يعمل العصب الإضافي على توفير وظائف حركية لعضلتين أساسيتين في الرقبة والكتف، العضلة القصية الترقوية الحلمية والعضلة شبه المنحرفة، إضافةً إلى الحنجرة، وغيرها من الهياكل الموجودة في الحلق.

يُعد العصب الإضافي العصب القحفي الحادي عشر من أصل 12 وغالبًا ما يشار إليه باسم العصب الإضافي XI.

في حين أن التصنيف الرسمي للعصب الإضافي هو عصب قحفي، إلا أنه لديه جزأين. جزء ينشأ في الدماغ والآخر في العمود الفقري. لهذا السبب، غالبًا ما يُسمى بالعصب الإضافي.

تنشأ جميع أعصاب الجسم إما من الدماغ أو الحبل الشوكي. تبدأ بما يسمى بجذر العصب. قد تتجمع الألياف من جذور الأعصاب المتعددة مشكلة عصبًا واحدًا.

تسلك هذه الألياف المسار الخارجي باتجاه الهياكل التي تزودها بالوظيفة العصبية، والتي يطلق عليها مسمى الإمداد العصبي. خلال ذلك تعمل معظم الأعصاب على إرسال فروع متعددة، تعمل على تزويد العضلات والجلد والأنسجة الأخرى في جميع أنحاء الجسم بالإمداد العصبي اللازم.

في الواقع كل عصب هو عبارة عن زوج متناظر تقريبًا من الأعصاب التي يقع كل منها على أحد جانبي العمود الفقري الخاص بك. لكن يشار إليها عادة على أنها عصب واحد ما لم يكن هناك أهمية للتفريق بين اليسار واليمين في حال معالجة إصابة معينة مثلًا.

نظرًا للمنشأ المعقد للعصب الإضافي، وُصف بشكل عام بأن له جزأين:

  •  جزء شوكي.
  •  جزء قحفي.

الهيكل والموقع

يتألف الجزء الشوكي للعصب الإضافي من جذور فقرات العنق السادسة والسابعة، الموجودة في عنقك. بمجرد تشكل العصب، فإنه يمتد إلى التجويف القحفي من خلال فتحة تسمى الثقبة العظمى، وهي فتحة كبيرة بالقرب من الجزء الخلفي من الجمجمة.

بعد ذلك يمتد العصب عبر منطقة تسمى حفرة القحف الخلفية الواقعة في الجزء الخلفي من الجمجمة للوصول إلى فتحة صغيرة جانبية تسمى الثقبة الوداجية.

ينشأ الجزء القحفي في الدماغ من النخاع المستطيل، وهو الجزء «الجذعي» من جذع الدماغ الذي يصل بين الدماغ والعمود الفقري. ثم يلتقي مع الجزء الشوكي ، ويخرجان معًا من الجمجمة من الثقبة الوداجية.

لن يبقى الجزآن مرتبطين معًا لفترة طويلة، فإنهما ينفصلان مرة أخرى قبل مغادرتهما الثقبة الوداجية.

بعد ذلك، يرتبط الجزء القحفي بالعصب المبهم ويتبعه على طول مساره في الحلق، ويشار إليه غالبًا باسم الفرع الداخلي للعصب الإضافي. عندما يرسل فروعًا، يفعل ذلك من خلال العصب المبهم، لذلك يعتبر جزءًا من ذلك العصب.

العصب المسؤول عن على توفير وظائف حركية للعضلة القصية الترقوية الحلمية والعضلة شبه المنحرفة في الرقبة والكتف - العصب الإضافي

إضافةً إلى ذلك، يعمل العصب الإضافي على إرسال ألياف لكلٍ من:

  • الحنك الرخو.
  •  الحنجرة.
  •  البلعوم.

في الوقت ذاته، يواصل الجزء الشوكي امتداده باعتباره الفرع الخارجي. ينتقل الجزء الشوكي نحو الأسفل على طول الشريان السباتي الباطني ليخترق العضلة القصية الترقوية الحلمية ويزودها بالأعصاب.

يبدأ امتداد العضلة القصية الترقوية الحلمية من خلف الإذن عند قاعدة الجمجمة، وتلتف حول جانب العنق، وتنقسم إلى جزأين، يتصل جزء منها بعظم القص (عظمة الصدر) والآخر يرتبط بعظمة الترقوة.

يلتقي الجزء الشوكي مع العضلة القصية الترقوية الحلمية في الجزء العلوي من مؤخرة العنق. ثم يستمر بالانحدار لتعصيب العضلة شبه المنحرفة.

تعد العضلة شبه المنحرفة عضلة كبيرة مثلثة الشكل، يقع جزء منها في قاعدة الجمجمة والآخر في أسفل العمود الفقري عند الخاصرة تقريبًا والثالث بالقرب من مفصل الكتف.

الاختلافات التشريحية

عند دراسة علم التشريح، من المهم تذكر أن الطريقة التي تتكون بها الأشياء في معظم الناس ليست الطريقة التي تتكون بها عند جميع الناس.

غالبًا ما تكون هناك اختلافات تشريحية بين الأعصاب والهياكل الأخرى ويحتاج الأطباء وخاصة الجراحين إلى معرفتها من أجل تشخيص وعلاج المصابين بالاضطرابات الفيزيولوجية.

يحتوي العصب الإضافي على العديد من الاختلافات التشريحية المعروفة، والتي تشمل:

  •  العديد من الارتباطات المختلفة المحتملة مع جذور العصب العنقي الأول.
  •  أوضاع مختلفة بما يتعلق بالوريد الوداجي الباطني، وأحيانًا ينتقل من جانب أو آخر وأحيانًا يمر من خلاله.
  •  أعداد مختلفة من الفروع وأنواع مختلفة من الارتباط مع العضلة القصية الترقوية الحلمية.
  •  قد يرتبط العصب الإضافي داخل الجمجمة مع العصب الوجهي (العصب القحفي السابع)، ما يؤدي إلى مساهمة العصب السابع في تعصيب العضلة القصية الترقوية الحلمية.
  •  الوصول إلى الجزء الشوكي من الضفيرة العنقية، وهي شبكة معقدة من الأعصاب الموجودة في العنق، تتضمن أليافًا من جذور أعصاب فقرات العنق الثانية والثالثة.

الوظيفة

يعد العصب الإضافي مجرد عصب حركي، ما يعني أنه يوفر الحركة فقط لا الإحساس.

المنطقة القحفية

تعمل المنطقة القحفية على توفير الحركة لبعض العضلات في الحنك الرخو والحنجرة والبلعوم من خلال العصب الإضافي. تشارك تلك الهياكل الموجودة في الرأس والحلق في عمليات الأكل والكلام والتنفس.

يقع الحنك الرخو مباشرة خلف سقف الفم. يرتفع الحنك الرخو لإغلاق مجرى الهواء وسد الممرات الأنفية عند البلع أو المص. إضافةً إلى أنه يصنع فراغًا في تجويف الفم ما يؤدي إلى بقاء الطعام خارج الجهاز التنفسي.

يعد البلعوم تجويفًا على شكل مخروط يقع خلف الأنف والفم. يربط تجويف الأنف والفم بالمريء. تنقبض عضلات البلعوم بهدف:

  •  المساعدة في دفع الطعام إلى المريء.
  •  رفع جدران الحنجرة عند الابتلاع.
  •  تمنع من ابتلاع الهواء.

تحتوي الحنجرة، أو صندوق الصوت على الحبال الصوتية، لديها هيكل شبيه بالأنبوب وترتبط بالرغامى (القصبة الهوائية)، عند التتنفس، يمر الهواء من خلال الحنجرة قبل الوصول إلى الرئتين.

في حين أن الحنجرة مشهورة بإنتاج الصوت، فهي تعمل أيضًا على منع الطعام والأجسام الغريبة من الدخول إلى الجهاز التنفسي السفلي.

المنطقة الشوكية

يعمل الجزء الشوكي للعصب الإضافي على تعصيب العضلات المهمة. بدون فاعلية العضلة القصية الترقوية الحلمية وعضلة شبه المنحرفة، ستكون حركة جسمك العلوي محدودة للغاية.

تعد العضلة القصية الترقوية الحلمية ضرورية لحركة العنق. نظرًا لارتباطها بعظمتين مختلفتين (عظمة القص والترقوة)، قد تنتج عدة أنواع مختلفة من الحركة:

  • عند انقباض جزء واحد من العضلة القصية الترقوية الحلمية فإن رأسك يميل إلى نفس الجانب. على سبيل المثال، تحرك العضلات على الجانب الأيسر من رقبتك رأسك نحو كتفك الأيسر.
  •  عند انقباض الجزء الآخر من العضلة القصية الترقوية الحلمية يتوّجه رأسك إلى الجانب المقابل، تعمل العضلات الموجودة على اليسار على توجيه رأسك نحو اليمين، وتوّجه وجهك قليلًا نحو الأعلى.
  •  عند انقباض كلا الجزأين معًا، قد يميل رأسك للخلف نحو العمود الفقري أو ينخفض ذقنك نحو عظمة القص.
  •  عندما انقباض كلٍ من العضلة القصية الترقوية الحلمية اليمنى واليسرى معًا (الانقباض الثنائي) فإن هذا يدفع رأسك نحو الأمام.

تلعب العضلة القصية الترقوية الحلمية أيضًا دورًا في عملية التنفس، يرفع الانقباض الثنائي عظمة الصدر وعظام الترقوة القريبة من الصدر في الجسم.

تؤدي العضلة شبه المنحرفة العديد من الوظائف، وأغلبها تشمل حركة الرقبة والكتف، وظيفتها الأساسية في تثبيت وتحريك عظم الكتف؛ مع ذلك، فهي عضلة كبيرة للغاية والكتف يتطلب أنواعًا متعددة من الحركة.

يعتمد نوع الحركة على الجزء المشمول من العضلة:

  •  يرفع الجزء العلوي من العضلة عظمة الكتف ويعمل على دورانها ويمد العنق.
  •  يسحب الجزء الأوسط من عضلة الشبه المنحرفة عظم الكتف إلى الداخل، بالقرب من الجسم.
  •  يخفّض الجزء السفلي من العضلة عظمة الكتف ويساعد على استدارة الجزء العلوي نحو الأعلى.

إضافةً إلى ذلك، تعمل العضلة شبه المنحرفة على:

  •  المساعدة على الحفاظ على وضع مستقيم.
  •  تشارك في دوران الرأس وإمالته.
  •  تعمل مع العضلة الدالية للسماح لك برمي شيء ما.

الحالات المصاحبة

نظرًا لأهمية دور هذه العضلة، قد تؤثر حدوث مشكلة في العصب الإضافي على العديد من الوظائف. تعتمد النتيجة المحددة على موقع الضرر. إن مسار الجزء الشوكي للعصب يجعله عرضة للإصابة شكل خاص بضرر ما.

تشمل بعض أسباب الاختلال الوظيفي للعصب الإضافي ما يلي:

  •  الأمراض التي تؤدي إلى حدوث اختلالات في الثقبة الكبيرة أو الوداجية، التي قد تؤدي إلى زيادة الضغط على العصب في تلك الأماكن.
  •  الأضرار الناجمة عن فقدان الدم بسبب تمدد الأوعية الدموية في الشرايين القريبة.
  •  كسر في العظام التي تضغط على العصب.
  •  الأمراض التي تضعف وظيفة الأعصاب بشكل عام.
  •  الجروح التي خلفتها عملية جراحية في المنطقة.

تشمل أعراض اعتلال العصب الوظيفي الآتي:

  •  الضعف والهزال وفقدان وظيفة العضلات المزودة عصبيًا.
  •  الشلل الجزئي للعضلات ما يؤدي إلى تقييد الحركة.
  •  اعتلال الأعصاب (ألم الأعصاب).
  •  صداع التوتر (بسبب تشنج العضلة شبه المنحرفة).

إعادة التأهيل العصبي

يعتمد علاج مشاكل العصب الإضافي والتحكم فيها على سبب الخلل الوظيفي.

قد يشتمل العلاج بما يتعلق بالضرر المباشر الذي يلحق العصب نفسه؛ على العلاج الفيزيائي بالتحفيز الكهربائي وتمارين تقوية الأعصاب، أو اتباع المنهج الشمولي الطب التقويمي لتحسين حركة الأنسجة المتضررة بسبب الندوب أو نقل الأعصاب.

نقل الأعصاب

تهدف عملية نقل الأعصاب إلى إزالة أحد الأعصاب أو جزء منه ووضعه مكان العصب المتضرر. بعض المشاكل المتعلقة بالعصب الإضافي يمكن حلها بهذه الطريقة. من ناحية أخرى، تُستخدم أجزاء من العصب الإضافي في بعض الأحيان لإصلاح الأعصاب الأخرى.

يمكن استبدال الجزء القحفي للعصب الإضافي إذا كان مشلولًا بأجزاء من العصب الإبطي في الضفيرة العضدية.

غالبًا ما يستخدم العصب الإضافي في عمليات نقل الأعصاب لإعادة الوظيفة إلى مناطق أخرى عند توقف أعصابها عن العمل بشكل سليم. بالإضافة إلى ذلك يُستخدم عادة من أجل:

  •  استبدال الأعصاب الأخرى في الضفيرة العضدية بما في ذلك العصب الكعبري وعصب فوق الكتف والعصب العضلي الجلدي والعصب الإبطي.
  •  استبدال العصب الحجابي عند الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي (شلل الأطراف الرباعية).

اقرأ أيضًا:

ورم العصب السمعي

لأول مرة: تصوير فيديو لكيفية تخلص الدماغ من الخلايا العصبية التالفة

ترجمة: لارا الطراونة

تدقيق: نايا بطاح

المصدر