يُعرَف اضطراب فرط التعرق بالحالة التي تؤدي إلى التعرق المفرط، وقد يحدث التعرق في ظروف أو مواقف استثنائية، كالتعرق في أثناء طقس بارد مثلًا، أو دون أي محفزات على الإطلاق، وقد يحدث جراء حالات طبية أخرى كبلوغ سن انقطاع الطمث أو فرط نشاط الغدة الدرقية.

صحيح أن فرط التعرق غير مريح في أغلب الأحيان، لكن يوجد العديد من سبل العلاج التي قد تمنح الشعور ببعض الارتياح.

وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، فإن 4.8 % من الأمريكيين يعانون ظاهرة فرط التعرق، لكن أكثر من يعانون هذه الظاهرة لا يسعون للعلاج، ربما لعدم علمهم أنها حالة طبية قابلة للعلاج.

أنواع فرط التعرق وأسبابه

التعرق استجابة طبيعية لظروف معينة، كالطقس الدافئ والنشاط البدني والتوتر، وكذلك الشعور بالخوف أو الغضب، أما إن كنت تعاني فرط التعرق، فستتعرق غالبًا أكثر من المعتاد دون سبب واضح. ويختلف السبب الأساسي باختلاف نوع فرط التعرق الذي تعانيه:

فرط التعرّق البؤري (الأساسي)

في هذه الحالة يكثر التعرق في مناطق القدمين واليدين والوجه والرأس وتحت الإبطين، وتظهر هذه الحالة عادةً في مرحلة الطفولة، وتجدر الإشارة إلى أن نحو 30-50 % ممن يعانون هذا النوع من فرط التعرق سجلوا وجود حالات مماثلة في تاريخ عائلاتهم الصحي.

فرط التعرق المعمم (الثانوي)

ينجم عادةً إما عن حالة طبية أو أثرًا جانبيًا لاستخدام بعض الأدوية، ويظهر هذا النوع عمومًا في مرحلة البلوغ، وقد يسبب لك تعرقًا في جميع أنحاء جسمك أو في منطقة محددة، وقد تتعرق أيضًا في أثناء نومك.

اضطراب فرط التعرق (التعرق المفرط): الأسباب والعلاج - الحالة التي تؤدي إلى التعرق المفرط - النشاط البدني والتوتر - اضطرابات الغدد الكظرية

من أبرز الحالات المرضية التي قد تسبب هذا النوع من التعرق المفرط:

  •  مرض القلب.
  •  السرطان.
  •  اضطرابات الغدد الكظرية.
  •  السكتة الدماغية.
  •  فرط نشاط الغدة الدرقية.
  •  بلوغ سن انقطاع الطمث.
  •  إصابات النخاع الشوكي.
  •  أمراض الرئة.
  •  داء باركنسون.
  •  الأمراض المُعدية، كالسل وفيروس نقص المناعة البشرية.

أيضًا قد تسبب عدة أنواع من الأدوية الموصوفة أو التي لا تتطلب وصفةً طبية فرط التعرق. ومع أن التعرق يُعَد أثرًا جانبيًا نادرًا، فإنه يعد أثرًا جانبيًا شائعًا لبعض مضادات الاكتئاب خصوصًا، ومنها:

  •  ديسيبرامين (نوربرامين).
  •  نورتريبتيلين (باميلور).
  •  بروتريبتيلين.

كذلك قد يعاني الأشخاص الذين يتعاطون بيلوكاربين لجفاف الفم أو الزنك مكملًا غذائيًا التعرق المفرط.

أعراض فرط التعرق

تشمل أعراض فرط التعرق ما يلي:

  •  ظهور التعرق المفرط فترةً تزيد على ستة أشهر دون سبب واضح.
  •  أن يحدث التعرق في جانبيّ الجسم كليهما.
  •  ألا يقل حدوث التعرق المفرط عن مرة واحدة أسبوعيًا.
  •  تعارُض التعرق مع نشاطك اليومي (كالعمل أو علاقاتك مع الآخرين).
  • ظهور حالات التعرق المفرط قبل سن 25 عامًا.
  •  عدم التعرق في أثناء النوم.
  •  تاريخ عائلي من التعرق المفرط.

يمكن استخدام هذه العوامل مؤشرًا للدلالة على فرط التعرق البؤري الأساسي، لكن هذا لا يغني عن ضرورة مراجعة الطبيب المختص للحصول على تشخيص دقيق.

أما في حالة التعرق المنتشر أو المفرط في مكان محدد من الجسم، فالأرجح أنك تعاني فرط التعرق المعمم (الثانوي)، ومن الضروري في هذه الحالة مراجعة الطبيب لمعرفة المسبب الرئيسي لذلك.

ولأن بعض الأعراض الأخرى التي قد تصاحب ظاهرة التعرق المفرط قد تكون خطيرة، تجب استشارة الطبيب بشأن ظهور أي أعراض أخرى غير عادية مع فرط التعرق.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

لأن فرط التعرق قد يكون مؤشرًا لوجود حالة مرضية أخرى خطيرة، يُنصح بالاتصال بالطبيب فور ملاحظة أي من الأعراض التالية (مع فرط التعرق):

  •  فقدان الوزن.
  •  التعرق أساسًا في أثناء النوم.
  •  حمى وألم بالصدر وضيق في التنفس وتسارع ضربات القلب.
  •  الشعور بضغط أو انقباض في الصدر.
  •  التعرق المطول غير المبرر.

كيف يُشخَّص هذا المرض؟

بدايةً، سيطرح عليك طبيبك بعض الأسئلة حول ظاهرة التعرق التي تمر بها، كوقت حدوثها ومكان انتشارها. ويجري الطبيب بعض التحاليل كفحص الدم والبول للتعرف على حالتك بوضوح.

سيلجأ الطبيب غالبًا إلى التعرف على التاريخ الطبي للعائلة، والاستناد إلى نتائج الفحص البدني لتشخيص حالة فرط التعرق، وليست هذه هي الطريقة الوحيدة، إذ توجد الكثير من الفحوص والاختبارات الأخرى التي تساعد على التشخيص أيضًا، لكنها أقل شيوعًا.

في إحدى طرق اختبار فرط التعرق، توضَع قطرات من اليود (المُستخدم عادةً في الكشف عن النشا) على المنطقة المتعرقة، ثم يُرَش النشا فوق هذه المنطقة بعد أن يجف اليود أولًا، إذا تغير لون النشا إلى اللون الأزرق الداكن، فأنت تعاني التعرق الزائد.

أما اختبار الورق فيكون بوضع نوع خاص من الورق على المنطقة المتعرقة، ثم وزن هذه الورقة بعد أن تمتص عرقك، ويدل ثقل وزن الورقة على التعرق المفرط.

قد يوصي الطبيب بفحص التنظيم الحراري، وفيه يُستخدم -على غرار اختبار النشا واليود المذكور سابقًا- مسحوق خاص قادر على كشف الرطوبة، إذ يتغير لون هذا المسحوق في المناطق التي تعاني تعرقًا مفرطًا.

قد يكون جلوسك في الساونا أو غرفة التعرق وسيلةً جيدة للكشف عن فرط التعرق، ففي حال كنت ممن يعانون هذه الحالة، فمن المحتمل أن تتعرق راحتا يديك أكثر من المتوقع في أثناء تواجدك هناك.

الخيارات المتاحة لعلاج فرط التعرق

طرق علاج التعرق المفرط عديدة، نذكر منها:

مضادات التعرق المتخصصة

قد يصف لك طبيبك مضادًا للتعرق يحتوي على كلوريد الألومنيوم، هذا النوع من المضادات أقوى من سائر الأدوية التي لا تتطلب عادةً وصفة طبية، ويُستخدم غالبًا لعلاج حالات فرط التعرق الخفيفة.

الإرحال الأيوني

تستخدم هذه العملية جهازًا يرسل تيارات كهربية خفيفة في أثناء غمرك بالماء، تُوجَّه التيارات غالبًا نحو يديك أو قدميك أو إبطيك لسد الغدد العرقية مؤقتًا.

الأدوية المضادة للكولين

قد تخفف للأدوية المضادة للكولين من التعرق العام، إذ تمنع هذه الأدوية مثل غليكوبيرولات (روبينول) عمل الأسيتيل كولين، وهو مادة كيميائية ينتجها الجسم تساعد على تحفيز الغدد العرقية.

لكن مفعول هذه الأدوية يستغرق نحو أسبوعين ليظهر، إلى جانب الآثار الجانبية التي قد تسببها مثل الإمساك والدوخة.

البوتوكس (توكسين البوتولينوم)

يمكن استخدام حقن البوتوكس وسيلةً علاجية لفرط التعرق الحاد، إذ يسد البوتوكس الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية. لا بد من الحقن عدة مرات في البداية حتى تظهر النتيجة.

الجراحة

تُستخدم الجراحة أيضًا علاجًا لفرط التعرق الموضعي، فإذا كنت تعاني فرط التعرق في منطقة تحت الإبط فقط، فقد تكون الجراحة وسيلةً فعالة للعلاج، من طريق إزالة الغدد العرقية في تلك المنطقة. وفي خيار آخر، يمكن استئصال العصب الودي الصدري باستخدام تنظير داخلي، وتشمل هذه الطريقة قطع الأعصاب المسؤولة عن توصيل الرسائل إلى غددك العرقية.

العلاجات المنزلية

يمكنك أيضًا محاولة تقليل التعرق من طريق:

  •  استخدام مضادات التعرق التي لا تتطلب وصفة طبية على المناطق كثيرة التعرق.
  •  الاستحمام يوميًا للتخلص من البكتيريا.
  •  ارتداء الأحذية والجوارب المصنوعة من مواد طبيعية.
  •  السماح لقدميك بالتنفس بين الحين والآخر.
  •  تغيير جواربك بانتظام.

ماذا عن التوقعات؟

تذكر أن فرط التعرق البؤري (الأساسي) حالة قابلة للعلاج، وبوسع طبيبك أن يساعدك على وضع خطة علاجية تمكنك من التحكم في الأعراض تحكمًا أفضل.

إذا كانت ظاهرة التعرق المفرط ناجمة عن حالة مرضية أو ظرف معين، فمن المتوقع زوال هذا التعرق مع معالجة الحالة المسببة له، إذ تعتمد علاجات فرط التعرق المعمم (الثانوي) على الحالة الأساسية المؤدية إلى التعرق، لذلك ننصحك بأن تراجع طبيبك إذا كنت تعتقد أن ما يصيبك من تعرق هو من الآثار الجانبية لدواء معين، غالبًا سيستبدل الطبيب هذا الدواء أو يخفف لك الجرعة.

اقرأ أيضًا:

التهاب الغدد العرقية القيحي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ليس للأطفال حديثي الولادة دموع أو عرق فما السبب؟

ترجمة: سارة ياسين

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر