اكتشاف نوع جديد من التيرانوصور يشرح أصل التيرانوصورس ركس – تي ركس – اكتشف العلماء نوعًا جديدًا من التيرانوصور الصغير، عاش منذ حوالي 95 مليون سنة فيما يُعرف الآن باسم «يوتا». وقد ساعد هذا الاكتشاف في سد فجوة محبَطة في سجل الحفريات في وقتٍ حرج؛ عندما تطورت التيرانوصورات من صيادين صغار وسريعين إلى مفترسات ساحقة العظام تهيمن على قمة الهرم الغذائي التي نعرفها جيدًا.

وقد أُطلق على الديناصور الجديد اسم Moros intrepidus؛ والتي تعني «نذير الموت». تعرّف العلماء على هذا المخلوق فقط من خلال عظم الساق وبعض الأسنان المختلفة، فكان يزن أقل من 200 رطل بالنسبة لبالغ. كان مفترسًا متخصصًا، يقول العلماء إنه كان سريعًا أيضًا بما فيه الكفاية لجلب الفريسة بسهولة مع تجنب آكلات اللحوم الأخرى.

نُشر هذا الاكتشاف في Nature Communications Biology.

التيرانوصورس ركس أو تي ركس – أصغر طاغية:

كان التيرانوصورس ركس أحد أكثر المخلوقات رعبًا على الإطلاق. كما نعلم، عدد قليل من الحيوانات المفترسة الكبيرة قد وطأت على الأرض، لكن التيرانوصورات -وهي مجموعة تشمل تي ريكس وعشرات من السلالات والأجداد- لم تكن دائمًا مذهلة.

جابت التيرانوصورات الكوكب لأكثر من 100 مليون سنة. ولفترة طويلة من ذلك الوقت، كانت الحيوانات المفترسة ذات الساقين تُمثل -نوعًا ما- عناصر أساسية في النظم الإيكولوجية للأرض. كان النوع الأول من هذه السلالة عندما يقف يكون أقصر من الإنسان، كانت خطواته رشيقة وسريعة، واعتمد على دماغه وحاسّته القوية لمطاردة الفريسة.

في هذه الأثناء -وفي نفس الفترة خلال العصر الجوراسي- نما نوع آخر من الديناصورات (الألوصور) الذي بدا مثل تي ركس (T. rex) مقارنةً بـ untrained eye. كان كبيرًا كحافلة مدرسية، أو كعملاق مطارد، أو ربما كوسوروبود طويل العنق، إنه ديناصور نباتي عملاق!

لكنه ومع كل هذا، كان هناك تغيير كبير قادم؛ فقد هزت فترة من الانفجارات البركانية الشديدة نهاية العصر الجوراسي قبل 145 مليون سنة، وبدأت الألوصورات والديناصورات الكبيرة الأخرى في الموت.

ثم خلال فترة قصيرة نسبيًا، تطورت التيرانوصورات في أمريكا الشمالية إلى الوحوش التي نتخيلها الآن. وبحلول الوقت الذي قتل فيه كويكب ما الديناصورات التي لا تطير قبل 66 مليون سنة، كان وزن الـ تي ركس البالغ حوالي تسعة أطنان، في حين امتدت ضخامته لتصل إلى 40 قدمًا من الخطم إلى الذيل.

كيف حدث هذا؟! إنها أحد أكبر الأسئلة التي لم يجد خبراء الديناصورات إجابةً عنها.

لهذا السبب، قضت «ليندزي زانو»، عالمة الحفريات في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، وفريقها أكثر من عشر سنوات في البحث عن صخور أمريكا الشمالية بحثًا عن حفريات من هذا العصر.

على وجه الخصوص، سبر الفريق صحارى يوتا بالقرب من تشكيل صخري ضخم يبلغ طوله 1000 قدم، يسميه الفريق منحدرات الجنون. نشأ الاسم من إدراك أنه في يوم ما كان عليهم تسلق هذه المنحدرات بحثًا عن الحفريات.

صرحت زانو بأن لدينا هذه البيانات الصحراوية عن هذه التيرانوصورس صغيرة الحجم التي عاشت في أمريكا الشمالية خلال العصر الجوراسي، والظهور المفاجئ لهذه الأجسام الضخمة (التيرانوصورس ساحقة العظام) التي عاشت هنا في أواخر العصر الطباشيري، ولكن ليس لدينا سجل لكيفية إجراء هذا التحول».

لدى العلماء بالفعل بعض الأفكار حول ما قد حدث. لكن هناك أدلة حفرية قليلة لتأكيد أو دحض نظرياتهم. قد يكون ذلك في وسط الانقراض الجماعي الصغير؛ فقد هاجرت الديناصورات والحيوانات الأخرى عبر جسر بري من آسيا إلى أمريكا الشمالية، كما فعل أسلافنا في النهاية. ربما كان التيرانوصورات القديمة الصغيرة تتبع ببساطة فرائسها من سلالة التريسيراتوبس (ثلاثي القرون) والتي كانت أصغر بكثير في ذلك الوقت.
تقول زانو: «إننا نعلم أن هناك تحولًا بيئيًا حدث في هذا الوقت الذي اختفت فيه الكثير من الديناصورات التي كانت تعيش في أمريكا الشمالية وانقرضت، وظهرت الكثير من الحيوانات الأخرى فجأًة وكانت شبيهة جدًا للموجودة بآسيا.

لقد استقرت في أمريكا الشمالية من ثم واصلت التطور إلى هذه الأنواع الشهيرة التي نعرفها ونحبها مثل التيرانوصور ريكس وترايسيراتوبس».
انتبه الفجوة!

إحدى الفجوات الرئيسية في فك رموز ما حدث كانت فجوة بعمر 70 مليون سنة في حفريات التيرانوصور في أمريكا الشمالية، خلال الوقت الذي كان يحدث فيه هذا التطور. إن التيرانوصور الصغير الجديد الموروس (Moros) يضيق هذه الفجوة بمقدار 15 مليون سنة. ويشير تحليل الفريق للحيوان الجديد وسلالته إلى أن التيرانوصورات تطورت إلى عمالقة فيما لا يزيد عن 16 مليون سنة، على الرغم من أنه كان يمكن أن يحدث هذا بشكل أسرع.

على هذا السياق أكملت زانو: «لقد كان التيرانوصورات انتهازية في صعودها إلى السلطة؛ يخبرنا موروس أن سلالة التيرانوصورس ركس – تي ركس انتقلت إلى هنا من آسيا وظلت صغيرة حتى تمكنت من السيطرة على النظم الإيكولوجية». ومع ذلك، هذا لا يجيب عن السؤال عن سبب حدوث هذا التغير بالضبط. تقول زانو: «إن العثور على هذه الإجابة جزء من مشروع استمر عقدًا من الزمن لا يزال قيد التنفيذ».

اقرأ أيضًا:

سر عضة التيرانوصور تي ركس الأقوى في تاريخ الكائنات الحية
العصر الجوراسي ( الديناصورات العملاقة – اول ظهور للطيور – الانقراض الصغير )
هل يمكننا إحياء ديناصور كما حدث في فيلم الحديقة الجوراسية؟

المصدر

ترجمة ماريانا عادل