من الشائع وقوع الناس ضحية لأخبار الأبراج والتنجيم الزائفة، التي تزعم أن اصطفاف النجوم أو الكواكب في وضعية معينة يعني ربح اليانصيب أو تحقيق الأحلام بين عشية وضحاها. قد يتساءل الكثيرون: ماذا يعني اصطفاف النجوم والكواكب على خط واحد؟ وهل ذلك ممكن بالأساس؟

مع أن الأخبار التي تشيع إمكانية تحقق هذه الظاهرة تتصدر عناوين المجلات، فإن ذلك أمر مستحيل علميًا. من غير الشائع أيضًا مشاهدة الكواكب جميعها في الجهة ذاتها من الشمس في سماء ليلة بعينها.

ستبدو الحياة على كوكب الأرض مختلفة تمامًا لو تحققت إحدى هاتين الظاهرتين.

المدارات والميل المحوري والاصطفاف:

إن المدارات المختلفة للكواكب ضمن النظام الشمسي تجعل اصطفاف الكواكب على خط واحد أمرًا مستحيلًا، لا سيما أن يلاحظ هذه الظاهرة إنسان يعيش على كوكب الأرض.

يتناقض احتمال حدوث هذه الظاهرة مع المعلومات المعروفة التي تبين أن النظام الشمسي هو مستوى مسطح تصطف فيه مدارات الكواكب بانتظام، فالواقع يُثبت أن لكل كوكب مداره الخاص ضمن مدار الشمس، وهو خط متخيل في السماء يصف حرفيًا مسار الشمس.

ينحرف عطارد 7 درجات عن مدار الشمس، وهذا يفوق درجات انحراف سائر الكواكب، التي ينحرف كل منها ما لا يقل عن 3 درجات.

ينطبق الأمر ذاته على الأجرام الأخرى سوى الكواكب الأساسية، إذ ينحرف بلوتو 17 درجة عن مستوى النظام الشمسي، وتُظهر الكواكب القزمة درجات انحراف متغيرة يصعب تحديدها، ما يجعلها أبعد عن مسار الشمس مقارنةً بالكواكب الأساسية الثمانية.

قد تبدو هذه الأرقام بسيطة، لكنها كافية لجعل اصطفاف الكواكب على خط واحد أمرًا مستحيلًا. الحالة الوحيدة التي تصف إمكانية حدوث هذه الظاهرة، لن تحدث إلا بعد مضي 13.4 تريليون سنة، إذ قد تصطف الكواكب الثمانية على خط واحد مستقيم بحيث تظهر جميعها مباشرةً وراء الشمس، حينها سيبعد كل كوكب عن الآخر درجة واحدة فقط.

لكن النظام الشمسي عمره 4.5 مليار سنة فقط، والكون بأسره عمره لا يتجاوز 13.7 مليار سنة، ما يعني استحالة تحقق هذه الظاهرة، ويستبعد حدوثها سابقًا. وفقًا لعلم الفلك، ثبت أن الشمس ستصبح عملاقًا أحمر بعد نحو 5 مليارات سنة، ما سيؤدي إلى زوال عطارد والزهرة، وسيشكل خطرًا على الأرض.

اجتماع الكواكب في السماء:

أثبت العلم حقيقة أخرى تؤكد استحالة حدوث الظاهرة، إذ يندر اجتماع الكواكب جميعها في البقعة ذاتها من السماء. حدث اجتماع كهذا سابقًا عام 949 م، ويُتوقع أنه لن يتكرر قبل عام 2492، لكن يظل ذلك مجرد احتمال.

حتى إن اقتصر الأمر على اجتماع الكواكب المرئية: عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، فهو أمر غير شائع. حتى وإن اجتمعت الكواكب الخمسة في السماء، قد تبدو بالنسبة إلى شخص على الأرض كأنها على خط واحد، مع أن ذلك غير دقيق علميًا.

اقرأ أيضًا:

الكوكب التاسع: ما هو؟ هل هو موجود حقًا؟

بحث جديد يطرح أسبابًا لضم بلوتو إلى مجموعة الكواكب واعتبار جميع الأقمار كواكب أيضًا

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر