يبحث العلماء في مركز سيدارز- سيناي الطبي في لوس أنجلوس عن وسيلة لزراعة كميات كبيرة من نوع محدد من الخلايا الجذعية، ووصلت آخر مساعيهم البحثية إلى خارج الغلاف الجوي، تحديدًا للمحطة الفضائية الدولية، إذ يُنتظر أن تفتح تلك التجارب المجال لعلاجات جديدة بالخلايا الجذعية خاصةً التي تهدف إلى مكافحة الأمراض القاتلة.

تبرع بالفعل دروف سارين وهو أحد الباحثين في المركز بخلاياه الجذعية لإجراء التجارب حسبما أعلنت تقارير صحفية. يطمح العلماء -في حالة نجاح التجربة- إلى إنتاج بلايين الخلايا الجذعية في الفضاء.

خلايا جذعية تنمو في الفضاء:

يمكن استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج أي نوع من خلايا الجسم، إذ تُعد تلك الخلايا أداة مهمة للغاية في تطوير طيف واسع من العلاجات لأمراض متعددة مثل داء باركنسون وأمراض القلب، بسبب قابليتها الكبيرة للتطويع حسب الحاجة.

وصلت خلايا المتبرع للمحطة الدولية منتصف يوليو 2022، على متن صاروخ الإمداد سبيس إكس 25 الخاص بمهمة دراغون للشحن.

يعلق سارين: «لا أعتقد أنني أستطيع تحمل كلفة السفر الحالية للسياحة الفضائية، لكن على الأقل هناك جزء مني استطاع تحقيق الأمر!».

أُجريت عدة تجارب للخلايا الجذعية مسبقًا داخل المحطة الفضائية الدولية، ويرجع ذلك لأن ظروف الجاذبية الضعيفة في المحطة توفر بيئةً مختلفةً تمامًا للأبحاث والتطبيقات. يمكن أن يساعد الفضاء على التغلب على أهم العقبات اللوجستية لإنتاج الخلايا الجذعية بكميات ضخمة، على الرغم من أن العلاج بالخلايا الجذعية ما يزال بعيدًا عن الاستخدام التجاري.

من المرجح أن يحتاج المريض الواحد إلى بلايين الخلايا الجذعية حسب وضعه الصحي. تُصعّب الجاذبية الأرضية عملية إنتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية التي يحتاجها العلاج، وهنا تظهر أهمية محطة الفضاء الدولية.

يوضح جيفري ميلمان خبير الهندسة الطب-حيوية في جامعة واشنطن في سانت لويس: «بافتراض حصولنا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي من العلاجات المطروحة، فلن تمنحنا التكنولوجيا الحالية القدرة على الإنتاج الكمي المطلوب».

يرجع ذلك في الأساس إلى أن زراعة الخلايا الجذعية على الأرض تتطلب مفاعلات حيوية عملاقة.

يتعين تقليب الخلايا باستمرار وبشدة حتى لا تتكتل أو تسقط لقاع الخزان، والتقليب في حد ذاته قد يدمر تلك الخلايا. أما في ظروف الجاذبية الضعيفة، فلا تؤثر أي قوة على الخلايا، لذلك يمكن استخدام وسائل أخرى في استنباتها.

أرسل الفريق حاويةً صغيرةً بحجم علبة أحذية تحمل داخلها الخلايا الجذعية من المتبرع لإجراء التجارب التي تمولها ناسا. يحتوي الصندوق على مضخة ومحلول كيميائي يعمل على إبقاء الخلايا حية عدة أسابيع. ستُجرى نفس التجربة على الأرض بغرض مقارنة النتائج.

يُتوقع أن تعود الحاوية للأرض في غضون خمسة أسابيع على متن نفس كبسولة سبيس إكس التي أرسلتها إلى الفضاء.

سهلت مهمة رايدشير على العلماء عملية تقييم النتائج في الفضاء وعلى الأرض في فترة زمنية قصيرة. ستوفر التجربة بيانات ثمينة وجديدة، يُرجى معها أن تساعد في فتح آفاق واعدة في مجال الأبحاث الطبية.

اقرأ أيضًا:

يمكن الآن تحويل الخلايا الجذعية إلى عظام باستخدام الصوت!

الخلايا الجذعية: مصادرها وأنواعها واستخداماتها

ترجمة: أحمد أسامة أبوحليمة

تدقيق: آلاء رضا

المصدر