الانفتال هو حالة تحدث عندما يشكل الجهاز الهضمي حلقة وينطوي على نفسه، وتحصل غالبًا في أقسام القولون.

قد يوقف الالتواء إمداد الدم، ما يسبب أعراضًا كالألم الشديد والبراز الدموي والانسداد المعوي. وقد يؤدي الانفتال أيضًا إلى انثقاب الأمعاء أو النخر أو موت الأنسجة التي قد تكون مهددة للحياة.

يعدُّ الأشخاص الأكبر سنًا ما بين 50 إل 80 سنة أكثر عرضة لحدوث الانفتال، وكذلك المصابون بحالات صحّية مزمنة، وهو شائع أيضًا لدى حديثي الولادة المشخّصين بسوء الدوران المعوي.

تشرح هذه المقالة أعراض الانفتال وأسبابه وتناقش كيفية تشخيص الحالة ومعالجتها، بما فيها الجراحة التي قد تكون ضرورية نتيجة موت النسيج المعوي.

أعراض الانفتال:

تظهر أعراض الانفتال عادةً مع مرور الوقت وتسوء بالتدريج. من الممكن أن تبدأ هذه الأعراض بالتشنج ويصبح الألم غير قابل للاحتمال في النهاية.

تشمل الأعراض الشائعة للانفتال التي قد تشير إلى انسداد الأمعاء ما يلي:

  •  انتفاخ البطن
  •  الألم البطني
  •  الإقياء
  •  الدم في البراز
  •  الإمساك

قد يحدث الإمساك وعدم القدرة على تمرير الغازات معًا ما يؤدي إلى انتفاخ البطن وربما الغثيان والإقياء. يبدأ الإقياء عادةً بعد عدة أيام من بدء الألم. قد يصاب كل من الأطفال والبالغين الذين يعانون الانفتال بعدم الثبات الحركي الدموي بسبب نقص السوائل أو الصدمة الإنتانية.

قد تتأثر المعدة بالقرب من القولون. ويحصل الانفتال عادةً في المعي الدقيق عند الأطفال، ويعدُّ الإقياء عَرَضًا رئيسيًا لديهم، وهو سائل أخضر مصفر بما يشبه الصفراء يُنتج من قبل الكبد، وهو إشارة قوية على وجود شيء خاطئ في الأمعاء ويتطلّب فحصاً فوريًا. ومع ذلك قد لا يشبه الإقياء الصفراء.

أسباب الانفتال:

أسباب الانفتال غير معروفة تمامًا، وهو يحدث مبدئيًا لدى البالغين الأكبر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 80 سنة من العمر. يؤثر الانفتال غالبًا في الأشخاص ذوي الحالات العصبية أو النفسية الكامنة. وهو كذلك أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعيشون في دور الرعاية أو يقضون الكثير من الوقت في السرير.

تتضمن بعض العوامل التي تزيد خطر حدوث الانفتال:

  •  الإمساك المزمن.
  •  الحمية منخفضة الألياف.
  •  الخضوع لجراحة سابقة للبطن.

يزيد خطر حدوث الانفتال عند الأشخاص ذوي ميزات تشريحية معينة كما في حالة القولون السيني الطويل، إذ يكون ملتويًا مع زيادة في الطول ليلتف حول نفسه ويلتصق بالمساريق. المساريق هي طية في الصفاق (التجويف البطني) الذي يساعد في ربط الأمعاء إلى جدار البطن.

من السهل التصاق القولون السيني في حال عدم تحركه كما هو معتاد. قد تؤدي المادة البرازية المحتجزة في القولون عند المصابين بالإمساك المزمن إلى تطاول القولون السيني، ومن الممكن أيضًا أن يتمدد أو يتوسّع.

خطر الانفتال والجنس:

يمثل الانفتال المزمن %10 إلى 15% من كل حالات انسداد الأمعاء الغليظة في الولايات المتحدة ويصاب القولون السيني بما يصل إلى 75% من الحالات ويشكل الذكور الأكبر سنًا النسبة الأكبر من المصابين. يميل الانفتال الذي يصيب الإناث بالإضافة إلى الأشخاص الأصغر سنًا إلى أن يقع في الجزء الأول من القولون بالقرب من الزائدة الدودية.

أسباب الانفتال عند الأطفال:

يشخص الانفتال عند الأطفال في البداية غالبًا على أنه اضطراب لدى حديثي الولادة أو حتى قبل الولادة، على سبيل المثال، يشتبه المشخص عادة بين الانفتال السيني واضطراب خلقي يُعرَف بداء هيرشسبرونج Hirschsprung’s disease. تنشأ هذه الحالة عندما لا تحوي أجزاء من الأمعاء -عادةً المستقيم والقولون السيني- الخلايا العصبية اللازمة لخلق حركة منتظمة للقولون.

يصيب الانفتال غالبًا الأطفال بسبب شذوذات في الدوران المعوي عند تطور الجنين في الرحم، وهو أمر يحصل عند واحد من كل ستة آلاف ولادة حية. يشخص نحو 80% من حالات سوء الدوران المعوي لدى حديثي الولادة.

قد يرتبط الانفتال وسوء الدوران مع حالات أخرى. على سبيل المثال، ترتبط بعض الرتوق المعوية (الانسدادات) مع متلازمة داون أز-التليف الكيسي.

انحراف الأمعاء Intestinal detorsion:

يحدث الانفتال بسبب التواء الأمعاء لكن من الممكن أن يحدث أيضًا بسبب انحراف الأمعاء. في هذه الحالة، تبسط الأمعاء نفسها تلقائيًا أحيانًا مرارًا وتكرارًا بحيث لا يُقطَع إمداد الدم بالكامل. من المحتمل أكثر أن يحصل ذلك عند الأشخاص الأصغر سنًا الذين لديهم أعراض تأتي وتزول عدة مرات. قد يعانون نوبات مؤلمة تزول تلقائيًا مع مرور الزمن. لا يعني ذلك التخلص من المشكلة، وربما يستغرق الأمر وقتًا أطول للتشخيص والعلاج.

تشخيص الانفتال:

يشخص الانفتال بالأعراض التي تتضمن ألم البطن والغثيان والانحراف المعوي والإمساك وعدم القدرة على تمرير الغازات.

قد يشك الطبيب بالانفتال بالاعتماد على القصة المرضية ويبدأ بالبحث عن سبب محتمل قد يتضمن اختبارات إضافية بعد الفحص الفيزيائي.

الاختبارات:

تجرى الاختبارات المخبرية عادةً لتحري الكهارل أو العلامات الأخرى للإنتان والنخر. قد يكون هناك حاجة لفحص البول لاستبعاد أي إصابة في السبيل البولي أو المثانة.

قد تحتاج السيدات إلى اختبار الحمل في حال كُنَّ بعمر الإنجاب.

قد يحتاج الأشخاص الذين كانوا مرضى بالفعل إلى المزيد من الفحوص المخبرية المفصلة قد تتضمن اختبارات الدم لوظيفة الكبد ووظيفة البنكرياس.

 التصوير المقطعي المحوسب:

قد يجرى التصوير المقطعي المحوسب للبطن عند البالغين حيث تُظهر نتائجه باستخدام صبغة التباين ما يلي:

  •  نمط الدوامة، سببه توسع القولون السيني الملتف حول المساريق والأوعية.
  •  الأماكن التي تحجب صبغة التباين ولا تستطيع المرور.
  •  غياب الغازات الشرجية.
  •  فقاعات في جدار الأمعاء (استرواح الأمعاء) في حال وجود تنخر في الأمعاء.

قد لا تشاهد هذه العلامات دائمًا في جدار الأمعاء، ومع ذلك يمكن تقرير التشخيص دون الاعتماد عليها.

 الأشعة السينية:

قد يساعد تصوير البطن بالأشعة السينية على تشخيص الانفتال بالأمعاء لكنه يحتاج عادةً إلى أن يكون مترافقًا مع أشكال أخرى من التصوير (من الممكن إجراء الأمواج فوق الصوتية مبدئيًا لمنع التعرض للأشعة عند الأطفال).

تتضمن النتائج المتناسقة مع الانفتال انتفاخ الأمعاء الغليظة لكن قد تشاهد هذه النتائج أيضًا مع أنواع أخرى من انسداد الأمعاء أو المرض،لذلك من الصعب تشخيص الانفتال تحديدًا باستخدام الأشعة السينية وحدها.

 الحقنة المتباينة:

تحدد الحقنة المتباينة نمط الاستدقاق الملتوي أو مظهر منقار الطائر. يعتمد هذا الإجراء على التنظير التألقي، ويترافق مع خطر الانثقاب، لذا يجب عدم إجرائه في حال شك الطبيب بالتهاب الصفاق أو التهاب الأنسجة في التجويف البطني.

العلاج:

يركز علاج الانفتال على هدفين: إصلاح الأمعاء الملتوية ومنع حدوثها مستقبلًا.

تسمى عملية بسط الأمعاء تخفيض الانفتال. وهي تتطلب في البداية تنظيرًا سينيًا مرنًا يعتمد على استعمال أداة مرنة تشبه الأنبوب مجهزة بضوء وآلة تصوير.

قد يساعد إدخال الأداة في فتح الانفتال السيني واستعادة إمداد الدم، ما يسمح لطبيب الهضمية برؤية أي ضرر نسيجي والوصول إليه.

قد يساعد هذا في تحديد مدى ضرورة الجراحة على الرغم من أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الجراحة ما تزال ضرورية لمنع حصول حوادث إضافية.

يزداد خطر حصول الانفتال عند الإصابة به مرتين. تتضمن جراحة الانفتال السيني إزالة جزء من الأمعاء ثم إعادة وصله أو إجراء فغر في القولون وهو ثقب في جدار البطن تمر عبره الكتلة البرازية.

يعتمد علاج الانفتال باستخدام الجراحة على مدى إصابة الأمعاء للمساعدة في تحديد فيما إذا كانت هنالك حاجة لإعادة وصل الأمعاء أو إجراء فغر القولون. من الممكن أن تنجح عملية إعادة ربط الأمعاء دون إجراء فغر القولون إذا لم يكن نخر الأنسجة واسعًا.

تعد الجراحة ضرورية لمعظم حالات انفتال الجزء العلوي من القولون بسبب موقعه. قد ينجح تثبيته في بعض الحالات بإعادة ربطه مع جدار البطن، وقد نضطر إلى فغر القولون عند حصول ضرر نسيجي كبير جدًا.

قد لا تكون أعراض الانفتال شديدة في البداية، لكنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة مع مرور الزمن. إذا كنت تعاني الأعراض اتصل بالطبيب، فالتشخيص والعلاج المبكر يحسّنان النتيجة.

اقرأ أيضًا:

انسداد الأمعاء: الاعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

انسداد الأمعاء الدقيقة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ليليان عازار

تدقيق: مهدي أعور

المصدر