تدل الإصابة بارتفاع خمائر الكبد على أن الكبد المُصاب لا يعمل جيدًا. إذ تفرز خلايا الكبد التالفة أو الملتهبة إنزيمات (خمائر) تظهر في تحليل الدم. يتحرى الأطباء ارتفاع خمائر الكبد عند من تظهر لديهم أعراض لأمراض تسبب عادةً تلفًا في الكبد. سنتعرف في هذا المقال على أسباب ارتفاع خمائر الكبد وأعراضه وعلاج الحالات المسببة له.

أسباب ارتفاع خمائر الكبد:

عندما تُظهر نتائج تحليل الدم ارتفاعًا في خمائر الكبد، يتحرى الطبيب أسباب هذا الارتفاع، بسؤال المصاب عن نمط حياته وعاداته الغذائية، وقد يطلب أيضًا إجراء اختبارات إضافية.

السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع خمائر الكبد هو مرض الكبد الدهني، إذ يعاني 25 – 50% من المصابين بارتفاع خمائر الكبد مرض الكبد الدهني.

من الحالات الصحية الأخرى التي تسبب ارتفاع خمائر الكبد:

  •  المتلازمة الاستقلابية.
  •  التهاب الكبد.
  •  إدمان الكحول أو المخدرات.
  •  تليُّف (تشمُّع) الكبد: ظهور نُدوب في أنسجة الكبد.

حالات أخرى أقل شيوعًا:

  •  التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  •  الداء البطني (الداء الزلاقي).
  •  الإصابة بفيروس (إبشتاين-بار)، وهو من فيروسات الهربس.
  •  سرطان الكبد
  •  داء ترسب الأصبغة الدموية، إذ يمتص الجسم المزيد من الحديد.
  •  داء كثرة الوحيدات.
  •  الإنتان (تسمم الدم).
  •  داء ويلسون.
  •  التهاب العضلات.

تسبب بعض الأدوية -كمسكنات الألم وبعض العقاقير الخافضة للكوليسترول- ارتفاع خمائر الكبد أيضًا. وليس لارتفاع خمائر الكبد أعراض، لكن قد تظهر أعراض الحالات المسببة لارتفاع خمائر الكبد.

ارتفاع خمائر الكبد: الأسباب والعلاج - خلايا الكبد التالفة أو الملتهبة - خمائر يفرزها الكبد وتظهر في تحليل الدم - إدمان الكحول أو المخدرات

فيما يلي بعض الأسباب الشائعة لارتفاع خمائر الكبد وأعراضها:

مرض الكبد الدهني:

هو تراكم الشحوم على الكبد. ويُسمى مرض الكبد الدهني الكحولي إذا كان استهلاك الكحول هو سبب هذا التراكم. أما إذا لم يكن الكحول سببًا، فيُعرف باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ويُعَد المصابون بالمتلازمة الاستقلابية أكثر عُرضةً للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

قد يسبب هذا المرض الإرهاق والشعور بالألم في الجانب الأيمن من البطن، لكنه غالبًا لا يسبب أي أعراض. يفحص الطبيب خمائر الكبد عند مدمني الكحول أو المصابين بالمتلازمة الاستقلابية للتأكد من عدم إصابتهم بمرض الكبد الدهني.

المتلازمة الاستقلابية:

المتلازمة الاستقلابية هي مجموعة من الأعراض التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، ومنها:

  •  ارتفاع سكر الدم.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  زيادة الوزن.
  •  ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم.

قد يطلب الطبيب فحص خمائر الكبد عند المصابين بعَرَض أو أكثر من هذه الأعراض.

التهاب الكبد:

تسبب خمس سلالات من الفيروسات التهاب الكبد، يُشار إليها بـA وB وC وD وE، وتتشابه أعراضها جميعًا، وتشمل:

  •  الإرهاق.
  •  ألم العضلات.
  •  ألم المفاصل.
  •  الغثيان.
  •  فقدان الشهية.
  •  ألم المعدة.
  •  الحُمى.
  •  بول داكن اللون.
  •  حكة جلدية.
  •  اصفرار العينين والجلد (اليرقان).

قد يطلب الطبيب فحص خمائر الكبد عند المصابين بأعراض التهاب الكبد.

تعاطي الكحول أو المخدرات:

يسبب تعاطي كميات كبيرة من الكحول أو المخدرات التهاب الكبد أو تضرره. يُطلق على التهاب الكبد بسبب استهلاك الكحول (التهاب الكبد الكحولي). وإذا كان بسبب المخدرات يُعرَف باسم (التهاب الكبد السام)، وتشبه أعراض التهاب الكبد الكحولي والسام أعراض التهاب الكبد الفيروسي.

يفحص الأطباء أيضًا مستويات خمائر الكبد عند المصابين بأعراض إدمان الكحول أو المخدرات، ويوفرون لهم خيارات مختلفة من العلاج والدعم.

تليُّف الكبد:

هو تلف يصيب الكبد، يعاني المصابون به نُدوبًا دائمة على أكبادهم، وقد تعيق هذه النُدوب عمل الكبد، ويؤدي تليف الكبد إلى الفشل الكبدي أحيانًا، ومن أعراضه الشعور بالإرهاق وحكة الجلد.

قد تتطور أمراض التهاب الكبد والكبد الدهني إلى تليف الكبد إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب. يفحص الأطباء مستويات خمائر الكبد عند مرضى تليف الكبد.

اختبار ارتفاع خمائر الكبد:

قد يبين تحليل الدم ارتفاع خمائر الكبد، يفحص هذا التحليل مستويات إنزيمات معينة في الدم مثل ناقلة أمين ألانين (ALT)، وناقلة أمين أسبارتات (AST)، إذ يفرز الكبد هذه الإنزيمات عند إصابته بالالتهاب أو التلف.

إذا اكتشف الطبيب ارتفاع مستوى أحد هذين الإنزيمين، يجري غالبًا مزيدًا من الفحوص لتحديد العامل المُسبب لهذا الارتفاع. وتختلف مستويات هذين الإنزيمين في الدم باختلاف الأسباب الكامنة وراء ارتفاعهما.

العلاج:

يركز علاج ارتفاع خمائر الكبد على علاج الأسباب الكامنة لهذا الارتفاع، وتتضمن العلاجات:

مرض الكبد الدهني:

يستطيع المصابون بمرض الكبد الدهني غير الكحولي التعافي من المرض بخسارة بعض الوزن الزائد، وقد ينصح الطبيب المصابين بإجراء بعض التعديلات على نمط حياتهم لخسارة الوزن، مثل:

  •  ممارسة التمارين الرياضية.
  •  اتباع حمية غذائية صحية ومتوازنة.
  •  محاولة حرق سعرات حرارية أكثر من السعرات التي يتناولونها.

قد تساعد استشارة طبيب تغذية أو العمل مع مدرب شخصي على الالتزام بحمية خسارة الوزن. أما المصابون بمرض الكبد الدهني الكحولي، فيحاول الطبيب تقديم الدعم اللازم لهم لتقليل استهلاك الكحول.

المتلازمة الاستقلابية:

تشمل علاجات المتلازمة الاستقلابية:

  •  خسارة الوزن.
  •  ممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
  •  حمية غذائية صحية ومتوازنة.
  •  التحكم في مستويات سكر الدم.
  •  تقليل مستويات التوتر.

قد تساعد بعض التغييرات الحياتية على تقليل مستويات التوتر، مثل:

  •  ممارسة التمارين الرياضية.
  •  ممارسة التأمل.
  •  التدريبات الذهنية.
  •  ممارسة اليوغا.
  •  كتابة اليوميات.
  •  التخفف من الالتزامات.

التهاب الكبد:

يختلف علاج التهاب الكبد الحاد عن التهاب الكبد المزمن.

قد ينصح الطبيب بالعلاجات التالية لعلاج التهاب الكبد الحاد:

  •  الراحة في الفراش.
  •  الإكثار من تناول السوائل.
  •  تجنب المشروبات الكحولية.

في حين يتضمن علاج التهاب الكبد المزمن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات.

تعاطي الكحول أو المخدرات:

من العلاجات المُتَّبعة في هذه الحالة:

  •  العلاجات السلوكية.
  •  العلاجات الدوائية.
  •  مجموعات الدعم.

يُنصَح من يشعرون بأن تناول الكحول أو المخدرات يسبب لهم مشاكل صحية أو يؤثر سلبًا في حياتهم اليومية باستشارة الطبيب.

داء تليُّف الكبد:

يسبب التليُّف ضررًا دائمًا بالكبد، لذلك يصعب علاجه غالبًا، لكن الحالات الصحية المُسببة لهذا التلف قابلة للعلاج.

تسبب أكثر الأمراض السابق ذكرها تليف الكبد إن أُهمل علاجها، لكن تحدُّ بعض العلاجات -كتغيير الحمية الغذائية وخسارة الوزن وتقليل استهلاك الكحول- من زيادة تليُّف الكبد، ويساعد تشخيص أمراض الكبد وعلاجها فورًا على منع تليف الكبد.

الخلاصة:

يُعَد ارتفاع خمائر الكبد دليلًا على إصابة الكبد بالالتهاب أو التلف، وهي حالة قد تسببها الكثير من الأمراض.

يعتمد الأطباء على تحليل الدم لفحص مستوى خمائر الكبد، ويجرون هذه التحاليل على أي شخص تظهر عليه أعراض الأمراض المسببة لزيادة لإنزيمات الكبد.

عندما تُظهِر تحاليل المريض ارتفاعًا في إنزيمات الكبد، يبحث الأطباء عن سبب هذا الارتفاع، ويصفون العلاج المناسب فور تشخيص الحالة.

يُعَد مرض الكبد الدهني السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع خمائر الكبد، ويمكن علاجه بإنقاص الوزن أو التقليل من تناول الكحول. توجد أيضًا أسباب أخرى لالتهاب الكبد قابلة للعلاج.

إن ارتفاع خمائر الكبد مؤشر مؤقت، فقد تعود إنزيمات الكبد إلى مستوياتها الطبيعية بسرعة إذا التزم المريض بالعلاج وفقًا لإرشادات الطبيب.

اقرأ أيضًا:

فيروس كورونا يسبب التهاب الكبد!

الحمية الغذائية الملائمة لمرضى التهاب الكبد المزمن

ترجمة: علي علوش

تدقيق: وئام سليمان

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر