لا أحد يريد أن ينظر في المرآة ويرى عيونه حمراء! في الغالب، يكون هذا اللون الأحمر ردة فعل حساسية وغير ضار. لكن لا يكون هذا الأمر طبيعيًا دائمًا. ففي بعض الأحيان، تشير العيون الملتهبة إلى ضرورة مراجعة طبيب العيون فورًا، فما أسباب احمرار العين؟

ما الذي قد يسبب احمرار العين؟

أظهرت الأبحاث أن ما بين 2% و 3% من الأشخاص حول العالم يزورون الأطباء و العيادات الإسعافية بسبب مشكلة في العين، والأغلبية يعانون احمرار العين. توجد ستة أسباب تسبب حالات تهيج و احمرار العين، نوردها فيما يلي.

1- جفاف العين والحساسية:

إن الإحساس بحرقة أو حكة، أو إحساس وجود رمل في العين، قد يكون بسبب جفاف العين. وهو ما يحدث عندما لا يكون في العين قدر كافٍ من الدموع.

من المهم ذكر وجود ثلاث طبقات من الدموع، تشكل طبقة واقية على العينين. وإذا تباطأ تدفق الدموع في العين، ستصبح حمراء وغير مرتاحة، خاصةً إذا كانت معرضةً لمسببات الحساسية أو التهيج.

توجد عوامل عديدة قد تساهم في جفاف العين، تضمن الطقس و استخدام شاشة الحاسوب، والأدوية والعمليات الجراحية.

العلاج:

إن القطرات المرطبة التي تصرف دون وصفة طبية وتسمى الدموع الاصطناعية، تجعل وضع العين يتحسن خلال دقائق. وتساعد قطرات الحساسية أيضًا على تقليل الأعراض، إذا كان جفاف العين بسبب الحساسية.

لكن من جهة أخرى، تحذر الدكتور باجيك من استخدام قطرات العين التي تباع لتخفيف الاحمرار. أما حول سبب ذلك، فتقول باجيك إن هذه القطرات قد تؤدي إلى تفاقم جفاف العين بمرور الوقت.

تسبب القطرات تقلص الأوعية الدموية السطحية، ما يجعل العينين تبدوان بيضاويتين. لكن بسبب انضغاط الأوعية الدموية، تقل السوائل في العين فيزداد الجفاف ويعود احمرار العين. فيصبح الأمر مثل حلقة مفرغة.

2- تمزق الأوعية الدموية واحمرار العين:

قد تبدو الأوعية الدموية الممزقة الموجودة على سطح العين، أو ما يسمى النزيف تحت الملتحمة أمرًا مقلقًا. لكن في الواقع، لا يدعو هذا الأمر للقلق، إذ تكون الأوعية الممزقة غير مؤلمة غالبًا ولا تؤثر في الرؤية.

أسباب ظهور هذه الأوعية الدموية في العين:

  •  إجهاد أثناء السعال أو العطس أو حركة الأمعاء.
  •  إصابة في الرأس أو العين.
  •  فرك العين بقوة.
  •  تناول بعض الأدوية، خاصةً مميعات الدم.

العلاج:

مع مرور ما يكفي من الوقت، سوف تتعافى العين تلقائيًا. يمكن استخدام القطرات في حال الشعور ببعض التهيج، لكن إذا كان هناك ألم، فمن الضروري مراجعة طبيب العيون.

3- التهاب الملتحمة (العيون الوردية):

يجلب الأطفال الكثير من الأمراض إلى المنزل، بما في ذلك التهاب الملتحمة وهي من مسببات احمرار العين. هذا النوع من عدوى العين شائع جدًا بين الأطفال الصغار. هذه الحالة معدية جدًا، وهذا ما يشرح كيفية انتقالها بسهولة بين الصفوف الدراسية. لكن مع ذلك، يمكن لأي شخص في أي عمر أن يصاب بالتهاب الملتحمة.

يحدث التهاب الملتحمة عندما تسبب الفيروسات أو البكتيريا أو المهيجات مثل الكلور، التهابًا وعدوى في الغشاء المخاطي المبطن للعين. يتم الإبلاغ عن حوالي 6 ملايين حالة إصابة بالعين الوردية في الولايات المتحدة كل عام. وهذا اللقب المشهور للعدوى هو وصف مثالي لكيفية ظهور التهاب الملتحمة. إذ يتحول الجزء الأبيض من العين إلى اللون الوردي المحمر، ويكون هذا واضحًا جدًا عند النظر إلى العين، ويمكن أن يسبب شعورًا بالحكة والحرق أيضًا. وقد تنتفخ الجفون وتتدلى، أو تنتج إفرازات لزجة تسبب قشورًا على الرموش والجفون.

العلاج:

تختفي الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من العين الوردية ا دون علاج في غضون أسبوع. وقد يساعد استخدام الدموع الاصطناعية دون وصفة طبية في تخفيف الحكة والحرقان. لكن يجب تجنب الأنواع الأخرى من قطرات العين، لأنها قد تهيج العين. علمًا إن زيارة الطبيب تمكن من الحصول على وصفة طبية لمضاد حيوي، ما يمكن أن يقصر مدة الإصابة ويقلل من فرص انتشارها إلى الآخرين.

4- العدوى التي تسبب احمرار العين:

يمكن أن تسبب البكتيريا والفيروسات والحساسية والفطريات أو الطفيليات التي تنتقل عادةً بالماء، الإصابة بعدوى في العين. وغالبًا ما ينتقل هذا المرض الشائع إلى العين عند فرك العين باليدين. أحيانًا يمثل الألم والحساسية للضوء، وعدم وضوح الرؤية علامات لعدوى خطيرة. ويمكن أن تسبب العدوى غير المعالجة تآكل سطح العين، ما قد يؤدي بدوره إلى تلف العين الدائم.

العلاج:

من الأفضل مراجعة طبيب العيون في غضون أيام قليلة من ظهور علامات العدوى. أما في حال استخدام العدسات اللاصقة، والشك بالإصابة بالعدوى، فمن الضروري عندها مراجعة الطبيب على الفور.

5- التهاب القزحية:

يفقد حوالي 30 ألف أمريكي بصرهم كل عام، بسبب مجموعة من أمراض العيون المعروفة باسم التهاب القزحية. قد تؤدي الحالة أيضًا إلى مشاكل في العين، مثل الزرق أو إعتام عدسة العين. ويمكن أن يكون احمرار العين علامةً واضحةً على التهاب القزحية، الذي يتضمن التهابًا داخل العين. تشمل الأعراض الأخرى الحساسية للضوء وعدم وضوح الرؤية، والألم وظهور عوائم داكنة في مجال الرؤية.

المدخنون أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب القزحية. ويمكن أن ينتج الالتهاب أيضًا عن إصابة في العين أو عدوى، مثل عدوى فيروس الهربس أو فيروس جدري الماء، أو أمراض التهابية أخرى. لكن ما يقدر بنحو 1 من كل 3 حالات التهاب قزحية ليس لها سبب معروف.

العلاج:

عند ظهور أعراض التهاب القزحية، من المهم مراجعة طبيب العيون لإجراء فحص في أسرع وقت ممكن. إذ يمكن أن يحد العلاج الفوري من تلف الأنسجة، وربما يعيد الرؤية المفقودة.

6- الزرق مغلق الزاوية:

يتدفق السائل داخل العين طبيعيًا، وذلك من خلال نظام تصريف معقد. وإذا سُدت قنوات الخروج هذه بطريقة ما، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مفاجئ وهائل في الضغط داخل العين. قد يكون احمرار العين من الأعراض المرئية لهذه الحالة النادرة نسبيًا، المعروفة باسم الزرق مغلق الزاوية. قد يسبب اضطراب العين هذا أيضًا ألمًا شديدًا في العين، وصداعًا وغثيانًا ورؤيةً ضبابيةً.

يزداد خطر الإصابة بالزرق مغلق الزاوية مع تقدم العمر، وهو أكثر شيوعًا بين من لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة.

العلاج:

يعد الزرق مغلق الزاوية من الحالات الطارئة التي تتطلب عنايةً طبية. فإذا لم يتم التعامل مع إغلاق الزاوية الحاد على الفور، قد يسبب فقدان الرؤية بشكل كامل.

متى تجب مراجعة الطبيب عند احمرار العين؟

إن احمرار العين المرتبط مع الألم والحساسية الزائدة للضوء وعدم وضوح الرؤية، هي علامات لمشكلة أكبر تستحق الاهتمام السريع. إضافةً إلى ذلك، تجب مراجعة الطبيب في حال الشعور بجفاف غير عادي، أو احمرار أو أعراض أخرى لأكثر من يوم واحد. ومن المهم ذكر أن مشكلة العيون قد تكشف أحيانًا عن مشكلات صحية أخرى.

اقرأ أيضًا:

ما أسباب احمرار العين ؟ وما علاجه؟

ما أسباب الرؤية الضبابية (زغللة العين)؟

ترجمة: شهد شيخ قروش

تدقيق: جنى الغضبان

المصدر