لعلك تساءلت من قبل عن السبب الذي يجعل الطبيب يشدد على تناول دواء معين قبل الأكل أو بعده، أو ينصح بتناول أطعمه محددة مع الدواء أو تجنب أطعمة أخرى.

فيما يلي الأسباب الرئيسية لتناول بعض أنواع الأدوية مع الطعام أو بعده:

تقليل الآثار الجانبية:

يُنصح بتناول بعض أنواع الأدوية بعد الطعام للتقليل من آثارها الجانبية المتمثلة في الغثيان والتقيؤ، مثل ألوبيورينول وبروموكريبتين.

يوصى بتناول إيبوبروفين -مسكن ألم ومضاد التهاب- وميتفورمين -يستخدم في علاج السكري من النمط الثاني- مع الطعام لتقليل الغثيان وحماية المعدة.

تجنب اضطرابات المعدة:

تتضمن اضطرابات المعدة عسر الهضم والتهاب المعدة أو القرحة. قد تؤدي بعض الأدوية إلى تهيج المعدة، في حين يقلل تناولها مع الطعام من هذا التأثير، مثل:

  •  الأسبرين.
  •  مضادات الالتهاب اللاستيرويدية -مسكنات الألم-، مثل ديكلوفيناك وإيبوبروفين.
  •  الستيرويدات، مثل بريدنيزولون وديكساميثازون.

في حالات أخرى، قد تقلل إفرازات المعدة من فعالية الدواء. مثلًا، يُفضل تناول المضاد الحيوي فينوكسيميتيل بنسلين على معدة فارغة، لأنه قد يتخرب بفعل بعض الإنزيمات الهاضمة.

علاج حالات مثل الحموضة أو الارتجاع أو عسر الهضم:

عادةً، تحدث الحموضة بعد تناول الطعام، وتُعالج باستخدام بعض الأدوية التي تمنع الارتجاع الحمضي وعسر الهضم، وتكون بعض أنواع هذه الأدوية أكثر فعالية إذا استُخدمت مع الطعام أو بعده مباشرةً.

ضمان فعالية الدواء:

يجب استخدام المستحضرات الصيدلانية مثل غسول الفم وشراب نيستاتين وميكونازول لمرض القلاع الفموي أو تقرحات الفم بعد الطعام. لأن تناول الطعام بعد استخدام هذه المستحضرات يؤدي إلى «غسل» الدواء، ما يقلل فعاليته.

ضمان امتصاص الدواء إلى مجرى الدم:

تتطلب بعض الأدوية وجود طعام في المعدة لتحسين امتصاصها في الجسم، مثل ريتونافير؛ دواء يؤخذ لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.

يجب تناول دواء إيتراكونازول -المستخدم لعلاج الفطور- مع الطعام، ويُفضل تناوله مع المشروبات الغازية لأنها تزيد من حموضة المعدة ما يزيد فعاليته، إذ يتطلب امتصاصه وسطًا حمضيًا.

أحيانًا، قد يؤدي الطعام دور حاجز فيزيائي يغطي سطح الأمعاء ويمنع امتصاص أدوية معينة إلى مجرى الدم.

لتناول الطعام بطريقة صحية:

يجب على مرضى السكري تناول خافضات السكر الفموية مع الطعام، للحفاظ على مستويات السكر طبيعية في الدم.

أيضًا، يجب تناول أدوية السكري، مثل جليكلازيد أو جليمبيريد ‘من عائلة السلفونيل يوريا- مع الطعام لتقليل مخاطر انخفاض سكر الدم.

يجب تناول المكملات الإنزيمية -التي يتناولها الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس المزمن- مع الطعام، لمساعدة الجسم على هضم الوجبة.

امتصاص الأدوية من الأمعاء:

يؤدي تناول الطعام إلى حدوث تغيرات فيزيولوجية متعددة، مثل زيادة السريان الدموي في القناة الهضمية، وإطلاق الصفراء، وتغير درجة الحموضة وحركية الأمعاء. تؤثر هذه التغيرات في امتصاص الأدوية عبر الأمعاء إلى مجرى الدم، ما يؤثر في كيفية استجابة الجسم للدواء.

قد تتداخل بعض مكونات الطعام، مثل الكالسيوم أو الحديد مع أدوية معينة وتقلل امتصاصها. مثلًا، يجب تناول ريزدرونات وأليندرونات -أدوية تُستخدم لعلاج هشاشة العظام- على معدة فارغة مع الماء فقط.

هل حجم الوجبة مهم؟

لم يُدرس تأثير حجم الوجبة في فعالية الدواء على نطاق واسع نسبيًا. أحيانًا، قد تكون الوجبة الخفيفة كافية إن كنت تريد تناول الدواء مع الطعام ولم يحن وقت الوجبة الرئيسية بعد. لكن بالنسبة إلى بعض الأدوية فإن حجم الوجبة مهم. مثلًا، يجب تناول أورليستات -لإنقاص الوزن- بعد الوجبات الرئيسية، إذ يعمل على امتصاص الدهون من الطعام.

أيضًا، قد تؤثر مكونات الوجبة ومحتواها من الألياف أو البروتين أو الدهون في امتصاص بعض الأدوية.

تؤثر بعض المشروبات، مثل الشاي والقهوة والحليب وعصير الفاكهة في طريقة عمل بعض الأدوية، إذ يجب تجنب منتجات الألبان في غضون ساعتين من تناول المضادات الحيوية، مثل سيبروفلوكساسين أو نورفلوكساسين.

ويجب تجنب الجريب فروت عند تناول بعض أنواع الأدوية لأنه يتداخل مع استقلابها ويؤدي إلى حدوث مضاعفات وآثار جانبية.

اتباع التعليمات على ملصقات الأدوية:

تحقق من وجود أي تعليمات مرفقة مع الأدوية تتعلق بتناولها مع الأطعمة أو المشروبات. ما لم يُذكر خلاف ذلك، تؤخذ الأقراص أو الكبسولات مع الماء.

إذا ذُكر تناول الدواء مع الطعام أو بعده، فهذا يعني أنه يجب تناول الدواء في أثناء الوجبة أو في غضون نصف ساعة بعد تناول الطعام.

إذا طُلب أخذ الدواء على معدة خاوية، فيجب تناول الدواء قبل الطعام بساعة على الأقل، أو الانتظار ساعتين على الأقل بعد الطعام لتناول الدواء.

من المهم تناول الأدوية في الوقت ذاته يوميًا، والالتزام بالتعليمات المتعلقة بتناوله مع الأطعمة أو المشروبات.

إذا لم يؤخذ الدواء بالطريقة الموصى بها فقد يفقد فعاليته أو قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية. توقيت الوجبة وحجمها، ونوع الأطعمة والمشروبات المتناولة، كل ذلك له تأثير في استجابة الجسم للدواء.

اقرأ أيضًا:

يبدو أننا نتناول حبوب الدواء بشكل خاطئ، فكيف يجب أن نتناولها؟

يبدو أننا نتناول حبوب الدواء بشكل خاطئ، فكيف يجب أن نتناولها؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصادر: 1 2