نستكشف في هذا المقال تاريخ التقويم الغريغوري الذي اعتمدته بريطانيا ومستعمراتها قبل 260 عامًا.

1- الهدف الرئيسي للتقويم الغريغوري هو تثبيت تاريخ عيد الفصح:

عندما قدّم البابا غريغوري الثالث عشر تقويمه الغريغوري في العام 1582، كانت أوروبا تتبع التقويم اليولياني الذي طبقه يوليوس قيصر لأول مرة عام 46 ق.م.

لكن سوء تقدير نظام الإمبراطور الروماني لطول السنة الشمسية بمقدار 11 دقيقةً، جعل التقويم غير متزامن مع الفصول، ما أقلق البابا لأن ذلك عنى أن عيد الفصح الذي يُحتفل به تقليديًا في 21 مارس، يبتعد أكثر عن الاعتدال الربيعي مع مرور كل عام.

2- لا تحدث السنوات الكبيسة كل أربع سنوات في التقويم الغريغوري:

تضمن التقويم اليولياني يومًا إضافيًا في فبراير كل أربع سنوات. لكن ألويسيوس ليليوس؛ العالم الإيطالي ومطور النظام الذي أعلنه البابا غريغوري في العام 1582، أدرك أن إضافة أيام عديدة تجعل التقويم طويلًا نسبيًا، فابتكر تقلبًا يضيف الأيام الكبيسة في السنوات القابلة للقسمة على أربعة، إلا إذا كانت السنة قابلةً أيضًا للقسمة على 100. وفي حال كانت السنة قابلة للقسمة على 400، يُضاف يوم كبيس. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تبدو مشوِشةً إلا أنها حلت نوعًا ما التأخر الذي أوجده تقويم قيصر السابق.

3- التقويم الغريغوري متأخر عن السنة الشمسية بمقدار 26 ثانية في السنة:

على الرغم من طريقة ليليوس العبقرية لمزامنة التقويم مع الفصول، إلا أن نظامه متخلف بمقدار 26 ثانيةً. وقد ظهر نتيجةً لذلك تضارب بين عدة ساعات في السنوات التي تلت تقديم غريغوري لتقويمه في عام 1582. أي بحلول العام 4909، سيسبق التقويم الغريغوري السنة الشمسية بيوم كامل.

4- عد بعض البروتستانتيين التقويم الغريغوري مؤامرة كاثوليكية:

على الرغم من أن إصلاح البابا غريغوري للتقويم لا يرتبط بسلطته خارج الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن البلدان الكاثوليكية مثل إسبانيا والبرتغال وإيطاليا سارعت بتبني النظام الجديد لشؤونها المدنية.

ومع ذلك فقد عارض البروتستانتيون الأوروبيون التغيير بشدة بسبب ارتباطه بالبابوية، خوفًا من كونه محاولةً لإسكات حركتهم. إذ لم تعتمده ألمانيا البروتستانتية حتى عام 1700، وصمدت إنجلترا حتى عام 1752، وتشبثت الدول الأرثوذكسية بالتقويم اليولياني حتى وقت لاحق، ولم تتبنَ كنائسها الوطنية إصلاحات غريغوري مطلقًا.

5- أثار تبني بريطانيا للتقويم الغريغوري أعمال شغب واحتجاجات:

وفقًا لبعض الروايات، لم يكن رد فعل المواطنين الإنجليز لطيفًا بعد صدور تشريع برلماني بين عشية وضحاها بتقديم التقويم من 2 سبتمبر إلى 14 سبتمبر 1752. يُقال إن المشاغبين تظاهروا في الشوارع هاتفين للحكومة «أعيدوا أيامنا الإحدى عشر». لكن يعتقد معظم المؤرخين الآن أن هذه الاحتجاجات لم تحدث ابدًا أو أنها تنطوي على المبالغة.

في الوقت نفسه وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، رحب الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين بالتغيير كاتبًا: «إنه لمن دواعي سرور رجل عجوز أن ينام في 2 سبتمبر ولا يضطر إلى الاستيقاظ حتى 14 سبتمبر».

6- بدأت السنة الإنجليزية الجديدة في 25 مارس (يوم السيدة) قبل اعتماد التقويم الغريغوري:

بدأ تقويم يوليوس قيصر عام 46 ق.م في الأول من يناير بدايةً للعام. لكن خلال العصور الوسطى استبدلته الدول الأوروبية بأيام أهم دينيًا مثل 25 ديسمبر (ذكرى ولادة يسوع) و 25 مارس (عيد البشارة)، وهذا الأخير المعروف بـ (يوم السيدة)؛ لأنه يحتفل بالسيدة مريم العذراء، كان بداية العام في بريطانيا حتى 1 يناير 1752.

اقرأ أيضًا:

حقائق عن الانقلاب الشتوي

السنة الصينية الجديدة: عادات وتقاليد

ترجمة: صفا روضان

تدقيق: منال توفيق الضللي

المصدر