البطالة طويلة الأمد مرتبطة ب متلازمة الامتناع الوليدي (متلازمة الانسحاب لدى حديثي الولادة) . من المحتمل أن يولد الأطفال الذين تعرضوا للأفيونيات قبل الولادة بهذه المتلازمة في مناطق في الولايات المتحدة التي يتواجد فيها معدلات عالية من البطالة طويلة الأمد بالإضافة إلى مستويات منخفضة من خدمات الصحة العقلية ، وذلك وفقًا لدراسة أجراها باحثون في المركز الطبي في جامعة (فاندربيلت- Vanderbilt) وفي (جمعية راند- RAND).

متلازمة المتناع الوليدي البطالة الصحة العقلية حديثي الولادة

متلازمة المتناع الوليدي

ووجدت الدراسة التي أُجريت على أكثر من 6.3 مليون ولادة في مجموعة متنوعة من ثماني ولايات أنّ المقاطعات الريفية التي تعاني من البطالة طويلة الأمد لديها معدلات عالية من الأطفال المصابين بمتلازمة الامتناع الوليدي (NAS) مقارنة بالمقاطعات المَدنية ذات معدلات البطالة المنخفضة، كما أنّ المقاطعات التي تعاني من نقص مزودي خدمات الصحة العقلية كانت لديها مستويات أعلى من المصابين ب متلازمة الامتناع الوليدي بالمقارنة مع المقاطعات الأخرى، ولُوحظ هذا الترابط في المناطق المتحضرة أولاً.

إنّ الدراسة التي نُشرت في عدد 29 يناير من مجلة الجمعية الطبية الأمريكية هي أول دراسة تختبر العلاقة بين الظروف الاقتصادية طويلة الأمد ومناطق نقص مزودي الرعاية الصحية من جهة وحدوث متلازمة الامتناع الوليدي من جهة أُخرى، والتي يمكن أن تحدث عند الأطفال الذين يتعرضون للأفيونيات بشكل مزمن قبل الولادة.

وقال ستيفن باتريك العضو المنتدب ومدير الصحة البشرية ومدير مركز فاندربيلت لسياسة صحة الطفل والمؤلف الرئيسي للدراسة: «يجب أن تفتح هذه النتائج أعيننا على التعقيدات الاجتماعية التي تؤدي إلى علاج الأطفال حديثي الولادة من أجل سحب هذه العقاقير في مستشفيات بلدنا، وإنّ أزمة الأفيون ليست مجرد مشكلة في الرعاية الصحية بل هي مشكلة اجتماعية أيضًا، وستحتاج الحلول إلى تلبية الاحتياجات الاجتماعية للمجتمعات وكذلك احتياجات الرعاية الصحية، وكما أقرّ الكونغرس التشريعات خاصةً تلك المتعلقة ببناء البنية التحتية في المجتمعات الريفية، فكان عليه أن يضع بعين الاعتبار أنّ هذه الاستثمارات قد تفيد صحة المجتمعات أيضًا».

وأظهر باتريك وزملاؤه مسبقًا أنّ إحدى عواقب وباء الأفيون في البلاد كانت حدوث زيادة حادة في عدد المواليد الجدد الذين يُظهرون علامات انسحاب المواد الأفيونية. ومن عام 2000 إلى عام 2014 ارتفع معدل حدوث متلازمة الامتناع الوليدي من 1.2 حالة لكل 1000 ولادة في المستشفى إلى 8 حالات لكل 1000 ولادة، وفي عام 2014 أصبحت بمعدل ولادة طفل مصاب ب متلازمة الامتناع الوليدي كل 15 دقيقة في الولايات المتحدة.

وفي حين أنّ الظروف الاقتصادية السيئة ارتبطت باستخدام الأفيون، فلم تكن هناك دراسات واسعة النطاق لتختبر ما إذا كانت هذه المشاكل مرتبطة أيضًا بتعرض حديثي الولادة للمخدرات. وقد قام باحثون من جامعة فاندربيلت وراند بتحليل معلومات حول 6.3 مليون ولادة من عام 2009 حتى عام 2015 في 580 مقاطعة في فلوريدا وكنتاكي وماساتشوستس وميشيغان وشمال كارولينا ونيويورك وتينيسي وواشنطن، وقارنوا هذه الحالات مع معدل البطالة لمدة 10 سنوات لكل من هذه المقاطعات، إضافةً إلى العوامل المتعلقة بمستويات القوى العاملة في الرعاية الصحية.

وامتلكت المقاطعات ذات مستويات البطالة المرتفعة باستمرار معدلاتٍ أعلى من المصابين ب متلازمة الامتناع الوليدي ، إذ بلغت معدلاتها حديثًا في المقاطعات التي سجلت معدل للبطالة أعلى 20.1 حالة لكل 1000 ولادة، مقارنة بـ 7.8 حالة لكل 1000 ولادة في المقاطعات ذات معدلات البطالة الأدنى.

ووجدت الدراسة أيضًا ارتفاع معدلات متلازمة الامتناع الوليدي في المقاطعات التي تعاني من نقص في العاملين في مجال الصحة العقلية ، وفي المقام الأول في المقاطعات المَدنية، إذ شهدت هذه المقاطعات 14 حالة من حالات متلازمة الامتناع الوليدي لكل 1000 ولادة مقارنة بمعدلات 1.6 حالة لكل 1000 ولادة في المقاطعات الأخرى، ولم يكن هناك ارتباط مشابه مع مقدمي خدمات الصحة البدنية.

وقال (برادلي د. شتاين-Bradley D. Stein) كبير مؤلفي الدراسة ومدير مركز RAND Opioid Policy: «نحن نعلم أنّ الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية هم أكثر عرضة لاستخدام أو إدمان المواد الأفيونية، وتشير أبحاثنا إلى أنّه حتى نتمكن من توفير وصول أفضل إلى رعاية فعّالة للصحة العقلية، فنحن نواجه معركة شاقة وموجّهة بفاعلية تجاه للأزمة الأفيونية».

اقرأ أيضًا:

كيف تؤثر البطالة على الصحة النفسية؟

هل يدمر الذكاء الاصطناعي الوظائف أم يخلقها؟

العلم يحذر، يجب أن نعيد التفكير بأنظمتنا الاقتصادية لإنقاذ أنفسنا

اكتِشاف أربعة جينات قد تزيَّد من خطر الانتحار!

المصدر

ترجمة: وفاء ابو الجدايل
تدقيق: أنس حسام حاج حسن