“الإنسان المنتصب” أو “Homo erectus”

هذا النوع المميز يُعتبر أول نوع معروف يمتلك جسم مماثل للإنسان المعاصر، ساق ممتد وطويل، أطراف قصيرة بالمقارنة مع حجم الجذع. هذه المميزات تشير وبشدة إلى التكيف على العيش على الأرض، ويدل على فقدان القدرة على تسلق الأشجار، مع القدرة على المشي، بل الجري لمسافات طويلة أيضاً.

بالمقارنة مع أحافير جنس الهومو الأقدم، يُلاحظ أن القحف أكبر وأوسع بالنسبه لحجم الوجه. أحفورة الفرد الأكثر اكتمالاً لهذا النوع معروفة باسم”طفل توركانا” (ستجد صورتة في التعليقات) وهو هيكل عظمي شبه مكتمل تماماً، والذي يُقدر عمره بحوالي 1.6 مليون عام.

توجد أدله إحفورية على أن “الإنسان المنتصب” كان يهتم بالأشخاص الكبيره في السن والأفراد الضعيفة صحياً، وهذا سلوك طقوسي هام جداً. الجدير بالذكر أن أحافير الإنسان المنتصب دائماً ما وجدها العلماء مرتبطة بـ “الفأس الحجري” وهي تعتبر آداة حجرية متطورة (ولذلك يعتقد العلماء أن الإنسان المنتصب تطور من الإنسان العامل، والذي سوف نتكلم عنه باستفاضة في وقت لاحق).

كان يُعتقد أن هذا الإنسان قد بدأ بالانقراض عندما بدأت الأجناس الأخرى بالظهور والانتشار، أي قبل ما يقارب من 400 الف سنة. لكن بعض الدراسات والأحافير وخصوصا تلك التي تمت على جزيرة جاوة الأندونيسية أثبتت بأن هذا الإنسان عاش إلى ما يقارب الخمسين ألف سنة مضت، مما يعني أنه عاصر الإنسان الحالي أو ما يعرف باسم الإنسان العاقل.

عاش في شمال وشرق وجنوب إفريقيا، وغرب آسيا (دمانيسي، جمهورية جورجيا)، شرق آسيا (الصين وأندونيسيا). عاش قبل حوالي 1.89 مليون و 143.000 سنة.

اكتشفت أول احافيره على يد الطبيب والجراح الهولندي “يوجين دوبوا” في جزيرة “جافا” في اندونيسيا عام 1891. وحتى وقتاً قريب، وجد العلماء الكثير من أحافير هذا النوع في إفريقيا.

المصدر