اكتساب اللغة في سن الطفولة

ربّما ليس هنالك إنجاز في السّنوات الأولى من حياتنا أكثر إدهاشًا من إكتساب وتطوير اللغة. فمع بلوغ سنّ الثّالثة، سيتعلّم الطّفل قرابة الـ 3000 كلمة، بالإضافة إلى القواعد المعقّدة للغتِهِ الأمّ.

بحسب عالم اللّغويّات الشّهير نوعام تشومسكي، كلّ طفل يولد إلى العالم مع نزعة بيولوجيّة تؤهّله لتعلّم اللغة – أيّ لغة. في الواقع، الأطفال يمتلكون قدرة أطلق عليها تشومسكي إسم “القواعد الشّاملة – Universal Grammar” – وهي فهمٌ أساسيّ للأصول المشتركة لتركيبة جميع اللّغات ونُظُمِها. الأطفال مزوّدون غريزيًّا ليس فقط بالأدوات اللّازمة لفهم اللّغة، ولكن أيضًا لإستخلاص القواعد النّحويّة ممّا يسمعون (Chomsky 1965). المهمّة المركزيّة في عمليّة إكتساب وتطوير اللّغة تتركّز في تعلّم مجموعة من القواعد النّحويّة التي تؤهّل الطّفل لصياغة وإنتاج عدد غير محدّد من الجمل من عدد محدود من الكلمات.

الأمر المذهل هو أنّ الأطفال، بعد لحظة الولادة مباشرة، بإستطاعتهم تمييز جميع لغات العالم سماعيًّا، بغضّ النّظر عن اللّغة التي يتعرّضون لها في البيت (Werker & Desjardins, 1995; Yoshida & Kiritani, 2006). ولكنّهم للأسف يفقدون هذه القدرة الفريدة مع تمام الشّهر العاشر من عمرهم (Burns & others, 2007; Kuhl & others, 1992). بعد الشّهر العاشر، بإستطاعتهم فقط أن يميّزوا الأصوات الخاصّة باللّغة\اللغات التي تعرّضوا لها في البيت. ولذلك بإمكاننا أن نستنتج أنّه في خلال السّنة الأولى من حياتِهِ، يبدأ الطّفل بتعلّم وتذويت المبنى والهيكل الصّوتي للغتِهِ الأمّ.


المصدر:
Hockenbury, Don H., and Sandra E. Hockenbury. Psychology. New York: Worth, 2008