تنجم أعراض التصلب المتعدد عن أذيات داخل الجهاز العصبي المركزي، وتبعًا لموقع هذه الأذيات تحدث الأعراض النوعية للمصابين. الغثيان هو واحد من مجموعة متنوعة من الأعراض المحتملة لمرض التصلب العصبي المتعدد، لكنه ليس أكثرها انتشارًا.

قد يكون الغثيان عرضًا مباشرًا لمرض التصلب المتعدد أو ناتجًا عن أعراض أخرى، وبعض الأدوية المستخدمة لتدبير أعراض معينة لمرض التصلب المتعدد قد تسبب الغثيان.

الدوخة والدوار

الدوخة والشعور بخفة الرأس أعراض شائعة للتصلب المتعدد، ومع أنها عابرة عادةً، فقد تسبب الغثيان.

الدوار ليس كالدوخة، فهو شعور موهِم أن محيطك يتحرك بسرعة أو يدور مثل جولة في مدينة الملاهي. ومع أن الشخص يعلم أن الغرفة لا تدور حقًّا، فإن الدوار قد يزعجه بشدة ويشعره بالغثيان.

وقد تستمر نوبة الدوار بضع ثوان أو عدة أيام، قد تبقى ثابتة أو تأتي وتذهب. ويُحتمل أن يسبب الدوار الشديد شفعًا -تضاعف الرؤية- أو غثيانًا أو تقيؤًا.

عند حدوث نوبة الدوار، ابحث عن مكان مريح للجلوس وحاول ألا تتحرك، وتجنب الحركات المفاجئة والأضواء الساطعة والقراءة أيضًا. من المحتمل أن يخفَّ الغثيان عند توقف الدوار، وقد تساعد الأدوية المضادة لداء الحركة التي لا تستلزم وصفة طبية.

أحيانًا، وجود حركة أمام ما ننظر إليه أو حتى الإحساس بوجود حركة يكفي لإحداث غثيان وتقيؤ شديدَيْن لدى مرضى التصلب المتعدد. قد يفيد التحدث إلى الطبيب عند وجود نوبات طويلة من الغثيان.

الآثار الجانبية للأدوية

قد تؤدي بعض الأدوية في سياق تدبير التصلب المتعدد والأعراض المرتبطة به إلى الغثيان.

يعطى دواء أُكريليزوماب «أوكريفاس» وريديًّا لكل من التصلب المتعدد المتكرر الناكس والتصلب المتعدد التقدمي الأولي. تشمل الآثار الجانبية له الغثيان والحمى وتهيج الجلد موضع الحقن. قد تسبب الأدوية الفموية لمرض التصلب المتعدد الغثيان أيضًا، مثل تيرفلونوميد «أوباجيو» وثنائي ميثيل فومارات «تيكفيديرا».

يُعطى دواء دالفامبيريدن «أمبيرا» فمويًّا لتحسين القدرة على المشي لدى المصابين بالتصلب المتعدد، والغثيان هو أحد الآثار الجانبية المحتمَلة لهذا الدواء.

يُستخدم دانترولين بوصفه مرخيًا عضليًّا لعلاج التقلصات والتشنجات العضلية الناجمة عن مجموعة متنوعة من الأمراض، من بينها مرض التصلب المتعدد. قد يكشف الغثيان والتقيؤ بعد تناول هذا الدواء فمويًّا عن آثار جانبية خطيرة، كوجود أذية كبدية.

التعب أكثر أعراض مرض التصلب المتعدد شيوعًا، تُستخدم مجموعة متنوعة من الأدوية لمساعدة مرضى التصلب المتعدد، وقد يسبب الكثير منها الغثيان، ومن ضمنها:

  •  مودافينيل «بروفيجيل».
  •  أمانتادين.
  •  فلوكستين «بروزاك».
  •  أدوية الاكتئاب التي يشيع استخدامها في التصلب المتعدد، مثل سيرترالين «زولوفت» وباروكستين «باكسيل».

معالجة الغثيان

لدى استمرار الدوار والغثيان المرافق له، تفيد استشارة الطبيب. قد تسيطر بعض الأدوية القوية على الدوار. في الحالات القصوى، يمكن علاج الدوار بالستيروئيدات القشرية.

بجب أيضًا إعلام الطبيب إذا كان الغثيان ناتجًا عن أدوية التصلب المتعدد، فقد يحل تغيير الدواء المشكلة.

الخلاصة

وجود الغثيان مع مرضى التصلب المتعدد ليس بالأمر النادر، فكثير من الناس يعانون منه بسبب الدوخة والدوار أو من الآثار الجانبية لأدوية المرض. لكن بصرف النظر عن السبب، يجب إعلام الطبيب، وقد تكون إضافة دواء أو تبديل خطة العلاج هي كل ما يلزم للسيطرة على الغثيان.

اقرأ أيضًا:

تيزايلد: الدواء الذي يؤخر السكري، إليك ما يجب معرفته

كيف تمدد الرقبة وتتخلص من آلامها؟ إليك التمارين وخطواتها

ترجمة: شهاب شاعر

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر