يصنَّف الإبصار التذبذبي ضمن مشكلات الرؤية، إذ تبدو الأشياء للمريض مشوشة وغير ثابتة، كأنها تقفز أو تتأرجح أو تهتز بينما تكون في الواقع ثابتة. تنبع الحالة من اضطرابات في العينين أو الأنظمة الداخلية في الدماغ والأذن اللذين يضبطان توازن حركات الجسم وتناسقها.

قد يكون من الصعب التعايش مع الرؤية الضبابية القافزة، إذ إنه من الممكن علاج بعض أسباب الإبصار التذبذبي لكن توجد حالات تتطلب من المريض التكيف مع التغيير الحاصل في الرؤية.

ما أسباب الإبصار التذبذبي؟

ينتج الإبصار التذبذبي عن اضطرابات في الجهاز العصبي تؤدي إلى تلف الأجزاء المتحكمة في حركات العين وتوازن وتناسق حركات الجسم القابعة في الدماغ أو الأذن الداخلية.

أحد أهم الأسباب المحتملة هي فقدان المنعكس الدهليزي العيني (VOR)، إذ يؤمّن هذا المنعكس تنسيقًا عاليًا لحركات العينين في أثناء دوران الرأس، سيؤدي فقدان المنعكس إلى فقدان الترادف بين حركات العينين والرأس وستبدو الرؤية قافزة لدى المريض.

تشمل أسباب فقدان المنعكس الدهليزي العيني (VOR) ما يلي:

  •  التهاب السحايا
  • الآثار الجانبية الناتجة عن تناول الأدوية والمضادات الحيوية مثل الجنتاميسين
  •  اعتلال الأعصاب القحفية
  • إصابة شديدة في الرأس

تتضمن الأسباب الأخرى للإبصار التذبذبي الرأرأة. في هذه الحالة تنتقل العينين من جانب إلى آخر أو من أعلى إلى أسفل بصورة لا إرادية، إذ تؤثر الرأرأة في الرؤية إضافةً إلى الإدراك العميق وفقدان توازن الحركات وتناسقها.

تعد الرأرأة أكثر شيوعًا في الحالات التالية:

  •  التصلب المتعدد
  •  السكتة الدماغية
  •  أورام الدماغ
  •  التهاب الدماغ
  •  إصابات الرأس
  •  بعض مشكلات الأذن الداخلية مثل داء منيير
  •  تناول بعض الأدوية مثل الليثيوم والأدوية المضادة للنوبات

ما أعراض الإبصار التذبذبي؟

تعد الرؤية القافزة العرض الرئيسي للإبصار التذبذبي، إذ تبدو الأشياء الثابتة وكأنها تتحرك أو تهتز.

يصف المصابون أعراضًا مثل:

  •  رؤية قافزة أو متقلبة أو متلألئة
  •  رؤية غير واضحة أو ضبابية
  •  مشكلات في التركيز
  •  غثيان
  •  دوخة
  •  إحساس بدوران المحيط

تزداد حدة الأعراض عند المشي أو الجري أو قيادة السيارة، وتخف الأعراض عند التوقف. ويعاني بعض الأشخاص اضطرابات في الرؤية عندما يكون الرأس في وضعيات معينة تختلف من شخص لآخر، في المقابل يصاب البعض الآخر بالأعراض حتى إن كانوا جالسين دون حراك.

التشخيص

إليك بعض الأسئلة التي يطرحها الطبيب على المريض بعد السؤال عن التاريخ المرضي:

  •  متى تبدأ برؤية الأشياء تهتز، عندما تتحرك أم في كل وقت حتى عند البقاء ثابتًا؟
  •  هل تعاني أعراضًا مستمرة، أم تصيبك من حين إلى آخر؟
  •  كيف تبدو الرؤية بالنسبة لك؟ هل تبدو الأشياء مهتزة أم قافزة أم متذبذبة؟
  •  هل تشعر بالأعراض بكلتا العينين أم بعين واحدة؟

سيجري الطبيب فحصًا للعين بحثًا عن أي مشكلات محتملة فيها أو بمحاذاتها. قد يخضع المريض لفحص عصبي بحثًا عن التصلب المتعدد، إذ يشمل الفحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

الخيارات العلاجية المتاحة

يتعلم العديد من المرضى كيفية التأقلم مع الرؤية المتذبذبة الناتجة عن الإبصار التذبذبي، ويعاني البعض مشكلات دائمة في الرؤية قد تزداد سوءًا مع مرور الوقت وتمنعهم من القيام بالنشاطات اليومية.

يعالج الطبيب السبب الكامن وراء الإبصار التذبذبي لعلاج الإبصار التذبذبي، فإذا كان السبب هو الرأرأة قد تفيد الأدوية التالية:

  •  4-أمينو بيريدين علاجًا للتصلب المتعدد
  •  المرخيات العضلية مثل باكلوفين أو ليوريسال
  •  الأدوية المضادة للصرع مثل كاربامازيبين أو غابابنتين
  •  الأدوية المضادة للقلق مثل كلونازيبام
  •  أدوية لعلاج ألزهايمر مثل ميمانتين

قد يكون ارتداء نظارات خاصة أو عدسات لاصقة إجراءً مساعدًا للتخفيف من التأثيرات البصرية للرأرأة، وقد يلجأ بعض الأطباء إلى حقن البوتوكس في العضلات المتحكمة في حركة العينين، لكن يبتعد الأطباء عن الخيار الأخير نظرًا إلى صعوبة حركة العينين بعد الحقن، إضافةً إلى أن النتائج تميل للتلاشي بعد بضعة أسابيع أو أشهر، ما يتطلب من المريض جلسات مستمرة ولا يمنحه ذلك علاجًا دائمًا.

قد يقترح بعض الأطباء تمارين محددة تحسن الرؤية أو تساعد المريض على التكيف مع الحالة:

  •  تحريك العينين ببطء من الأعلى إلى الأسفل، ثم من اليمين إلى اليسار.
  •  ثني الرأس للأمام والخلف ثم من جانب إلى آخر.
  •  الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف مع فتح العينين وإغلاقهما.
  •  المشي عبر الغرفة بعينين مفتوحتين ثم المشي والعينان مغلقتان.
  •  قذف الكرة من يد إلى أخرى.

الحالات الطبية المرتبطة بالإبصار التذبذبي

يرتبط الإبصار التذبذبي ببعض الحالات العصبية مثل:

  •  التصلب المتعدد: هو مرض مناعي ذاتي، إذ يهاجم الجهاز المناعي الطبقة الواقية المحيطة بالأعصاب ويتلفها، ويعد الإبصار التذبذبي من الآثار الجانبية لتلف الأعصاب.
  •  داء منيير: تؤثر هذه الحالة بالأذن الداخلية وتسبب اضطرابًا في النظام المسؤول عن توازن الجسم مؤديًا إلى أعراض مثل الدوار والإبصار التذبذبي.
  •  الدوار: تؤدي الاضطرابات التي تصيب الجهاز الدهليزي إلى الشعور بدوار المحيط.
  •  الرأرأة: تتحرك العينين في هذه الحالة ذهابًا وإيابًا وأعلى وأسفل، إذ تسبب إبصارًا تذبذبيًا.

تعتمد التوقعات المستقبلية لعلاج الإبصار التذبذبي على السبب الكامن، إذ يمكن علاج بعض الحالات وبعضها قد تكون نادرةً وعلاجها مستحيل.

اقرأ أيضًا:

هكذا يؤثر الضوء الأزرق على الرؤية، والتأثير خطير

هل يمكن للمعالجة الليزرية أن تخلصك من حالات تشويش الرؤية؟

ترجمة: سارا رياض الخضر

تدقيق: لبنى حمزة

مراجعة: نغم رابي

المصدر