قد يساعد الدواء المعروف باسم «سبيرونولاكتون» في علاج إدمان الكحول، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة علم النفس الجزيئي. أنجز البحث علماء من المعهد الوطني لإدمان المخدرات، والمعهد الوطني لإدمان الكحول بالولايات المتحدة.

يؤثر إدمان الكحول في 14.5 مليون شخص في الولايات المتحدة، مع ذلك فإن 10٪ من المصابين بهذا الاضطراب لا يتلقون أي علاج، رغم توافر العلاجات السلوكية ووجود ثلاثة أدوية معتمدة له. أوضح ذلك المؤلف الرئيس للدراسة الطبيب لورنزو ليجيو، نائب المدير العلمي للوكالة الوطنية للتنمية.

لذلك فإن من المهم تطوير علاجات جديدة آمنة وفعالة لعلاج إدمان الكحول. يشير بحث سابق قبل سريري إلى أن «مُستَقبِل القشريات المعدنية» قد يكون له دور في استهلاك الكحول والرغبة الشديدة فيه.

وجدنا سابقًا أن الألدوستيرون، هرمون داخلي يعمل على مستقبل القشريات المعدنية، يرتبط باستهلاك الكحول والرغبة الشديدة لدى المرضى الذين يعانون داء الانسداد الرئوي المزمن.

قال ليجيو: «بناءً على هذه الملاحظات، افترضنا أن سبيرونولاكتون، وهو دواء يُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، قد يقلل رغبة المريض في تعاطي الكحول، نظرًا إلى أنه يثبط مستقبل القشريات المعدنية».

«فرضيتنا هي أن سبيرونولاكتون، وغيره من الأدوية الأخرى التي تعمل على «مستقبل القشريات المعدنية»، تمثل دواءً محتملًا جديدًا، ما يسمح بزيادة الفرص والخيارات لعلاج المرضى الذين يعانون الإدمان».

في التجارب التي أجريت على نماذج الفئران للإفراط في شرب الكحول، وجد الباحثون أن سبيرونولاكتون قلل من تناول الكحول دون التأثير في الطعام أو الماء. وارتبطت النتائج بالجرعة، إذ إن جرعات أكبر من سبيرونولاكتون أدت إلى مزيد من الانخفاض في استهلاك الكحول.

قال ليجيو: «أظهرت التجارب على الفئران، أن سبيرونولاكتون يقلل من إدمان الكحول. في تحليل تكميلي للسجلات الصحية لعيّنة كبيرة من الأشخاص، وجدنا أن الأفراد الذين وُصف لهم سبيرونولاكتون -لأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم- أبلغوا عن انخفاض تعاطي الكحول أكثر من سواهم».

«وجدنا أن تأثيرات سبيرونولاكتون في اضطراب إدمان الكحول لوحظت بوضوح في الفئران والقوارض والبشر، وعبر التجارب الحيوانية وقاعدة البيانات السريرية المختلفة. يدعم ذلك الافتراض القائل بأن سبيرونولاكتون والأدوية الشبيهة تستحق مزيدًا من التجارب والاختبارات، جزءًا من جهودنا لتطوير علاجات جديدة لاضطراب إدمان الكحول».

«يمكن القول إن سبيرونولاكتون دواء جديد واعد، ومن هنا تأتي أهمية مواصلة هذا الخط من البحث، والهدف النهائي أنه –مثل الأمراض الطبية المزمنة الأخرى- سيكون لدى الأطباء قائمة أكبر من خيارات العلاج للاختيار من بينها، عندما يعالجون مريضًا مصابًا باضطراب إدمان الكحول».

«يجب أن يُنظر إلى هذا العمل أنه خطوة أولية في مسار أعقد، مطلوبة لفهم احتمالية فعالية هذا الدواء مع المرضى الذين يعانون اضطراب إدمان الكحول».

«تقترح الدراسة الحالية إجراء دراسات مستقبلية تتضمن استخدام دواء وهمي، والمزيد من التجارب من أجل فهم دور المستقبلات القشرية والأدوية المؤثرة فيها، وكيف يقلل سبيرونولاكتون من استهلاك الكحول».

«من المهم أن نرى هذا العمل جزءًا من مهمة أكبر، تتمثل في تطوير علاجات، متضمنةً أدوية جديدة، للمرضى الذين يعانون اضطراب إدمان الكحول».

«حتى الآن، توجد فقط ثلاثة أدوية معتمدة لهذا الغرض. ولا يستجيب جميع الأشخاص المصابين بالإدمان للأدوية المتاحة، لذلك من المهم تطوير علاجات جديدة مناسبة لعدد أكبر من الأفراد. إذ يعمل العلماء على تطوير قائمة أكبر من العلاجات التي يمكن تصميمها لتناسب الاحتياجات الفردية».

«ستسعى الدراسات المستقبلية أيضًا لفهم: مَن مِن المرضى الذين يعانون إدمان الكحول سيستجيب للعلاج بسبيرونولاكتون؟ إذ إن هذا النوع من الإدمان هو اضطراب معقد، والعلاج لا يناسب الجميع، لذلك نحتاج إلى مزيد من الجهد لتطوير علاجات جديدة أكثر فعالية ودقة».

اقرأ أيضًا:

الكيتامين والعلاج النفسي ساعدا مدمني الكحول على الإقلاع عن شرب الكحول

مشكلة شرب الكحول ترتبط بزيادة مخاطر الانتحار وإيذاء النفس

ترجمة: كلوديا قرقوط

تدقيق: دوري شديد

المصدر