مع أن الكثيرين منا يسعون لأن يكونوا أكثر إثارة للاهتمام وإعجابًا في نظر الآخرين، فإن الأشخاص المملين موجودون في كل مكان. ربما يكون الشخص الذي لا ينهي القصة التي يرويها، أو الشخص الذي لا يتوقف عن إتخامك بالقصص المروية من منظور المشاهد لا المشارك.

توصل باحثون من جامعة إسكس إلى أكثر شخص ممل في العالم: شخص متدين يعمل في مجال إدخال البيانات، يحب مشاهدة التلفاز، ويعيش في بلدة صغيرة.

خضعت الدراسة حول فقه الملل للمراجعة بغرض التوثيق، وتوصلت إلى الوظائف والخصائص الشخصية والهوايات، التي تعد صورًا نمطية للشخص الممل.

بعد دراسة 500 شخص خضعوا لخمس تجارب علمية، وجد الباحثون أن الوظائف الأكثر مللًا تشمل تحليل البيانات، والمحاسبة، والتنظيف، والوظائف البنكية.

اكتشفت الدراسة المنشورة في مجلة Personality and Social Psychology Bulletin أيضًا أن التدين، ومشاهدة التلفاز، ومراقبة الطيور، والتدخين، تُعد من الهوايات المملة.

يظهر الأشخاص المملون أنهم يضحّون بالعيش في المدن ليستقروا في البلدات الصغيرة.

تعد هذه الدراسة صغيرة نسبيًا، وغالبية المشاركين فيها يعيشون في أمريكا، قد نجد في أقاليم العالم الأخرى وظائف وهوايات وصفات شخصية أخرى، تُصنف بأنها مملة.

بقيادة عالم النفس ويهناند فان تيبورج، أظهر البحث أن الناس يتجنبون الأشخاص الذين تنطبق عليهم الصورة النمطية للأشخاص المملين بسبب الأفكار الخاطئة، بل يتوقعون أن يُدفع لهم 35 يورو في اليوم لقاء قضاء بعض الوقت معهم.

بدأ فان تيبورج الدراسة ليستكشف العار الملاصق لما يظهر للناس أنه ممل، وكيفية تأثيره في أذهان الناس.

قال: «في الواقع، لسخرية القدر، كانت دراسة ممتعة وصحبتها تأثيرات حياتية حقيقية. تُظهر هذه الورقة مدى التيقن من فهم الملل وتأثيره في الأشخاص. قد تتغير المفاهيم مع الوقت والتجربة، لكن الناس غالبًا لا يبادرون بالتحدث مع أصحاب المهن والهوايات المملة، بل يفضلون تجنبهم. فلا يتسنى للأشخاص «المملين» إظهار الخلل في أحكام الناس المبنية على الصورة النمطية. وعندما يتجنبهم الناس، من شأن ذلك أن يقودهم إلى العزلة والوحدة، وأن يؤثر في حياتهم تأثيرًا سلبيًا حقيقيًا».

أظهرت الدراسة أيضًا أن نظرة الناس إلى الملل تنطوي على افتراض ضعف الكفاءة وغياب الأمان الاجتماعي.

على ذلك، فمن يتصفون أمام الناس بالملل، يكونون أكثر عرضة للتأذي والإدمان والاضطرابات النفسية.

مع ذلك، ما زال المجتمع يحتاج إلى من يشغل تلك الوظائف المكتبية.

«مما أثار اهتمامي أن الأشخاص المملين لم تظهر كفاءتهم لغيرهم. افترضت مسبقًا أن يرى الناس المحاسبين أنهم مملين، لكني لم أحسب أنه ستغيب عن أذهان الناس حقيقة أن المحاسبين هم أفضل من يمكنهم المساعدة على دفع الضرائب المستحقة. الحقيقة أن أشخاصًا كالمحاسبين وموظفي البنوك يظلون ذوي كفاءة عالية، ولهم مركزهم الاجتماعي. ربما من مصلحتنا ألا نزعجهم أو نصنفهم حسب الصور النمطية».

قوائم:

أكثر خمس وظائف مملة:

  1.  تحليل البيانات
  2.  المحاسبة
  3.  الضرائب والتأمين
  4.  التنظيف
  5.  الوظائف البنكية.

أكثر خمس وظائف حماسية:

  1.  الفنون التمثيلية
  2.  العلوم
  3.  الصحافة والإعلام
  4.  الاختصاصات الصحية
  5.  التعليم.

أكثر خمس هوايات مملة:

  1.  النوم
  2.  التدين
  3.  مشاهدة التلفاز
  4.  مراقبة الحيوانات
  5.  الرياضيات.

اقرأ أيضًا:

لماذا نستمتع بإجراء محادثات عميقة مع الغرباء على الرغم من الإحراج؟

هل يعد الملل مشكلة نفسية تستلزم التشخيص والعلاج؟

ترجمة: عون حداد

تدقيق: حسين جرود

المصادر: 1 2