التهاب السبلة الشحمية هو مجموعة حالات مرضية تسبب نتوءات Bumpsمؤلمة، أو عقيدات Nodules، تتشكل تحت الجلد، غالبًا في الأرجل والأقدام. تخلق هذه التحدبات التهابًا في الطبقة الشحمية تحت الجلد. تدعى هذه الطبقة السبلة الشحمية Panniculus، أو الطبقة تحت الجلد الشحمية Subcutaneous fat layer. وهو نوع الشحم الذي يوفر طبقة عازلة ويساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم.

توجد عدة أنواع مختلفة من التهاب السبلة الشحمية. يعتمد النوع الذي تصاب به على مكان التهاب الخلية الشحمية.

تصبح أكثر عرضة لالتهاب السبلة الشحمية إن كنت مصابًا بعدوى، أو داء التهابي، أو اضطراب في النسيج الضام. تصيب هذه الحالات المرضية أحيانًا الشابات أو متوسطات العمر من النساء.

كيف يبدو؟

بالرغم من وجود عدة أنواع مختلفة لالتهاب السبلة الشحمية، فجميعها تسبب نفس الأعراض. العرض الأساسي هو وجود نتوءات مؤلمة بذاتها أو عند الضغط عليها تدعى عقيدات وتتشكل في الطبقة الشحمية تحت الجلد. تختلف التحدبات في الحجم، وقد تخرج مادة دهنية منها.

ستجد في الغالب هذه النتوءات في الرجلين والقدمين. تظهر أحيانًا في الوجه والذراعين والصدر والبطن والردفين. قد يتغير لون الجلد فوق هذه التحدبات. تكون النتوءات كبيرة وغائرة، وقد تتلف الأنسجة المحيطة بها، ويسمى هذا نخر Necrosis.

قد تشمل الأعراض التي تصيب كافة الجسد الآتي:

  •  الإعياء.
  •  الحمى.
  •  وعكة وفتور.
  •  آلام في المفاصل والعضلات.
  • ألم في البطن.
  •  غثيان وإقياء.
  •  خسارة في الوزن.
  •  نتوء العينين.

قد تظهر هذه الأعراض وتختفي. إذ تختفي الكتل الورمية بعد بضع أيام وأسابيع، لكنها قد تظهر مجددًا خلال أشهر أو سنوات لاحقًا. بعد اختفاء التحدبات، فإنها تترك خلفها ثلمًا Groove، أو تفرض Indentation، على الجلد. بإمكان الالتهاب أيضًا إتلاف أعضاء في جسمك كالكبد والبنكرياس والرئتين ونقي العظم.

ما هي الأنواع المختلفة؟

يفصل الأطباء التهاب السبلة الشحمية طبقًا للجزء المصاب من الطبقة الشحمية تخت الجلد. يصيب التهاب السبلة الشحميّة الحاجزي Septal panniculus النسيج الضام حول الشحم. يصيب التهاب السبلة الشحميّة الفصيصي Lobular panniculus فصيصات الشحم.

التهاب السبلة الشحمية Panniculitis الأسباب والاعراض والتشخيص والعلاج حالة مرضية تسبب ظهور نتوءات أو عقيدات تحت الجلد التهاب في الطبقة الشحمية

ويمكن أن يطال المرض أنواعًا مختلفة من الخلايا المناعية في الجلد، وتشمل التالي:

  •  الحبيبومات Granulomas.
  • المنسجات Histocytes.
  •  اللمفاويات Lymphocytes.
  •  العدلات Neutrophils.

تتضمن معظم أنواع التهاب السبلة الشحمية كلا الالتهابين الحاجازي والفصيصي. وتشمل بعض الأشكال التهابات الأوعية الدموية في الجلد، تسمى الالتهاب الوعائي Vasculitis.

تشمل الأنواع الأخص من التهاب السبلة الشحمية:

  •  الحمامى العقدة Erythema nodosum: وهي أشيع أشكال التهاب السبلة الشحمية. تفضي إلى كتل ورمية حمراء ومؤلمة تتشكل في الجهة الأمامية لسيقان القدم. وتفضي إلى أعراض أعم مثل الحمى والصداع ومشاكل في العين.
  •  التهاب السبلة الشحمية البردي Cold panniculus: يصيب هذا النوع مناطق الجلد التي تعرضت لبرد قاس، كالتي تحدث حين تقضي وقتًا طويلًا خارجًا. بالنسبة للأطفال، قد تكون حلقات التسنين سببًا.
  •  التصلب الشحمي الجلدي Lipodermatosclerosis: يرتبط هذا المرض بمشاكل الشرايين والسمنة. تصيب البدينات فوق سن الأربعين.
  •  الحمامى الجاسية Erythema Induratum: يصيب هذا الشكل الربلة Calve عند النساء في منتصف العمر.
  •  الساركويد تحت الجلد Subcutaneous sarcoidosis: هذا النوع ناتج عن مرض يدعى الساركويد Sarcoidosis.
  •  داء ويبر كريستيان Weber Christian disease: يستخدم المصطلح لوصف شكل المرض الذي يصيب النساء في منتصف العمر غالبًا. يفضي عن هذا النوع تحدبات Bumps في الأفخاذ والسيقان، وقد يطال الأعضاء الأخرى.

ما الذي يسببه؟

تسبب حالات مرضية مختلفة التهاب السبلة الشحمية، وهي:

  •  العدوى الناتجة عن بكتيريا (مثل السل، والبكتيريا العقدية Streptococcus) أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات.
  •  الأمراض الالتهابية، مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي.
  •  داء السكري.
  •  الإصابات، كتلك الناتجة عن التمارين الرياضية القاسية أو التعرض لدرجات حرارة باردة جدًا أو حقن الأدوية في الطبقة الشحمية تحت الجلد.
  •  اضطرابات النسيج الضام مثل الذئبة Lupus، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد Scleroderma.
  •  بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية الحاوية على السولفونامايد، واليوديد والبرومايد والجرعات العالية من الستيرويدات القشرية.
  •  الساركويد Sarcoidosis، وهي حالة مرضية تشكل تجمعات Clumps من الخلايا الملتهبة في الجسد.
  •  السرطان مثل اللوكيميا واللمفوما.
  •  أمراض البنكرياس.
  •  عوز مضاد التريبسين ألفا-1، وهو اضطراب جيني يسبب مرضًا بالرئة والكبد.

في بعض الأوقات لا يتضح سبب التهاب السبلة الشحمية. يدعى حينها التهاب السبلة الشحمية مجهول السبب Idiopathic panniculitis.

كيف يشخص؟

لتشخيص التهاب السبلة الشحمية، يفحص الطبيب الجلد ويسأل عن التاريخ المرضي وعن الأعراض. قد ينزع الطبيب غالبًا قطعة صغيرة من الجلد، تدعى خزعة. تؤخذ العينة إلى مختبر لفحصها تحت المجهر للكشف عن الالتهاب وعلامات التهاب السبلة الشحمية الأخرى.

وقد يجري الطبيب أحد هذه الفحوصات الأخرى أو بعضها للكشف عن الحالات المرضية التي تفضي إلى التهاب السبلة الشحمية:

  •  مسحة للحلق للكشف عن عدوى بكتيرية.
  •  فحص دم للكشف عن مستويات مضاد التريبسين ألفا-1.
  •  معدل ترسيب كريات الدم الحمراء ESR للكشف عن الالتهاب في الجسم.
  •  أشعة سينية للصدر.
  •  أشعة مقطعية.

ما هو العلاج؟

الهدف في علاج التهاب السبلة الشحمية هو خفض الالتهاب وتخفيف الأعراض. يحاول الطبيب أولًا علاج الحالة المرضية المسببة للالتهاب. في حال كان علاجٌ ما هو السبب، سيأمر الطبيب بإيقافه.

تتضمن العلاجات المستخدمة لعلاج التهاب السبلة الشحمية ما يلي:

  •  مضادات الالتهابات اللاستيرويدية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين لخفض الالتهاب وتخفيف الألم.
  •  المضادات الحيوية، مثل التيتراسايكلين، لعلاج العدوى.
  •  الهيدروكسي كلوروكوين، علاج مضاد للملاريا لتخفيف الالتهاب.
  •  يوديد البوتاسيوم لتخفيف الأعراض.
  •  أدوية ستيرويدية تؤخذ عبر الفم أو حقنًا لفترة قصيرة من الزمن لتخفيف الالتهاب.

تشفى التحدبات بذاتها أحيانًا دون علاج.

يخفف الورم والألم من خلال:

  •  الحصول على راحة كافية.
  •  الإبقاء على الجزء المصاب من الجسد مرتفعًا.
  •  ارتداء جوارب ضاغطة.

في حال لم تعالج التحدبات بالأدوية، تصبح الجراحة إحدى الخيارات المطروحة لإزالة المناطق المصابة من الجلد.

المآل:

يعتمد مآل مرضك على سبب الالتهاب. بعض الحالات أيسر من غيرها في العلاج.

يظهر التهاب السبلة الشحميّة غالبًا ويختفي. تتشكل التحدبات، فتبقى لبضع أسابيع، ثم تبدأ بالاختفاء، إلا أنها قد تعود مستقبلًا. تخلف بعض أشكال التهاب السبلة الشحمية ندبات دائمة في الجلد.

الطبيب هو المصدر الأفضل للمعلومات الخاصة بمآل مرضك.

اقرأ أيضًا:

التهاب العضلات المشتمل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب الكبد الإقفاري: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب الأوعية اللمفاوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: لُبيد الأغبري

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: اسماعيل اليازجي

المصدر