يعتبر اعتلال عضلة القلب المقيد من أندر أنواع اعتلال عضلة القلب، وهو حالة يكون فيها البطينان متصلّبين بشكل غير طبيعي، فاقدين للمرونة اللازمة لإعادة ملء القلب بالدم. يُضخّ الدم بواسطة انقباض البطينين طبيعيًا، أما انبساط القلب لإعادة ملئه بالدم فيكون غير طبيعي، وبمرور الوقت يفقد القلب قابليته على ضخ الدم ما يؤدي إلى فشل القلب.

أعراض اعتلال عضلة القلب المقيد

أغلب مرضى هذه الحالة لا تتطور لديهم الأعراض، أو تكون لديهم أعراض بسيطة فقط. أما القسم الآخر من المرضى فإنهم يطورون أعراضًا تزداد سوءًا مع تراجع عمل القلب. يمكن أن تظهر الأعراض لدى كل الأعمار وتشمل:

  •  ضيق التنفس: في البداية يحدث بالتمارين الرياضية فقط، لكن بمرور الوقت يحدث حتى عند الراحة).
  •  الإعياء (شعور غالب بالتعب).
  •  عدم القدرة على أداء التمارين الرياضية.
  •  تورم الساقين والقدمين.
  •  زيادة الوزن.
  •  غثيان، الشعور بالانتفاخ، وضعف الشهية بسبب احتباس السوائل.
  •  الخفقان: ارتعاش في الصدر بسبب عدم انتظام إيقاع القلب.

أعراض أقل شيوعًا:

  •  الإغماء بسبب عدم انتظام إيقاع القلب، استجابات غير طبيعية للأوعية الدموية أثناء التمارين الرياضية، أو لأسباب غير معروفة حتى الآن.
  •  ألم في الصدر والشعور بالضغط في تلك المنطقة عادةً يحدث أثناء التمارين أو عند القيام بأي نشاط بدني، لكن يمكن أن يحدث أثناء الراحة أو بعد الوجبات.

أسباب اعتلال عضلة القلب المقيد

اعتلال عضلة القلب المقيد هو مرض غير موروث وغالبًا ما يكون سببه غير معروف، إلا أنه توجد بعض الأسباب المعروفة مثل:

  •  تراكم النسيج الندبي، وغالبًا ما يحدث لأسباب مجهولة.
  •  تراكم بروتينات غير طبيعية (الداء النشواني amyloidosis) في عضلة القلب.
  •  العلاج الكيميائي أو تعرّض الصدر للإشعاع.
  •  تراكم الحديد في القلب: داء ترسب الأصبغة الدموية hemochromatosis.
  •  أمراض جهازية أخرى (ساركويد sarcoidosis).

اعتلال عضلة القلب المقيد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التشخيص

يكون حجم قلب مرضى اعتلال عضلة القلب طبيعيًا. في بعض الحالات، يحدث خطأ في تشخيص اعتلال عضلة القلب المقيد على أنه التهاب شغاف القلب المُضيق Constrictive pericarditis، وهي حالة يكون فيها شغاف القلب (الغشاء المحيط بالقلب) متكلّسًا ومتصلّبًا، هذا ما يمنع عضلة القلب من التوسع أثناء ملء القلب بالدم ما يؤثر على وظيفة القلب.

لكي يُشخّص اعتلال عضلة القلب المقيد بشكل صحيح تُجرى عدة تحاليل واختبارات حتى لا يحصل التباس مع أعراض التهاب شغاف القلب المُضيق. يُشخص اعتلال عضلة القلب المقيد على أساس التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني والاختبارات التشخيصية.

تشمل المتابعة التشخيصية: تخطيط كهربية القلب ECG، تصوير الصدر بالأشعة السينية، تخطيط صدى القلب echocardiogram، اختبار الإجهاد بالتمرين، قسطرة القلب، التصوير المقطعي CT scan، التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، دراسات النوكليد المُشِعّ radionuclide studies. وقد تؤخذ أحيانًا خزعة من عضلة القلب لتحديد سبب الاعتلال، إذ تُأخذ عينة من الأنسجة الصغيرة للقلب وتُفحص تحت المجهر لتحديد سبب الأعراض.

علاج اعتلال عضلة القلب المقيد

علاج هذه الحالة ليس بالأمر السهل، ويعتمد بشكل أساسي على المُسبب الرئيسي لهذه الحالة، بالإضافة إلى الأدوية، ينصح الأطباء بتغيير أسلوب الحياة لعلاج الفشل القلبي.

وتشمل تغيّرات أسلوب الحياة التي يوصي بها الأطباء الآتي:

  1.  الحمية الغذائية: بعد ظهور أعراض معينة مثل ضيق التنفس فإنه يفترض على المريض تقليل استهلاك الملح (الصوديوم) إلى حوالي 2000-3000 مليغرام في اليوم. حتى بعد الشعور بأن الأعراض قد زالت فأنه يجب الالتزام بهذه الحمية.
  2.  التمارين الرياضية: على الرغم من أن التمارين مهمة لصحة القلب والأوعية الدموية، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من ضيق التنفس والتعب الشديد، حتى مع أقل جهد مبذول. لذلك ينصح الخبراء بأداء التمارين عندما يكون الشخص في أقصى طاقته خلال اليوم، فيجب بدء التمارين ببطء ومن ثم زيادة قوتها تدريجيًا. كما أنه لا يُنصح برفع أثقال كبيرة.

الأدوية:

الكثير من مرضى الفشل القلبي يأخذون أنواعًا معينة من الأدوية لتحسين حالتهم ومن تلك الأدوية: حاصرات بيتا، ومُثبطات الإنزيم المُحول للأنجيوتينسين ACE inhibitors. أما في حالة ظهور الأعراض يمكن إضافة أدوية أخرى مثل: الدايجوكسين، المُدررات ومُثبطات الألدوستيرون. أما إذا كان المريض يعاني من اضطراب نظم دقات القلب، فتوصف أدوية للتقليل من هذه الحالة وإعادة السيطرة على دقات القلب.

الخيارات الجراحية

في بعض الحالات المتقدمة من المرض، تؤخذ عملية زرع القلب بنظر الاعتبار.

اقرأ أيضًا:

المتلازمة القلبية الكلوية: الأسباب والاعراض والتشخيص العلاج

ما هو الإحصار القلبي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة :غند ضرغام

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر