يبدو أن “إيلون ماسك”، المدير التنفيذي لشركة “سبيس إكس – SpaceX”، “تسلا – Tesla”، وغيرها من شركات التكنولوجيا الكبرى، يجد نوعًا ما وقتًا للقراءة.

قال ماسك أن قراءة أنواع مختلفة من الكتب، من الأعمال الملحمية للخيال مثل ثلاثية «سيد الخواتم Lord of the Rings» إلى الكتب المعقدة لكيفية بناء الصواريخ، أمر مهم لنجاحه.

لقد نظرنا خلال مقابلات ماسك القديمة وسجلات التواصل الاجتماعي الخاصة به؛ لكي نأتي بقائمة الـ 12 كتابًا الذين يعتقد الملياردير القيادي أن كل شخص ينبغي له أن يقرأها.

(سيد الخواتم – The lord of the Rings) لـ (ج.ر.ر. تولكين – J.R.R. Tolkien)

ذكرت مجلة “النيويوركر – The New Yorker” في عام 2009 أنه: «في وحدته، قرأ الكثير من الخيال والخيال العلمي».

هذه الكتب، خصوصًا “سيد الخواتم” من قبل “ج.ر.ر. تولكين”، شكلت نظرة ماسك في رؤية نفسه المستقبلية.

قال ماسك لمجلة النيويوركر: «أبطال الكتب التي قرأتها … شعروا دائمًا بواجبهم لإنقاذ العالَم».

بالنسبة لأولئك الذين قرؤوا الكتب بالفعل وشاهدوا الأفلام ولكنهم لا يزالون يتألمون من أجل المزيد من الأرض الوسطى، أعلنت “أمازون – Amazon” مؤخرًا عن سلسلة من حلقات “سيد الخواتم”.

(دليل المسافر إلى المجرة – The Hitchhiker’s Guide to the Galaxy) لـ (دوجلاس آدامز – Douglas Adams)

في كتاب الخيال العلمي الهزلي هذا، يجد حاسوب عملاق الإجابة على حياة ذات معنى.

بالنسبة لماسك، الذي قرأ ذلك عندما كان شابًا مراهقًا في جنوب أفريقيا، كان الكتاب مفيدًا لتفكيره.

هو كان عاشقًا له في الحقيقة؛ فهو عندما أطلق سيارته “تسلا رودستر – Tesla Roadster” إلى الفضاء في فبراير، وضع كلمات “لا داعي للذعر! – Don’t Panic!”، التي زينت غلاف بعض الطبعات المبكرة من الكتاب، على شاشة السيارة المركزية.

عندما سُئل في مقابلة عام 2015 عن سفينة الفضاء المفضلة لديه من الخيال العلمي، قال: «أود أن أقول أنها ستكون السفينة في “دليل المسافر إلى المجرة” التي تم تشغيلها من خلال محرك اللا احتمالية (عدم الحدوث أو عدم وقوع الحدث)».

(بنجامين فرانكلين: حياة أمريكية– Benjamin Franklin: An American Life) لـ (والتر إيزاكسون – Walter Isaacson)

وصف ماسك، بشكل متكرر، بنجامين فرانكلين، المخترع البارع وأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، على أنه أحد أبطاله.

كان فرانكلين من أوائل الذين أثبتوا أن البرق هو الكهرباء في تجربة الطائرة الورقية الشهيرة الخاصة به، التي أدت إلى اختراع قضيب الحماية من الصواعق.

كما ينسب له الفضل في اختراع النظارات ثنائية البؤرة، وهي نظارات ذات عدستين بصريتين متميزتين.

في هذه السيرة الذاتية لفرانكلين، قال ماسك في مقابلة مع مؤسسة “Foundation”، وهو برنامج للمنظمات غير الربحية التي تعمل على قضايا تغير المناخ: «يمكنك أن ترى كيف كان رائد أعمال، كان رجل أعمال، بدأ من لا شيء، كان مجرد طفل هارب»، أضاف ماسك: «فرانكلين رائع للغاية».

(هياكل: أو لماذا لا تقع الأشياء – Structures: Or Why Things Don’t Fall Down) لـ (ج.إ. غوردون – J.E. Gordon)

عندما بدأ ماسك العمل لدى سبيس إكس، كان يأتي من خلفية برمجية.

لكنه أخذ على عاتقه تعلم أساسيات علم الصواريخ.

واحد من الكتب التي ساعدته كان “هياكل: أو لماذا لا تقع الأشياء”، فكرة شائعة في الهندسة الإنشائية من قبل “ج.إ. غوردون”، عالم المواد البريطاني.

قال ماسك في مقابلة مع “كرو – KCRW”، محطة راديو جنوب كاليفورنيا: «إنه حقًا، حقًا أمر جيد إذا كنت تريد كتابًا تمهيديًا في التصميم الهيكلي».

نظرًا لاهتمامه بميكانيكا الصواريخ، شارك ماسك بصورة وثيقة في تخطيط وتصميم صاروخ سبيس إكس الثقيل المسمى “فالكون – Falcon”.

وقد شغل منصب زعيم المصممين في سبيس إكس وكذلك المدير التنفيذي.

قال ماسك أثناء حديث العام الماضي عن كيف يخطط لاستعمار المريخ: «السبب في أن انتهى بي الأمر بكوني زعيم المهندسين أو زعيم المصممين لم يكن لأنني رغبت في ذلك؛ إنه بسبب أنني لم أستطع توظيف أي شخص ولم ينضم أحد جيد».

(اشتعال: تاريخ غير رسمي لدوافع الصواريخ السائلة – Ignition: An Informal History of Liquid Rocket Propellants) لـ (جون د. كلارك – John D. Clark)

أثناء محاولة ماسك تعلم وإتقان مواضيع معقدة، كان كتاب “اشتعال” حاسمًا في مساعدته على التعامل مع الصواريخ، على حد قوله.

كان “جون د. كلارك” كيميائيًا أمريكيًا وكان نشطًا في تطوير وقود الصواريخ في الستينيات والسبعينيات.

الكتاب هو حساب لنمو المجال وشرح لكيفية عمل ذلك العلم.

كان ماسك متعلقًا بدراسة الكتاب عندما كان يعمل في نظام صاروخ سبيس إكس الثقيل “فالكون”.

استخدمت سبيس إكس جهاز التبريد “آربي-1 – RP-1″، وهو نوع من الكيروسين المستخدم في الطائرات، والأكسجين السائل لحرق الوقود المستخدم لإطلاق الصاروخ.

(الذكاء الخارق: مسارات، مخاطر، استراتيجيات – Super Intelligence: Paths, Dangers, Strategies) لـ (نيك بوستروم – Nick Bostrom)

حذر ماسك بشكل متكرر من مخاطر الذكاء الاصطناعي غير الخاضع للرقابة.

وقال في تغريدة عام 2014: «نحن بحاجة إلى أن نكون حذرين للغاية مع الذكاء الاصطناعي»، مضيفًا: «يحتمل أن يكون أكثر خطورةً من الأسلحة النووية».

في فيلم وثائقي عن الذكاء الاصطناعي يسمى “هل تثق بهذا الكمبيوتر؟ – Do You Trust This Computer?” قال ماسك أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم لإنشاء دكتاتور خالد لا يمكننا الهروب منه أبدًا.

وأضاف: «نحن نتجه بسرعة نحو الذكاء الرقمي الخارق الذي يفوق أي إنسان، أعتقد أنه واضح جدًا».

لمعرفة سبب وجود هذه المخاطر المخيفة، يقول ماسك أنه يجب قراءة “الذكاء الخارق” من قبل “نيك بوستروم”، الذي يحقق بجرأة في ماذا قد يحدث إذا تجاوز الذكاء الحاسوبي الذكاء البشري.

(اختراعنا الأخير – Our Final Invention) لـ (جيمز بارات – James Barrat)

“اختراعنا الأخير” يعطي أيضًا بعض التحذيرات عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، أطلق ماسك على الكتاب “يستحق القراءة” في تغريدة عام 2014.

يلقي بارات نظرةً قريبةً على المستقبل المحتمل للذكاء الاصطناعي، ويزن المزايا والعيوب.

يقول بارات على موقعه الإلكتروني أن الكتاب هو على الأقل جزئيًا: «حول الجانب السلبي الكارثي للذكاء الاصطناعي، والتي لن تسمع عنها أبدًا من Google، Apple، IBM، وDARPA».

يتفق معه ماسك، فيقول في فيلم وثائقي عن الذكاء الاصطناعي: «ليس من الضروري أن يكون الذكاء الاصطناعي شريرًا لكي يدمر البشرية؛ إذا كان للذكاء الاصطناعي هدف ووقفت الإنسانية في طريقه، فسوف يدمر البشرية بشكل طبيعي دون التفكير في ذلك حتى، ودون أية مشاعر».

ثلاثية (المؤسسة – Foundation) لـ (إسحاق أسيموف – Isaac Asimov)

بالإضافة إلى كتب “سيد الخواتم”، “مؤسسة” إسحاق أسيموف شكلت جزءًا من اهتمام ماسك المبكر في الخيال العلمي والخيال.

تركز الكتب على سقوط الإمبراطورية المجرية الخيالية، التي تتكون من ملايين الكواكب التي يستقر بها البشر عبر مجرة “درب التبانة – Milky Way”.

قد تركت القصص تأثيرًا كبيرًا على مسار ماسك التوظيفي، هذا ما قاله عن السلسلة في مقابلة مع “The Guardian”: «إن دروس التاريخ قد تشير إلى أن الحضارات تتحرك في دورات، يمكنك تتبعها بالعودة إلى الخلف قديمًا؛ البابليون، السومريون، يليهم المصريون، الرومانيون، والصينيون».

«من الواضح أننا في دورة صاعدة للغاية الآن، وعلى أمل أن تظل هذه الحالة، ولكن قد لا يحدث ذلك، قد تكون هناك سلسلة من الأحداث التي تسبب انخفاض مستوى التكنولوجيا».

«نظرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى في 4.5 مليار سنة حيث كان من الممكن للبشرية أن تمدد الحياة خارج الأرض، يبدو أننا سنكون حكماء إذا تصرفنا بينما النافذة مفتوحة؛ ولا نعتبر أنها في الحقيقة ستكون مفتوحةً لوقت طويل».

(القمر عشيقة قاسية – The Moon Is a Harsh Mistress) لـ (روبرت هينلين – Robert Heinlein)

هذه الرواية الخيالية العلمية الحاصلة على جائزة، التي نشرت في عام 1966، ترسم صورةً لعالم الواقع المرير ليست بعيدةً جدًا في المستقبل.

إنه تمامًا نوع من العالم الخيالي الحي الذي يرضي خيالًا نشطًا مثل خيال ماسك.

في الكتاب، تم نفي بعض الناس من الأرض إلى القمر، حيث أنشؤوا مجتمعًا تحرريًا.

في عام 2076، مجموعة من الثوار، تضم حاسوبًا عملاقًا يدعى “مايك” وفني كمبيوتر ذو ذراع واحد، تقود ثورة المستعمرة القمرية ضد حكام الأرض.

في مقابلة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أثناء ندوة في عام 2014، قال ماسك أن الكتاب هو أفضل عمل من أعمال هينلين.

(الحياة 3.0: أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعي – Life 3.0: Being Human in the Age of Artificial Intelligence) لـ (ماكس تيجمارك – Max Tegmark)

إذا كنت تستشعر موضوعًا من بين الكتب الموجودة في هذه القائمة، فإن ماسك حقًا يستكشف مستقبل الذكاء الاصطناعي.

في “الحياة 3.0″، يكتب الدكتور الجامعي ماكس تيجمارك بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن كيفية الحفاظ على ذكاء اصطناعي مفيد لحياة الإنسان والتأكد من أن التقدم التكنولوجي يتسق مع أهداف البشرية للمستقبل.

إنه واحد من الكتب القليلة التي يرشحها ماسك للتعامل مع احتمالية الذكاء الاصطناعي على أنها قوة للخير بدلًا من الشر.

(تجار الشك – Merchants of Doubt) لـ (نعومي أورسكيس – Naomi Oreskes وإريك م. كونواي – Erik M. Conway)

أصبح “تجار الشك” الآن فيلمًا وثائقيًا أيضًا، كتبه مؤرخان للعلم.

إنهم يثبتون الحق أن العلماء الذين لديهم علاقات سياسية وصناعية قد حجبوا الحقائق المحيطة بمجموعة من قضايا الصحة العامة، بما في ذلك التبغ، استخدام المبيدات الحشرية، والثقوب في طبقة الأوزون.

رشح ماسك الكتاب أثناء مؤتمر في عام 2013، وأشار لاحقًا إلى المقتطف الأساسي من الكتاب في تغريدة، قائلًا أن نفس القوى التي أنكرت أن التدخين يسبب السرطان كانت تنكر خطر تغير المناخ.

(أينشتاين: حياته وعالمه – Einstein: His Life and Universe) لـ (والتر إيزاكسون – Walter Isaacson)

ماسك معجب كبير بالسير الذاتية لـ “والتر إيزاكسون”.

في مقابلة عام 2012، أوصى ماسك بسيرة إيزاكسون لـ “ألبرت أينشتاين – Albert Einstein”، الرجل الذي ترك علامةً عميقةً في العِلم وتاريخ البشرية.

يعتمد الكتاب على خطابات أينشتاين الشخصية ويستكشف كيف انتقل من شاب محبَط موظف براءات؛ إلى حائز على جائزة نوبل.

إنها على الأرجح قصة ألهمت ماسك.


  • ترجمة: علي طارق عاطف
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر