ما اضطراب تقلبات المزاج التخريبية؟

من الطبيعي أن يمر الطفل خلال فترة النمو بنوبات من الغضب المرتبطة بظروف معينة تستفزه، ولكن إذا زادت هذه النوبات عن حدها أو صعب السيطرة عليها أو تكررت باستمرار، عندها يجب تقييم الطفل نفسيًا لأنه قد يكون مصابًا باضطراب تقلبات المزاج التخريبية.

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية حالة نفسية تُشخَص نموذجيًا لدى الأطفال فقط، وتشمل أعراضها الأساسية الغضب وعسر المزاج والهياج الانفعالي السلوكي.

أعراض اضطراب تقلبات المزاج التخريبية

يُصنَّف اضطراب تقلبات المزاج التخريبية ضمن الاضطرابات الاكتئابية؛ لذلك يشترك مع بقيتها بوجود خلل مزاجي ملحوظ عند تقييم الحالة صحيًا.

الأعراض الأساسية لاضطراب تقلبات المزاج التخريبية التي تميزه عن بقية الاضطرابات النفسية:

  •  نوبات غضب شديدة: قد تأخذ شكل انفعالات لفظية (مثل الصراخ) أو انفعالات سلوكية (مثل العنف الجسدي تجاه الأشخاص أو الأشياء المحيطة به).
  •  نوبات غضب غير طبيعية نسبةً إلى عمر الطفل: من الشائع انفعال الأطفال الصغار بشكل مبالغ فيه أو علوّ صوت الأطفال الأكبر سنًا عندما لا تسير الأمور كما يشاؤون، لكن نوبات الغضب التي تحدث في سياق الإصابة بهذا الاضطراب غير متوقعة نسبةً إلى مستوى تطور الطفل من ناحية شدتها وعدد مرات حدوثها.
  •  نوبات هياج انفعالي تحدث ثلاث مرات أسبوعيًا أو أكثر: هذه ليست قاعدة ثابتة، فلا يُستبعَد تشخيص الاضطراب لدى الطفل في حال حدوث النوبات مرتين في الأسبوع مثلًا (لكنها تزيد عن ذلك عادةً).
  •  مزاج متهيج وغاضب بين النوبات: يلاحظ الأهل أو غيرهم من مقدمي الرعاية خللًا في اتزان مزاج الطفل معظم الوقت حتى خارج نوبات الغضب، ويشعرون أنهم يبذلون جهدًا إضافيًا لتجنب حدوث نوبة جديدة.
  •  حدوث نوبات الغضب في ظروف مختلفة: ارتباط هذه النوبات بمواقف محددة قد يعني أن الحالة ليست اضطراب تقلبات المزاج التخريبية، مثل حدوث النوبات مع أحد الوالدين فقط أو شخص محدد من مقدمي الرعاية. يجب أن تظهر الأعراض في حالتين مختلفتين على الأقل للتشخيص مثل البيت أو المدرسة أو مع الأقران.

إضافة إلى ما سبق، يتطلب التشخيص أيضًا المعايير التالية:

  •  استمرار اضطراب المزاج معظم الوقت خلال العام.
  •  عمر الطفل بين 6 و17 سنة، ولا يُشخَّص الاضطراب خارج هذا المجال.
  •  ظهور الأعراض قبل عمر 10 سنوات.

لا يُشخَّص الاضطراب إلا بعد نفي أي سبب آخر لنوبات الغضب مثل اضطراب طيف التوحد أو معاناة الطفل خللًا تطوريًا أو أن نوبات الغضب لديه ناتجة عن تعاطي مادة ما.

يُعَد اضطراب تقلبات المزاج التخريبية تشخيصًا منفصلًا، مع أن أعراضه تتشابه بعض الشيء مع أعراض اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال.

قد يؤدي اضطراب ثنائي القطب واضطراب تقلبات المزاج التخريبية إلى التهيج، لكن غضب الأطفال المصابين باضطراب تقلبات المزاج التخريبية يستمر حتى بغياب نوبات الغضب الكاملة، بينما النوبات الهوسية التي تميز اضطراب ثنائي القطب تظهر بشكل متقطع.

لذا في حال كان الطفل في مزاج سيئ دائمًا فقد يكون مصابًا باضطراب تقلبات المزاج التخريبية، أما إذا كان مزاجه غير اعتيادي فقط، فقد يرجح الطبيب تشخيص بالطفل باضطراب ثنائي القطب.

عوامل الخطورة للإصابة باضطراب تقلبات المزاج التخريبية

وجدت دراسة شملت أكثر من 3200 طفل بأعمار تتراوح بين عامين و17 عامًا أن نسبة الأطفال الذين يحققون المعيار التشخيصي لاضطراب تقلبات المزاج التخريبية يبلغ ما بين 0.8% – 3.3%، ولوحظ انتشاره بين الأطفال الأصغر سنًا أكثر من المراهقين.

ما تزال عوامل الخطورة للإصابة بهذا الاضطراب قيد الدراسة، لكن الأطفال المصابين قد يملكون عدة نقاط ضعف فيما يخص مزاجهم، إضافة إلى احتمال تعرضهم للمشاكل التالية منذ عمر مبكر:

  •  مشاكل سلوكية.
  •  مزاج متقلب.
  •  هياج.
  •  قلق.

إضافة إلى احتمال مطابقتهم للمعيار التشخيصي سابقًا لإحدى الحالات التالية:

  •  اضطراب التحدي المعارض.
  • اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
  •  الاضطراب الاكتئابي الكبير.
  •  اضطراب القلق العام.

قد تزيد خطورة الإصابة في حال إصابة أحد أفراد الأسرة باضطراب نفسي، بالإضافة إلى أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة.

قد تؤدي أعراض الاضطراب إلى مشاكل عائلية واجتماعية تؤثر على الأداء الدراسي وغيره.

تشخيص اضطراب تقلبات المزاج التخريبية

يشخَص هذا الاضطراب على يد طبيب أو مختص في علم النفس أو ممرض ممارس بعد إجراء تقييم نفسي يشمل مقابلة مقدمي الرعاية ومقابلة الطفل أو مراقبته.

علاج اضطراب تقلبات المزاج التخريبية

تشمل خطة المعالجة العلاجَ النفسي (أو التدخل السلوكي) أو العلاج الدوائي أو مزيجًا منهما، ويجب تجربة العلاجات غير الدوائية أولًا.

قد لا تكون العلاجات خاصة لهذا الاضطراب بعينه فهناك العديد من الطرق التي يشيع استخدامها للتعامل مع مشاكل الصحة النفسية لدى الأطفال.

العلاج النفسي والتدخل السلوكي: يلتقي الطفل والأهل بمعالج نفسي كل أسبوع لتحسين العلاقة بين الطرفين. قد يساعد العلاج الفردي مثل العلاج المعرفي السلوكي الأطفالَ الأكبر سنًا في تعلم التفكير والاستجابة بفاعلية أكبر في المواقف المزعجة. إضافة إلى ذلك، هناك طرق تساعد الوالدين على تعلم الاستراتيجيات الأكثر فعالية في التربية.

العلاج الدوائي: تستعمل العديد من الأدوية لعلاج المشاكل السلوكية والعاطفية لدى الأطفال، ويجب مناقشة العلاج الدوائي مع طبيب نفسي.

يجب الانتباه إلى أن أكثر العلاجات فعالية هي التي تشمل الأهل ومقدمي الرعاية الآخرين، لأن هذا الاضطراب يؤثر على طريقة تفاعل الأطفال مع العائلة والأقران والبالغين الآخرين ومن المهم مراعاة هذه العوامل في المعالجة.

كيف يؤول حال المصابين باضطراب تقلبات المزاج التخريبية؟

قد يتطور اضطراب تقلبات المزاج التخريبية في حال عدم العلاج إلى اضطرابات القلق أو اكتئاب أحادي القطب أو غير ثنائي القطب في المراهقة المتأخرة أو بعد البلوغ.

تتحسن حالة المرضى بدرجة أكبر كلما كان التدخل مبكرًا، كما هو الحال في كل الاضطرابات النفسية عند الأطفال.

اقرأ أيضًا:

كيف نتعامل مع مزاجية الأطفال في اختيار طعامهم؟

اضطراب التصرف عند الأطفال: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: أمنيه يسري محمد

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر