةً دون ترك أية ندبات.

20) الثعلبة (Ringworm):

عدوى جلدية أخرى يطلق عليها اسم الثعلبة تسببها الفطريات (ليست للديدان أي علاقة بهذا المرض).

يسبب هذا المرض تشكّل حلقة حمراء متقشرة على الجلد أو رقعة مستديرة تصاب بتساقط الشعر على فروة الرأس.

وينتشر الفطر بسهولة من طفل إلى آخر، لذلك ينبغي تجنب مشاركة الأمشاط وفرش الشعر والمناشف والملابس مع المصاب. يتم علاج هذا المرض باستخدام أدوية مضادة للفطريات.

21) الانفلونزا (Flu):

هل هي نزلة برد أم إنفلونزا؟ هذه الأمراض يمكن أن يكون لها أعراض متماثلة.

من الشائع بدرجة أكبر أن تسبب الانفلونزا ارتفاعًا في درجة الحرارة وقشعريرة وآلام في الجسم وتعب شديد وغثيان أو إقياء.

وفي حين أن معظم الأطفال يتماثلون للشفاء من تلقاء أنفسهم، فإن الإنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي وخاصة لدى الأطفال الأصغر سنًا.

يتم إعطاء لقاح ضد الأنفلونزا عن طريق الأنف لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 3 و 4 سنوات، ولأولئك الأطفال في الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي. كما ينصح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 17 سنة والذين يعانون من ظروف صحية طويلة الأجل بأخذ هذا اللقاح.

كما يقدم اللقاح ضد الإنفلونزا للأطفال الذين يعانون من ظروف صحية طويلة الأجل والذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى سنتين.

22) الحساسية الموسمية:

لا تعتبر الحساسية الموسمية -كحمى القش (hayfever) على سبيل المثال- ناجمة عن عدوى، بل هي عبارة عن رد فعل ضد الجسيمات المجهرية كحبوب الطلع مثلًا.

وقد تشمل الأعراض كُلًا من العطس والعيون الدامعة وسيلان أو انسداد الأنف.

ولا يمكن أن تحدث هذه الأعراض إلا في فصلي الربيع أو الخريف. ليس هناك يوجد علاج لحمى القش، ولكن هناك طرق تساعد في السيطرة على الأعراض.


ترجمة: زينب النيّال
تدقيق: جعفر الجزيري
تحرير: يمام اليوسف

المصدر