عندما يصاب الشخص بالتهاب الأنف، تصبح بطانة الأنف ملتهبةً ومنتفخةً ما يسبب أعراضًا شبيهة بنزلة البرد مثل الحكة في البلعوم، وانسداد وسيلان الأنف، والعطس. يمكن أن يكون سبب التهاب الأنف التحسسي حساسية الشخص لمادة ما، وفي حالات أخرى يحدث التهاب أنف غير تحسسي. وتكون أعراض التهاب الأنف اللا أرجي والتحسسي متشابهةً، لكن الأسباب مختلفة.

ما هو التهاب الأنف غير التحسسي ؟

قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الأنف غير التحسسي من سيلان لا يتحسن في الأنف، أو قد يمتلكون أعراضًا متكررةً.

إذا أصيب الشخص بالتهاب الأنف، تتوسع الأوعية الدموية داخل الأنف مسببةً تضخم بطانة الأنف، يحفز هذا الغدد المخاطية الأنفية ويجعلها محتقنة (رطبة).

يؤثر التهاب الأنف غير التحسسي على الأطفال والبالغين على حد سواء، وقد تكون النساء أكثر عرضة لاحتقان الأنف أثناء الحيض والحمل.

أنواع التهاب الأنف غير التحسسي:

توجد أنواع مختلفة من التهاب الأنف غير التحسسي، وتشمل:

التهاب الأنف المعدي أو التهاب الأنف الفيروسي Infectious rhinitis:

وهو ناجم عن عدوى مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.

تلتهب بطانة الأنف والحنجرة عندما يهاجمها الفيروس، ويؤدي الالتهاب إلى إفراز المخاط، ما يسبب العطس وسيلان الأنف.

 التهاب الأنف الحركي الوعائي Vasomotor rhinitis:

يحدث التهاب الأنف الحركي الوعائي عندما تكون الأوعية الدموية في الأنف حساسةً للغاية، وعند حدوث اضطراب عصبي وعائي في الأنف، يؤدي هذا إلى حدوث التهاب.

عادةً، يساعد تقلص وتوسع الأوعية الدموية داخل الأنف على التحكم في سيلان المخاط، لكن إذا كانت الأوعية الدموية شديدة الحساسية فقد تسبب بعض المواد المحفزة بيئية المصدر توسعها، ما يسبب الاحتقان والإفراز المفرط للمخاط.

وتشمل العوامل المحفزة المحفزات الكيميائية والعطور وأبخرة الطلاء والدخان والتغيرات في الرطوبة الجوية وانخفاض درجة الحرارة واستهلاك الكحول والأطعمة الغنية بالتوابل والضغط النفسي.

التهاب الأنف غير التحسسي nonallergic rhinitis الأسباب والأعرض والتشخيص والعلاج بطانة الأنف ملتهبةً ومنتفخةً نزلة البرد الحكة في البلعوم

 التهاب الأنف الضموري Atrophic rhinitis:

يحدث التهاب الأنف الضموري عندما تصبح الأغشية الأنفية والتي تسمى الأنسجة التوربينية (غشاء المحارة) رقيقةً وصلبة، ما يسبب اتساع المجاري الأنفية وتصبح بالتالي أكثر جفافًا.

يغطي النسيج التوربيني ثلاث حواف من العظم داخل الأنف، ما يساعد في الحفاظ على رطوبة الأنف وحمايته من البكتيريا، ويساعد على تنظيم ضغط الهواء عند التنفس، ويحتوي على نهايات عصبية تهب حاسة الشم.

عندما يصبح الغشاء التوربيني رقيقًا، يسهل على البكتيريا النمو في تجويف الأنف وتزيد نتيجةً لذلك فرص إجراء جراحة للأنف أو الإصابة بعدوى.

تتشكل عند الإصابة بالتهاب الأنف الضموري قشور ذات رائحة كريهة داخل الأنف، وقد تنزف هذه القشور إذا حاول الشخص إزالتها، وقد تسبب فقدانًا لحاسة الشم.

ويحدث فقدان الغشاء التوربيني مع التقدم في العمر، ويمكن أن ينتج أيضًا عن مضاعفات جراحة الأنف أو العدوى، غالبًا ما يحدث التهاب الأنف الضموري عند الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية متعددة في الأنف، أو يمكن أن يكون من مضاعفات عملية واحدة.

 التهاب الأنف الدوائي Rhinitis medicamentosa:

يحدث التهاب الأنف الدوائي بسبب الإفراط في تناول الأدوية، مثل مضادات الاحتقان في الأنف، أو حاصرات مستقبلات بيتا، أو الكوكايين، أو الأسبرين، وتعمل مضادات الاحتقان الأنفية على تقليل توسع (انتفاخ) الأوعية الدموية داخل الأنف، إذا استُخدمت لأكثر من أسبوع فقد تتسبب في التهاب الأنف مرة أخرى حتى بعد شفاء المرض الأصلي مثل نزلة البرد على سبيل المثال.

الأعراض:

تشمل علامات وأعراض التهاب الأنف غير التحسسي:

  1.  العطس.
  2.  انسداد أو سيلان الأنف.
  3.  الإحساس بضغط في الأنف.
  4.  ألمًا في الأنف.
  5.  تنقيطًا أنفيًا خلفيًا للبلغم أو المخاط في الحلق.

لا يشتمل التهاب الأنف غير التحسسي عادةً على حكة في الأنف أو العينين أو الحلق، فهي من أعراض التهاب الأنف التحسسي.

عوامل الخطر:

هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالتهاب الأنف غير التحسسي مثل:

  •  المهيجات: ومنها دخان التبغ والضباب ودخان العوادم ووقود الطائرات والمذيبات وغيرها من المواد التي تزيد خطورة الإصابة.
  •  تناول الأطعمة الغنية بالتوابل.
  •  الإناث: أكثر عرضة للإصابة أثناء الحيض والحمل.
  •  تزيد بعض الحالات الصحية، بما في ذلك الذئبة lupus، والتليف الكيسي cystic fibrosis، وبعض الاضطرابات الهرمونية، والربو asthma، من فرصة الإصابة بالتهاب الأنف غير التحسسي.

التشخيص:

التهاب الأنف الفيروسي له أعراض مشابهة لنزلات البرد أو الأنفلونزا.

يمتلك التهاب الأنف الحركي الوعائي أعراضًا مشابهةً لالتهاب الأنف التحسسي، لذلك قد يضطر الطبيب لنفي الحساسية باعتبارها سببًا محتملًا.

يمكن الكشف عن الحساسية من خلال اختبار وخز الجلد أو اختبار الرقعة، بالإضافة لفحص الدم للكشف عن مستويات الأجسام المضادة.

إذا لم يكن هناك رد فعل تحسسي، فقد يشخص الطبيب التهاب الأنف الحركي الوعائي.

أما تشخيص التهاب الأنف الضموري فيعتمد على تشكل قشور داخل الأنف وتوسع الممرات الأنفية ووجود رائحة كريهة وفقدان لحاسة الشم.

يمكن استخدام الأشعة المقطعية CT scan لتأكيد التشخيص وللتحقق من التغييرات في تجويف الأنف، ويمكن للتصوير المقطعي أو التنظير الأنفي استبعاد التهاب الجيوب الأنفية sinusitis.

في حالة التهاب الأنف الدوائي، سيتحرى الطبيب عن استخدام مضادات الاحتقان الأنفية وغيرها من الأدوية.

علاج التهاب الأنف غير التحسسي:

تختفي العدوى التي تسبب التهاب الأنف الفيروسي عادةً من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج.

قد تساعد مضادات الاحتقان الأنفية على تقليل احتقان وانسداد الأنف.

يجب أن يتجنب المصاب بالتهاب الأنف الحركي الوعائي التعرض للمحفزات البيئية التي تسبب ذلك، وقد يساعد رذاذ الكورتيكوستيرويد في تقليل الالتهاب والاحتقان.

إذا لم يستجب المريض لهذا العلاج، فقد يصف الطبيب:

  1.  رذاذًا مضادًا للهستامين الأنفي، بالرغم من عدم وجود حساسية.
  2.  رذاذًا من مضادات الكولين anticholinergics الأنفي، وقد يفيد في توسيع الممرات الأنفية وتحسين التنفس وتقليل إنتاج المخاط.
  3.  استخدام رذاذ كروموغليكات الصوديوم sodium cromoglicate الأنفي للحد من الالتهابات وإنتاج المخاط.
  4.  غسولًا من محلول ملحي، لتخفيف القشور والجفاف في التهاب الأنف الضموري.
  5.  مضادات حيوية، في حال وجود خمج.

على المريض المصاب بالتهاب الأنف الدوائي إيقاف استخدام رذاذ الأنف. تجنب استخدام الرذاذ على فتحة الأنف السليمة.

يمكن استخدام العلاج الطبيعي للتخفيف من التهاب الأنف ويشمل ما يلي:

  •  غسل الأنف من الداخل بمحلول ملحي بدلًا من الرذاذ المضاد للاحتقان.
  •  استنشاق البخار عن طريق وضع بضع قطرات من زيت الكينا أو زيت الشاي في وعاء من الماء الساخن.
  •  تشغيل مرطب للجو لمنع جفاف الهواء في الغرفة.
  •  تجنب محفزات الحساسية البيئية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض ومنها التدخين.

الوقاية:

لا يمكن الوقاية من التهاب الأنف غير التحسسي، لكن ينصح المرضى بتجنب المحفزات إذا كانت معروفة.

في حالات التهاب الأنف الضموري؛ يمكن لغسل الأنف والتشحيم المتكرر منع تكوين القشور والمساعدة في الحفاظ على رطوبة الغشاء المخاطي للأنف، ويعد الغسل اليومي لممرات الأنف بالإضافة إلى ذلك إجراءً وقائيًا جيدًا.

اقرأ أيضًا:

التهاب الأنف التحسسي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

احتقان الجيوب الأنفيّة والعلاجات المنزلية

نفخت من أنفها لتنظيفه فكسرت عظامًا في محجر عينها

ترجمة: وفاء أبو الجدايل

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: آية فحماوي

المصدر