إحصائيات مناخية جديدة صادمة…لكن متى سنستيقظ؟!


وفقًا لمنظمة الصحة العالمية: فإن أكثر من 90% من سكان العالم يتنفسون هواءًا فاسدًا.
صرحت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء بأن تسعة أشخاص من ضمن عشرة يتنفسون هواءًا رديء الجودة، داعية إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة التلوث الذي يتسبب في حدوث أكثر من ست ملايين حالة وفاة في العام.

أخبرت (ماريا نيرا-(Maria Neira رئيس قسم الصحة العمومية والبيئة لمنظمة الصحة العالمية المراسلين الصحفيين أن البيانات الجديدة الواردة في تقرير جهاز الصحة العالمية التابع للأمم المتحدة «كافية لجعلنا جميعًا قلقين للغاية».

وقال خبراء منظمة الصحة العالمية، رغم أن المشكلة متفاقمة وأكثر خطورة في المدن، لكن الهواء في المناطق الريفية أسوأ مما يعتقد الكثيرون.

ووفقًا للتقرير، فإن المدن الفقيرة لديها هواءًا أكثر تلوثًا من الدول المتقدمة، وقالت نيرا في بيان لها: «لكن التلوث يؤثر عمليًا على جميع دول العالم وجميع فئات المجتمع». وأضافت قائلة: «إنها من حالات طوارئ الصحة العمومية».

كما أضافت: «اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة تلوث الهواء لا يمكن أن يحدث سريعًا بما فيه الكفاية»، يتوجب حث الحكومات لخفض عدد العربات على الطرق، وتحسين إدارة المخلفات وترويج وقود الطهي النظيف.

ارتكز تقرير يوم الثلاثاء على بيانات مجموعة من أكثر من ثلاثة آلاف موقع حول الكرة الأرضية.
وقد وُجد أن «92% من سكان العالم يعيشون في أماكن حيث يتجاوز مستويات جودة الهواء حدود منظمة الصحة العالمية».

ركزت البيانات على مسألة المواد المجهرية الخطرة ذات قطر أقل من 2.5 ميكرومتر.

تشمل المواد المجهرية (particulate matter) أو (PM2.5) مواد سامة مثل الكبريتات والكربون الأسود، الذي يمكنهما التغلغل بعمق في الرئتين أو الجهاز القلبي الوعائي (جهاز القلب والأوعية الدموية).

يعتبر الهواء المحتوي على أكثر من 10 ميكروجرام من المواد الدقائقية (PM2.5) لكل متر مكعب على أساس معدل سنوي هواءًا دون المستوى القياسي (تحت المعيار).

لقد تم استكمال بيانات القمر الصناعي في بعض المناطق من خلال قياسات أرضية للمواد الدقائقية (PM2.5)، لكن في كثير من بلدان العالم النامية بقيت القراءات غير متاحة، مما أجبر منظمة الصحة العالمية على الاعتماد على تقديرات تقريبية.

على الرغم من وجود هذه الثغرات في البيانات، قالت نيرا أن وكالة الأمم المتحدة لديها الآن معلومات أكثر من أي وقت مضى عن الملوثات الموجودة في هواء الكوكب.

وأضافت قائلة: «يعد استخدام كل من قياسات القمر الصناعي والقياسات الأرضية خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تقديرات أكثر دقة لتضخم العبء العالمي، من الهواء الملوث».

ست ملايين حالة وفاة سنويًا:

لقد قدرت منظمة الصحة العالمية معدل الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء الطلق والهواء الداخلي بمقدار أكثر من ست ملايين حالة وفاة في العام.

ولكن البيانات أكثر دقة فيما يتعلق بتلوث الهواء الطلق حصرًا، والذي يتسبب في أكثر من ثلاث ملايين حالة وفاة سنويًا.

لكن يمكن أن يكون تلوث الهواء الداخلي ضار أيضًا، وبخاصة في بلدان العالم النامية الفقيرة حيث تعتمد عمليات الطهي في المنازل غالبًا على استخدام حرق الفحم.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 90% من حالات الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء تحدث في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

وكما ورد في البيانات، فإن جنوب شرق آسيا ومنطقة غرب المحيط الهادئ بما في ذلك الصين وماليزيا وفيتنام هي المناطق الأكثر تضررًا.

قال (كارلوس دورا-(Carlos Dora منسق قسم الصحة العمومية والبيئة لمنظمة الصحة العالمية أن بعض الاستراتيجيات المُطبقة للوقاية ضد الهواء الملوث ذات فاعلية محدودة.

على سبيل المثال، تحذيرات جودة الهواء اليومية كتلك الصادرة بين الفينة والأخرى في بكين، ربما تقدم القليل لمساعدة الشخص العادي، بما أن التهديد الحقيقي هو التعرض للهواء الرديء على مدى فترات طويلة.

قالت دورا أن البقاء في المنازل في الأيام التي يكون فيها الهواء رديء بشكل ملحوظ يحقق حماية قليلة.

كما أضافت دورا قائلة: «ذلك بالإضافة إلى أن منظمة الصحة الدولية ليس لديها دليلاً قاطعًا بأن أقنعة الوجه يمكنها فعل الكثير لتنقية الهواء الملوث».

باستخدام مجموعات بيانات مختلفة، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا في شهر أيار/مايو يوضح أن 80% من سكان مدن العالم ينتفسون هواءًا رديء الجودة، ويرتفع هذا الرقم إلى 98% في الدول الفقيرة.


ترجمة: نهى سليمان
تدقيق: سارة عمّار

المصدر