البيركهولدرية البصلية (Burkholderia cepacia) من العصيات الهوائية سالبة الغرام، وهي كائنات محدودة الفوعة، أي إن قدرتها على إلحاق الضرر بالمضيف محدودة. تعيش في مختلف البيئات المائية، وتستوطن عادةً السوائل المستخدمة في المستشفيات مثل محاليل التروية والسوائل الوريدية.

تقسم الجرثومة بناءً على التحاليل المظهرية والوراثية إلى تسع سلالات، تشكل معًا ما يُسمى مُعقد البيركهولدرية البصلية، ونادرًا ما تسبب الالتهاب لدى الأجسام المضيفة الصحية.

الفيزيولوجيا المرضية:

الجرثومة كائن مستعمر غالبًا وليست كائنًا مُعديًا، لكنها قد تكون مقلقة عند عزلها من سوائل الجسم التي تكون عادةً عقيمة. تشبه الفيزيولوجيا المرضية لعدوى البيركهولدرية البصلية العصيات الهوائية سالبة الغرام غير التخمرية الأخرى.

الوبائيات:

البيركهولدرية البصلية ليست عاملًا ممرضًا في حالتها المتنقلة، لكنها قد تصيب الطريق التنفسي لدى المرضى الذين يعانون التليف الكيسي أو توسع القصبات. قد تسبب الجرثومة التهابات مرتبطة بالقساطر الوريدية المركزية لمرضى السرطان ومرضى الغسيل الكلوي.

سببت الجرثومة حالات نادرة من الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفيات لدى المرضى المعالجين بالفلوروكينولونات والسيفتازيديم، وتسبب أيضًا التهابات البشرة والأنسجة الرخوة والالتهابات الجراحية والتهابات المجرى البولي التناسلي في بعض الحالات.

وفقًا لسجل المرضى الوطني في الولايات المتحدة، أُصيب 3% من مرضى التليف الكيسي بعدوى بمعقد البيركهولدرية البصلية عام 2016، مقابل 2% عام 2012.

الوفيات والمرض:

إذا احتوى المحلول الوريدي على عدد كبير من الجرثومة، قد يؤدي الحقن الوريدي المباشر إلى تجرثم سالب الغرام للدم.

تبلغ نسبة الوفاة أقصاها عند المرضى الذين يعانون خللًا في الوظائف الرئوية، مثل التليف الكيسي أو توسع القصبات أو الورم الحبيبي المزمن.

شدة المرض –التي يحددها النظام المبسط الثاني لقياس درجة الفيزيولوجيا الحادة- والعمر، مؤشران مستقلان لمعدل الوفيات.

ترتبط شدة الإصابة ودرجة تقييم الفشل العضوي التتابعي في بداية تجرثم الدم بمعدلات أعلى للوفاة.

لا ترتبط الجرثومة بالميل لإصابة عِرق أو فئة عمرية معينة.

توقع الإصابة:

تعتمد أعراض المرض على العضو المصاب، ويصعب تمييزها عن أعراض الالتهابات الناتجة عن عوامل ممرضة أخرى.

الاستخدام السابق لمحاليل التروية التي ربما احتوت على البيركهولدرية البصلية مهم من الناحية الوبائية.

الأسباب:

صُنفت البيركهولدرية البصلية سابقًا أنها زائفة، لكنها -على عكس الزائفة الزنجارية- كائنات ذات فوعة منخفضة، وقدرة محدودة على إصابة البشر بالعدوى.

تعيش البيركهولدرية البصلية وتتكاثر في البيئات المائية للمستشفيات، حيث يمكنها الاستمرار فترات طويلة.

تشمل مصادر انتشار الجرثومة:

  •  الأيدي أو الصابون أو غسول اليد.
  •  أجهزة التنفس مثل أنبوب التنفس أو سوائل الجهاز التنفسي أو الرذاذة فائقة الصوت أو أدوية الاستنشاق.
  •  الخطوط أو السوائل الوريدية، مثل المحاليل الوريدية والقساطر الوريدية المركزية.
  •  أجهزة مراقبة الضغط وسوائل محولات الضغط.
  •  البول أو السوائل في قساطر فولي المستقرة أو مقياس كثافة البول أو محاليل التروية.

الاعتبارات التشخيصية:

تشير عينات البيركهولدرية البصلية المأخوذة من الزرعات الدموية إلى وجود عدوى كاذبة، أو عدوى حقيقية من السوائل الوريدية الملوثة.

البيركهولدرية البصلية سبب شائع للبيلة الجرثومية المرتبطة بالقساطر لدى المرضى في المستشفيات، وتستعمر عادةً البول، وتكون ممرضة لدى الأشخاص ضعيفي المناعة، مثل المرضى الذين يتناولون الستيرويدات أو مرضى السكري أو الذئبة الحمامية الجهازية أو الورم النقوي المتعدد أو تشمع الكبد أو الورم الحبيبي المزمن.

البيركهولدرية البصلية نادرًا ما تسبب الالتهاب الرئوي في المشافي. زرعات الجرثومة المأخوذة من المفرزات التنفسية للمرضى الذين يُحتمل إصابتهم بالالتهاب ويخضعون للتهوية ممن لديهم حمى شديدة أو ارتشاح رئوي أو كثرة الكريات البيض، تمثل عادةً عدوى استعمارية لا إصابة.

تشمل الالتهابات المستشفوية التي تسببها البيركهولدرية البصلية:

  •  البيلة الجرثومية المرتبطة بالقساطر، مثل القساطر البولية.
  •  إصابات الخط الوريدي، مثل القساطر الوريدية المركزية.
  •  الإنتانات البولية بعد استخدام أجهزة داخل المجاري البولية.
  •  تجرثم الدم الثانوي جراء استخدام أجهزة مراقبة الشرايين.
  •  تجرثم الدم الكاذب الذي ينتج عن تلوث عينة الدم في أثناء أخذها أو زراعتها.

تذكر التقارير أن البيركهولدرية البصلية سببت حالات من التهاب الشغاف عند الأشخاص متعاطي المخدرات أو من لديهم صمام قلبي صناعي، وحالات من التهاب باطن المقلة ودبيلات تحت الجافية وخراجات دماغية والتهاب السحايا.

الدراسات المخبرية:

وجود البيركهولدرية البصلية في الأماكن غير العقيمة مثل المفرزات التنفسية والبول في قساطر فولي يشير غالبًا إلى عدوى استعمارية، لكن يتطلب وجودها في سوائل الجسم العقيمة مثل الدم والسائل الدماغي الشوكي مراجعة اختصاصي في الأمراض المعدية.

الرعاية الطبية:

يمكن الحد من انتشار البيركهولدرية البصلية من مريض إلى آخر بإجراء تدابير فعالة للسيطرة على العدوى.

يُنصح باستخدام قساطر فولي أقصر مدة ممكنة، ومحاولة تجنب استخدامها لدى المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالتهابات المجاري البولية، مثل مرضى السكري والذئبة الحمامية الجهازية والورم النقوي المتعدد.

المرضى الذين وُضع لهم أنبوب تنفس في وحدات العناية المركزة ويتناولون مضادات حيوية واسعة الطيف، تصعب وقايتهم من العدوى الاستعمارية للبيركهولدرية البصلية.

البيركهولدرية البصلية ليست ممرضة حتى يثبت العكس، وتساعد استشارة اختصاصي أمراض معدية على التفريق بين العدوى الاستعمارية والإصابة.

اقرأ أيضًا:

عدوى النيغلرية (الأميبا الآكلة للدماغ): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

عدوى السوطاء أو المسلّكة الشعرية الرأس: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: بشار ياسر محفوض

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر