هل فكرت يومًا بالتبرع بدماغك؟

ربما قد تكون سمعت عن التبرع بالجسم للعلم، أو بالأعضاء من أجل عمليات الزرع، وقد تتسائل إذا كان التبرع بالدماغ أمرًا مشابهًا للتبرع بالأعضاء، أو لديك مفهوم غير واضح عن التبرع، أو ما محتواه.

فلو كانت لديك معلومات كافية، اذهب وتبرع بدماغك، ربما يخزن في بنك للأدمغة في واحدة من جامعات سيدني.

هنا بعض الأسئلة التي تصلنا حول التبرع بالدماغ للعلم:

1. هل الأمر يشبه التبرع بالكلى؟

لا، التبرع بأعضاء الجسم مثل الكبد والكلى حيًّا كنت أو بعد موتك، هو لأجل عمليات زرع الأعضاء. أما التبرع بالدماغ ليس لعمليات الزرع مطلقًا.

يعد التبرع بالجسم أمرًا مختلفًا، إذ يمكن لطلاب الطب دراسة جسم الإنسان وتشريحه. بالإضافة إلى تشريح الدماغ.

ويستطيع العلماء، بعد وفاتك والتبرع بدماغك لبنك الأدمغة، أن يستخدموا أنسجة المخ من أجل الأبحاث العلمية.

2. هل توجد أنواع محددة للأدمغة التي يبحثون عنها؟

يريد العلماء دراسة جميع أنواع الأدمغة ويتضمن هذا الأشخاص، خلال تسجيلهم في البرنامج، والذين يعانون من اضطرابات في الدماغ مثل مرض ألزهايمر واضطراب الاكتئاب. ويتضمن أولئك الذين لا يعانون أية اضطرابات أولية لكن توجد احتمالية للإصابة بها.

لفهم لماذا يصاب بعض الأشخاص باضطرابات في الدماغ، يحتاج العلماء لمقارنة الأدمغة المصابة مع الأدمغة السليمة، إذ تعد أمراض الدماغ مثل ألزهايمر، والسكتة الدماغية من أكثر الأعراض المسببة للموت في أستراليا، بينما يعد الاكتئاب والإدمان واضطراب القلق أسبابًا رئيسية للإصابة بأمراض عديدة.

3. كيف سيستخدم الدماغ عند التبرع به؟

أولًا، يستخدم الباحثون أنسجة الدماغ المتبرع به لتأكيد تشخيص حالة المريض، إذ توجد بعض الاضطرابات التي يتم التأكد منها بعد الوفاة، مثل داء ألزهايمر. ويستطيع الباحثون اكتشاف كيف تتطور هذه الاضطرابات بالفحص المجهري، يساعدهم ذلك على اكتشاف الطريقة المثلى لتشخيص هذه الاضطرابات وكيفية معالجتها.

ما زلنا نجهل ما الذي يحدث في الدماغ في مثل هذه الحالات، أو أسباب فشل أفضل المعالجات الطبية في شفاء حالات اضطراب المرضى. وقد تستطيع بعض المعالجات شفاء أدمغة الحيوانات، لكن؛ وبنسبة كبيرة قد لا يكون لها أثر في العلاج عند تجربتها على البشر، إذ تعد أدمغة البشر مميزة من حيث الحجم والتعقيد، ولايوجد نموذج دقيق ومثالي يشبه دماغنا.

4. ما الإجراءات؟

يجري عمال بنك الأدمغة اتصالًا مع موظفي المستشفى، وموظفي رعاية المسنين، ومتعهدي دفن الموتى، ومع الأقارب. ثم تُرسل الجثة إلى مشرحة المستشفى أو المركز الطبي الشرعي وهناك تجرى عملية تشريح الدماغ فقط، فيُستأصل الدماغ والنخاع الشوكي، ويُنقلان إلى بنك الأدمغة من أجل التحضيرات اللازمة.

يعمل الموظفون في بنك الأدمغة على تقسيم الدماغ إلى قسمين:

يوضع النصف الأول في مادة كيميائية حافظة (مادة الفورمالين)، بينما النصف الآخر يُشرح ويوضع في ثلاجة تصل حرارتها إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر.

ويسمى الفاصل الزمني ما بين الموت والتحنيط والتجميد بفترة ما بعد الوفاة، ويجب أن تكون قصيرة قدر الإمكان حتى تتضاعف فرص نجاح التقنيات التحليلية المستقبلية. وتبقى الأنسجة المحفوظة في المحلول لمدة ثلاث أسابيع قبل تقطيعها إلى عدد من المكعبات من أجل أن تُغمس في الشمع لتصبح صلبة. ثم تقطع هذه المكعبات بواسطة نصل أملس إلى شرائح سمكها 10-5 متر (1 من 100 من المليمتر). ويتم تلطيخ هذه القطع من قبل اختصاصي الأمراض العصبية من البنك ببروتينات ليستطيع تشخيص اضطرابات محددة.

يلجأ الباحثون المهتمون باضطراب دماغي معين إلى اللجنة العلمية لبنك الأنسجة، وغالبًا ما تضم الدراسة الاستطلاعية كلًا من الأنسجة الثابتة والمجمدة، إذ يمكن إجراء دراسات موضعية كاملة (في الأنسجة المحفوظة\المحنطة) وجزيئية (في الأنسجة المجمدة). نستطيع تخزين حوالي 500 دماغ متنوعة الاضطرابات العقلية، بالإضافة إلى أدمغة سليمة.

5. لماذا يسجل بعض الأفراد في البرنامج؟

يتبرع الأشخاص بأدمغتهم لعدة أسباب، بحسب باحثين في نيوزيلندا، أحد الأسباب الرئيسية هو الرغبة في مساعدة الآخرين، أما أسباب الرفض فتشمل رفض العائلة للفكرة، إضافةً إلى أسباب تتعلق بالدين أو عدم إدراك إمكانية التبرع بالدماغ، وعلى خلاف ذلك المعرفة التامة بالإجراءات تزيد من فرص التبرع.

6. إذا اقتنعت بالفكرة، فقد تتسائل ما الخطوة التالية؟

أولًا، التواصل مع بنك الأدمغة في منطقتك لتزويدك بالمعلومات اللازمة. وبعد مناقشة الأمر مع عائلتك وأصدقائك ومنحك الموافقة. يسجل المتطوعون المحتملون في البرنامج. إذ ترتبط بعض البرامج التطوعية بعيادات لإحالة المرضى من أجل اضطرابات محددة مثل داء باركنسون وداء العصبون الحركي. وفي هذه الحالات، يزود المرضى بمعلومات عن التبرع بالدماغ من قبل مزود الرعاية الصحية، ثم يتواصل البنك معهم لإعطائهم التصريح. يتابع بنك الأدمغة نمط حياة المتبرع وتاريخه الطبي باستخدام استطلاعات سنوية، وإجراء دراسات إضافية اختيارية.

في النهاية، نحتاج هذه المعلومات قبل سنوات من الوفاة، وذلك من أجل إنشاء صورة واضحة ومتكاملة عن متبرع الدماغ والمشاكل التي يواجهها بدماغه. توصلت العديد من بنوك الأدمغة في أستراليا إلى اكتشافات جديدة متضمنةً بحثًا عن مرض ألزهايمر وإدمان الكحول والأعراض المبكرة لفقدان الذاكرة عند الشباب وداء باركنسون.

إن كنت قد اخترت التبرع بدماغك للعلم، نشكرك على إعطائنا فرصة للتعلم.

اقرأ أيضًا:

لماذا يجب عليك التبرع ببياناتك الطبية بعد موتك ؟

تعرف على أكبر بنك ل الأدمغة في العالم

ترجمة: مرح أبوحمدان

تدقيق: بيان عصفور

المصدر