يُحرّك العصب القحفي الثالث العينين والأجفان. يمكّن العصب المحرك للعين أغلب حركات العينين، وبعض جوانب الرؤية، ورفع الجفن، ويعمل مع العصب القحفي الرابع (البكري) والخامس (ثلاثي التوائم) لتنسيق حركة العين.

يضم العصب المحرك للعين كلا الألياف الحسية والحركية، ما يجعله يُصنَّف كعصب مختلط.

الأعصاب القحفية: العصب المحرك للعين - العصب القحفي الثالث الذي يحرك العينين والأجفان - موقع العصب القحفي المحرك للعين ووظيفته

التشريح:

يملك الإنسان 12 عصبًا قحفيًا تنشأ من الدماغ أو جذع الدماغ، وتؤدي وظائف في الوجه والحلق، وهذا ما يفرّقهم عن باقي الأعصاب التي تتفرع من النخاع الشوكي وتسير عبر الجسم.

الأعصاب القحفية مزدوجة، وتملك عمومًا مسارًا متماثلًا في كل جهة من الرأس، غير أن كل زوجين منها يُشَار إليهما كعصب وحيد، أو كعصب أيمن أو أيسر عندما يكون من الضروري تمييز أحدهما عن الآخر.

البنية:

يبدأ العصب المحرك للعين في جذع الدماغ، وهو بنية تشريحية منخفضة خلف الدماغ، ويصل الدماغ مع النخاع الشوكي.

يوجد في جذع الدماغ مجموعتان من الخلايا العصبية تعرف بالنوى إذ تثير العصب المحرك للعين.

هذه النوى هي:

  1.  نواة محركة للعين.
  2.  نواة لاحقة للعصب المحرك للعين.

تزود كل من هذه النوى العصب بأنماط مختلفة من الألياف.

يتفرع العصب المحرك للعين خلال مساره عبر الرأس باتجاه العينين ليعصّب عضلات متنوعة.

فروعه الأساسية:

  •  فرع علوي.
  •  فرع سفلي.

تنقسم هذه الفروع بعيدًا قبل الوصول إلى مقصدها.

يتشعب الفرع العلوي إلى:

  •  المستقيمة العلوية.
  •  رافعة الجفن العلوية.

يتشعب الفرع السفلي إلى:

  •  المائلة السفلية.
  •  المستقيمة الأنسية.
  •  المستقيمة السفلية.
  •  الأعصاب الهدبية القصيرة.

الموقع:

يعبر العصب المحرك للعين من منشئه من نوى جذع الدماغ، إلى الأمام من المسال الدماغي (قناة سلفيوس)، ويخرج من الدماغ المتوسط، ثم يعبر بين شريانين، هما: الشريان المخيخي العلوي والشريان المخي الخلفي.

بعد ذلك، يثقب الأم الجافية التي تشكل الغشاء الخارجي المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، ويسير إلى الجيب الكهفي (تجويف جيبي)، الذي يقع بمستوى الأذن.

تنضم إليه داخل الجيب الكهفي ألياف حسية من الضفيرة السباتية الباطنة (شبكة من الأعصاب). لا تصبح هذه الألياف جزءًا من العصب المحرك للعين، لكنها تسير معه جنبًا إلى جنب داخل غمده.

ومن ثم يغادر العصب المحرك للعين جوف القحف عبر ما يُسمَّى بالشق الحجاجي العلوي. محجر العين هو الحجاج، والشق الحجاجي العلوي هو ثقب في العظم خلف العين، وداخل محجر العين. يكون العصب المحرك للعين داخل الحجاج، ويقسم إلى فرعيه العلوي والسفلي.

شذوذات تشريحية:

الشذوذات والتبدلات التشريحية للعصب المحرك للعين نادرة. التبدل الأكثر شيوعًا ينتج في حالة تسمى شلل محرك العين الخلقي. يُسبَّب نتيجة انضغاط العصب على ملتقى الشريان الموصل الخلفي والشريان السباتي الباطن.

تتضمن أعراض شلل العصب محرك العين الخلقي:

  •  ثبات حدقة العين، فلالا يتغير حجمها استجابة للضوء، في جهة الضغط نفسها.
  •  الإطراق أو تدلي الجفن العلوي في جهة الضغط نفسها.
  •  نقص حدة الرؤية وضوحها، عادةً ما تكون نتيجة الحوَل بسبب اضطراب حركة العين أو تدلي الجفن الذي لا يسمح بالرؤية جيدًا.

عندما تظهر أعراض شلل العصب محرك العين الخلقي منذ الولادة، فإنها قد تشير إلى تشوهات خطيرة أخرى، مثل:

  •  متلازمة PHACE، التي تتمثل بتشوهات خلقية متعددة.
  •  الورم العصبي الليفي النمط الثاني، الذي يتمثل بنمو كتلة غير سرطانية في الجهاز العصبي.
  •  متلازمة كليبل-ترينوناي KTS، وهي حالة تؤثر في تطور الأوعية الدموية والعظام والجلد والعضلات.

الوظيفة:

بما أن العصب المحرك للعين مختلط، فهو يقدم الوظيفة الحركية والوظيفة اللا ودية، ولا يملك أي وظيفة حسية.

الوظيفة الحركية:

تعني الحركة، العصب المحرك للعين مسؤول عن معظم الحركات المتعلقة بالعين.

تُعصَّب العضلات بالفرع العلوي، وتشعباته حول العين داخل الحجاج.

هذه العضلات هي:

  •  المستقيمة العلوية: تحرك العين إلى الأعلى.
  •  رافعة الجفن العلوية: ترفع الجفن العلوي.

تقدِّم الألياف اللا ودية من الضفيرة السباتية الباطنة التي تسير مع العصب المحرك للعين الوظيفة الحركية لعضلة ترس الجفن العلوي، التي تبقي الجفن مفتوحًا بينما ترفعه رافعة الجفن العلوية.

يُعصِّب الفرع السفلي وتشعباته:

  •  المستقيمة السفلية: تحرك كرة العين إلى الأسفل، وتدير الجزء العلوي من العين للخارج.
  •  المستقيمة الأنسية: تحرك كرة العين باتجاه الأنف.
  •  المائلة السفلية: تحرك العين إلى الأعلى والخارج.

الوظيفة اللا ودية:

يجب أن تعمل هذه الوظيفة مع الجهاز اللا ودي، الذي تميل وظائفه إلى معارضة وموازنة وظائف الجهاز العصبي الودي.

يسيطر الجهاز العصبي الودي في حالات التوتر والخطر وهو مسؤول عن وظائف المواجهة أو الهرب، مثل ازدياد مستويات الأدرينالين وتوسُّع العين.

عندما يكون الجهاز العصبي اللا ودي مسيطرًا، فهذا غالبًا ما يشير إلى حالة الراحة والهضم. إنه يبطِّئ معدل ضربات القلب لحفظ الطاقة، ويساعد على أداء الوظيفة الأمثل للأمعاء، وإعادة الحدقة إلى حجمها الطبيعي.

تُعصِّب الألياف اللا ودية من العصب المحرك للعين عضلتين داخل القزحية:

  •  المضيقة للحدقة: تضيق الحدقة.
  •  العضلات الهدبية: تغير انحناء وثخانة العدسة لذا يمكنك التركيز على الأشياء بمسافات مختلفة.

حالات ذات صلة:

قد يتضرر أو يُشَل العصب المحرك للعين بطرقٍ عدة. هذا ما يسمى شلل محرك العين المكتسب وهو مختلف عن شلل محرك العين الخلقي الذي شُرح في الأعلى.

قد يحدث شلل محرك العين المكتسب بسبب:

  •  رض في العين أو أي مكان على مسار العصب.
  •  الضغط من الأورام والآفات و تمدد الأوعية الدموية.
  •  فتق الدماغ.
  •  الأمراض التي تخرب غمد النخاعين الذي يغلف العصب، مثل التصلب المتعدد.
  •  الأمراض التي تؤثر في الأوعية الدموية الصغيرة، مثل السكري أو ارتفاع الضغط الشرياني، نتيجة التغذية الدموية غير الملائمة للعصب.
  •  التهاب السحايا الذي يؤثر في جذع الدماغ.

أعراض شلل العصب المحرك للعين:

  •  إطراق الجفن.
  •  تتجه العين إلى الأسفل والخارج.
  •  ازدواج الرؤية.
  •  توسع حدقة دائم.
  •  عدم القدرة على تغيير التركيز على الأشياء بمسافات مختلفة.

العلاج:

بالاعتماد على السبب، إن العلاج المباشر لشلل العصب المحرك للعين محافظًا.

يمكن أن يتضمن بالاعتماد على أعراض معينة وعلى الجزء أو الأجزاء المتضررة من العصب ما يلي:

  •  لصاقات عينية.
  •  عدسات لاصقة غير شفافة لمنع الرؤية في العين المتضررة.
  •  نظارات بعدسات غير واضحة في جهة العين المتضررة.
  •  حقن البوتوكس (ذيفان البوتيلينيوم).
  •  منظور بصري في عدسات النظارات في جهة العين المتضررة.

ينتج عن العلاج المحافظ شفاء تام لنحو 63% من المصابين بشلل محرك العين المكتسب. لكن إذا لم يؤدِ هذا النهج إلى تحسن بعد 6 أشهر، فيمكن اقتراح الجراحة.

تتضمن الجراحة قطع العضلات وإعادة تموضعها، لتسيطر العضلات الوظيفية بدلًا من تلك التي لا تعمل بصورة صحيحة.

اقرأ أيضًا:

التهاب العصب الدهليزي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

الورم الليفي العصبي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سلام الونوس

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر