إن الكتب العلمية التي تتناول الأحياء القادرة على استقلاب الميثان في مساراتها الأيضية؛ قد تحتاج إلى إعادة كتابة إثر تصريح مجموعة من الباحثين في جامعة كوينزلاند ««University of Queensland والذين قاموا باكتشاف نوعين جديدين من الأحياء المجهرية التي تستهلك الميثان.

وقد قالت نائبة عميد مركز الأبحاث البيئية الوراثية الأسترالي في جامعة كوينزلاند«UQ’s Australian Center for Ecogenomics» في كلية الكيمياء وعلوم الحياة الجزيئي البروفيسورة جين تايسون «Gene Tyson» إن هذه الكائنات تلعب دورًا لا نعلمه بعد في توليد واستهلاك غازات الاحتباس الحراري.

قالت البروفيسورة تايسون: «لقد حصلنا على العينات من المياه الجوفية المأخوذة من عروق الفحم على عمق 600 متر تحت سطح الأرض، في الحوض الجويولجي لمدينة سورات Surat في ولاية كوينزلاند، وأعدنا هيكلة مورثات الأحياء المجهرية القادرة على استخدام الميثان في مساراتها الأيضية، وبصورة تقليدية فإن هذه الكائنات تنتمي إلى مجموعة محدّدة من الأحياء المجهرية والتي تدعى ««Euryarchaeota -مرتبة تصنيفية تدعى مملكة تنتمي الى نطاق البدائيات شبيهة البكتريا ويعرف أفراد هذه المجموعة باحتمالهم الظروف المعيشية المتطرفة كالملوحة العالية ودرجات الحرارة المرتفعة- ومن المحتمل أيضًا أن تكون هذا الكائنات المميزة منحدرة تطوريًا من أحياء مجهرية متواجدة في الطبيعة بشكل واسع، كما في أعماق المحيطات ورواسب المياه العذبة وتسمى شعبة «Bathyarcheaota» والتي يختلف العلماء في رتبتها التصنيفية».

وأضافت: «لكي نفهم الموضوع؛ فإن هذا الاكتشاف مثل اكتشاف دببة الباندا بعد أن كانت معرفتنا تنحصر في الدببة البنية والسوداء. بالطبع هناك بعض الخصائص المشتركة بينهم ولكن من ناحية أخرى هناك اختلافات أساسية. وهذا ما يجعلنا نتساءل كم من الدببة الموجودة في الطبيعة لم نكتشفها بعد، والتي لم يتعرّف عليها العلم حتى الآن؟ إن أهمية هذا البحث تكمن في توسيع نطاق معرفتنا حول التنوّع الحيوي في الأرض، وتقترح بأننا نفوت معرفة بعض الكائنات المشمولة في دورة الكربون والميثان في الطبيعة».

إن اكتشاف هذه الكائنات المميزة قد تمّ باستخدام تقنية كشف سلاسل الحمض النووي واسعة النطاق، وتجميع هذه السلاسل على شكل جينات (موروثات) باستخدام معدات حاسوبية متقدمة، والتي تمّ تطوير العديد منها في مركز الأبحاث الجينية البيئية الأسترالي.


 

المصدرك