قد يساعد اختبار دموي بسيط في التعرف على علامات مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهور أي أعراض واضحة له، وذلك وفقًا لدراسة جديدة في Journal of Experimental Medicine.

يحدث مرض ألزهايمر بسبب تراكم غير طبيعي لبروتينات ببتيدات بيتا وتاو النشوانيين -أميلويد بيتا وتاو- في الدماغ، وقد يؤدي هذا في النهاية إلى شكل من أشكال الخرف الذي يتميز بفقدان تدريجي للإدراك، والذي ينطوي على الذاكرة وصعوبة في حل المشكلات وفقدان الإحساس بالزمان والمكان (تخبُّط) والارتباك (التشويش)، ومع ذلك، فإنه من المعروف أن التغييرات التي تحدث في الدماغ بسبب هذه البروتينات قد تبدأ في الظهور قبل عقود من ظهور الأعراض الواضحة.

وقد شكَّل تشخيص الزهايمر بالاعتماد على هذه البروتينات لغزًا عند العلماء الذين لم يستطيعوا التأكد من وجود هذه البروتينات في الدم، لكن من الواضح أنه يمكن الآن إيجاد آثار ضئيلة لهذه البروتينات في الدم وهذا ما يمكننا استخدامه لتشخيص ألزهايمر عند الناس في مرحلة مبكرة.

قد يكشف الاختبار الدموي الجديد بدرجة عالية من الدقة عن تراكيز قليلة جدًا من بروتين تاو-217 (p-tau-217)، وهو جزء معدل من بروتين تاو، واستطاع الاختبار قياس كمية بروتين تاو-217 وأجزاء تاو أخرى في عينة دم حجمها أربعة ميللي ليترات فقط، واللافت للنظر أن الاختبار كان قادرًا على التقاط مستويات من بروتين تاو-217 أقل من جزء من تريليون جزء من الجرام.

اختبار دموي يكشف عن ألزهايمر قبل سنوات من ظهور أعراضه - التعرف على علامات مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهور أي أعراض واضحة له

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة نيكولاس بارتيليمي، من قسم الأعصاب في كلية الطب في جامعة واشنطن، في بيان: «على حد علمنا، فإن هذا أقل تركيز مُقاس على الإطلاق لمؤشر البروتين في بلازما الدم البشري بواسطة مطياف الكتلة».

حاول العلماء منذ فترة طويلة إجراء اختبار دموي للكشف عن مرض ألزهايمر، الذي أثيرت حوله ادعاءات مبالغ بها، والسبب هو صعوبة التعرف على المرض العصبي في المراحل المبكرة، ذلك الذي يبدو أنه يتزايد بسرعة عند المرضى الذين يعانون مجموعة من الأعراض المنهِكة.

ومع أن هذا الاختبار الدموي الجديد يشكِّل بلا شك خبرًا سارًا جديرًا بالترحيب، فقد حذَّر خبراء آخرون من أننا سنحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تستطيع المستشفيات إجراء الاختبارات الدموية للكشف عن ألزهايمر على نطاق واسع، وفي الوقت الحالي لا يمكن إجراء هذا الاختبار إلا في المختبر، وكما هو الحال دومًا، يجب إجراء المزيد من البحوث لتأكيد النتائج التي توصلت إليها الدراسة.

قال البروفيسور كلايف باللارد، أستاذ الأمراض المرتبطة بالعمر في جامعة إكستر الطبية في المملكة المتحدة الذي لم يشارك في الدراسة: «مع أن هذا البحث يبدو واعدًا للغاية، لكننا ما زلنا بحاجة إلى تحقق أكبر من صحة الاختبار عند الناس عبر المزيد من الإعدادات السريرية الروتينية، وسنحتاج أيضًا إلى الكثير من العمل لتحقيق توحيد ومعايرة الاختبار عبر المختبرات، لذلك قد يستغرق الأمر خمس سنوات على الأقل قبل أن نرى في العيادة اختبارًا دمويًا دقيقًا للعلامات البيولوجية للكشف عن الخرف».

وأضافت البروفيسورة تارا سبيرز-جونز من معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة في جامعة أدنبرة: «بينما سوف يساعد هذا الاختبار في العثور على مرضى في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر؛ وذلك للمشاركة في الدراسات البحثية، لا توجد في الوقت الراهن أية علاجات فعالة تُعطى للناس لإيقاف تطور المرض، لذلك هناك حاجة ماسة إلى مزيد من البحوث الحيوية الأساسية لتطوير علاجات تُغيِّر الحياة».

اقرأ أيضًا:

الخرف ومرض ألزهايمر وتأثير كل منهما على الدماغ والقدرات العقلية

الزهايمر يهاجم الخلايا العصبية المسؤولة عن بقائك مستيقظًا

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: حسام التهامي

المصدر