يوشك البشر على صنع حدث تاريخي وهو إعادة قطعة صغيرة من صخرة مريخية إلى سطح المريخ في حدث يحصل للمرة الأولى على الإطلاق. سافرت الشظية النيزكية (سيح الأحيمر 008) في رحلة على متن المركبة الجوالة (بيرسفيرانس2020) التابعة لوكالة ناسا يوم الخميس الماضي، ذلك بعد مضي نحو 600000 سنة من مغادرتها المريخ ونحو1000 عام بعد وصولها إلى الأرض.

إعادة صخرة إلى موطنها المريخ بعد 600000 سنة من سقوطها على الأرض - إعادة قطعة صغيرة من صخرة مريخية إلى سطح المريخ - سيح الأحيمر

ستستخدم بيرسفيرانس سيح الأحيمر 008 لمعايرة أجهزتها الماسحة وأدواتها الحساسة فور هبوطها، ستستخدم المركبة الحجر باعتباره نقطة مرجعية للمقارنة مع الصخور والمواد الأخرى التي ستلقاها في رحلتها على سطح المريخ.

ما يزال هناك الكثير مما لا نعلمه عن التكوين الجيولوجي للمريخ، لكن ستكون القطعة الصخرية التي نعرف أن منشأها مريخي وحللت بالفعل على نطاق واسع، مرجعًا مفيدًا للمقارنة.

قالت كارولين سميث التي تشغل منصب رئيسة مجموعات علوم الأرض والمشرفة الأولى على النيازك في متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة، لبي بي سي: «لقد مرت هذه الصخرة الصغيرة برحلة طويلة».

«تشكلت منذ نحو 450 مليون سنة مضت، وانطلقت من طريق كويكب أو مذنب قبل 600000 إلى 700000 سنة تقريبًا، ثم سقطت على الأرض؛ لا نعرف متى بالضبط ولكن تخميننا أنها سقطت قبل 1000 عام، والآن ستعود إلى المريخ».

شريحة من سيح الأحيمر 008 (وكالة ناسا / مختبر الدفع النفاث – معهد كاليفورنيا للتقنية)

شريحة من سيح الأحيمر 008 (وكالة ناسا / مختبر الدفع النفاث – معهد كاليفورنيا للتقنية)

عثر على النيزك الذي نقل سيح الأحيمر 008 في عمان في عام 1999، وكانت شظية سيح الأحيمر 008 جزءًا من مجموعة متحف التاريخ الطبيعي منذ عام 2000.

فقاعات الغاز الصغيرة المحصورة ضمن الصخرة مطابقة تمامًا للظروف الجوية للمريخ، ووفقًا لتلك الطريقة عرفنا أصل الصخرة.

سيتم تحميل شريحة صغيرة من سيح الأحيمر 008 على مطياف (مسح البيئات الصالحة للحياة باستخدام طيف رامان واللمعان للمواد العضوية والكيميائية)، الذي تحمله مركبة بيرسفيرانس، الذي سيستخدم الليزر لتحليل التركيب الكيميائي والعضوي لصخور المريخ.

إن وجود قطعة يعود أصلها إلى نيزك من المريخ في متناول اليد يجب أن يجعل هذه الدراسة أكثر دقة وموثوقية، وسيأخذ (مسح البيئات الصالحة للحياة باستخدام طيف رامان واللمعان للمواد العضوية والكيميائية) أيضًا تسع مواد مختلفة أخرى لاختبارها في جو المريخ بما في ذلك المواد التي قد تستخدم في بدلات الفضاء المستقبلية.

يقول الباحث المشارك في (مسح البيئات الصالحة للحياة باستخدام طيف رامان واللمعان للمواد العضوية والكيميائية) ومشرف المواد الفضائية مارك فرايز، من مركز جونسون للفضاء: «أداة (مسح البيئات الصالحة للحياة باستخدام طيف رامان واللمعان للمواد العضوية والكيميائية) هي فرصة ثمينة للتحضير لرحلات الفضاء البشرية ولإجراء البحوث العلمية الأساسية عن سطح المريخ؛ فتلك الأداة تمنحنا طريقة ملائمة لاختبار المواد التي ستبقي رواد الفضاء المستقبليين بأمان عند وصولهم إلى المريخ».

تصور فني لمركبة المريخ الجوالة بيرسفيرانس 2020. (وكالة ناسا / مختبر الدفع النفاث-معهد كاليفورنيا للتقنية)

تصور فني لمركبة المريخ الجوالة بيرسفيرانس 2020. (وكالة ناسا / مختبر الدفع النفاث-معهد كاليفورنيا للتقنية)

هناك بالتأكيد طرق أخرى يمكن لناسا بواسطتها معايرة تلك الأدوات. ولكن، مثلما شرح في ورقة بحثية قدمت في المؤتمر الخمسين لعلوم القمر والكواكب في العام الماضي، فإن عودة جزء من سيح الأحيمر 008 يقدم أيضًا «غايات تعليمية فريدة وذات العلاقة بالتواصل مع العامة».

لدى كل من وكالة ناسا وسبيس إكس تاريخًا باستخدام عناصر فريدة وملفتة للانتباه لمساعدتهم في مهامهم في الفضاء سواء كان دمية ديناصور لاستخدامها كمؤشر لانعدام الجاذبية، أو سيارة تسلا رودستر لاستخدامها كحمولة اختبار على متن المركبة.

لذا قد يكون إرسال صخرة مريخية إلى كوكبها الأصلي نوعًا من الدعاية، لكنها رائعة جدًا وذات غرض مفيد.

في الماضي أطلقت شظايا النيزك خارج المريخ نحو مداره، وهذه ستكون المرة الأولى التي تعاد شظية مثل تلك إلى سطح الكوكب الذي انطلقت منه أساسًا. ستستخدم حول موقع هبوط بيرسفيرانس وهو فوهة جزيرو.

قد تكون حفرة جزيرو الذي يبلغ طولها 49 كيلومترًا محتوية على بحيرة في الماضي، وإحدى مهام مركبة بيرسفيرانس البحث عن أي آثار متبقية للحياة. ستغلف العينات ذات الصلة وتترك لالتقاطها في مهام مستقبلية.

قد نحصل على المواد التي تحمل علامات حياة المريخ بالنهاية في غضون 10 إلى 15 عامًا، وإذا وجدت بيرسفيرانس شيئًا مهمًا، فإن عودة القطعة الصغيرة من سيح الأحيمر 008 ستكون مسؤولة جزئيًا عن ذلك.

قال سميث لصحيفة الغارديان: «اختيرت القطعة الصخرية التي سنرسلها على وجه التحديد لأنها المادة الصحيحة من حيث الكيمياء، ولأنها أيضًا صخرة قوية جدًا. بعض البقايا التي نملكها من النيازك المريخية هشة للغاية أما هذا النيزك قوي جدًا».

من المقرر أن تبدأ مهمة بيرسفيرانس بوجود القليل من سيح الأحيمر 008 على متنها في 30 تموز. يمكنك مشاهدة كل شيء مباشرة عبر الرابط أدناه:

اقرأ أيضًا:

اليابان سترسل مركبة إنزال إلى قمر مريخي وستعود بحلول عام 2030

عالم حشرات يدعي وجود صور تظهر أدلة على الحياة في المريخ

ترجمة: رولان جعفر

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر