يُعتبر التهاب الشفة السّفعيّ (الشعاعيّ) طليعةً سرطانيّةً لسرطان الجلد (أي يسبق مرحلةَ ظهور الورم السرطانيّ ويُمهّد لهذا الظهور)، ويحدث نتيجةَ ضررٍ في النسيج الظهاريّ-epithelium للشفة.

لا يُعتبر الالتهاب نفسُه مصدرَ قلقٍ خطيرًا، ولكن يأتي القلق خوفًا من تطوّره إلى السرطان.

يُعتبر التهاب الشفة السّفعيّ (الشعاعيّ) طليعةً سرطانيّةً لسرطان الجلد (أي يسبق مرحلةَ ظهور الورم السرطانيّ ويُمهّد لهذا الظهور)، ويحدث نتيجةَ ضررٍ في النسيج الظهاريّ-epithelium للشفة.

لا يُعتبر الالتهاب نفسُه مصدرَ قلقٍ خطيرًا، ولكن يأتي القلق خوفًا من تطوّره إلى السرطان.

يكون الالتهاب في 90% من الحالات منحصرًا في الشفة السفلى فقط، ولكنّ ذلك لا يمنع تطوّرَه في الشفة العليا.

الأعراض الشائعة لالتهاب الشفة السّفعيّ:

  •  جفافٌ عامٌّ بالجسد
  •  ألواحٌ متقشّرةٌ أو جروحٌ مثيلةٌ لمرض الجرب
  •  بقعٌ رقيقةٌ وحسّاسةٌ من الجلد
  •  اختفاء الفاصل بين الشفة السفلى والجلد المحيط بها
  •  الالتهاب
  •  ألمٌ مع الضغط أو بدونه
  •  تشقّق الجلد
  •  ظهور بقعٍ بيضاءَ (وقد تتقشّر)
  •  تغيّر لون الشفة
  •  بروز خطوط الشفة بصورةٍ ملحوظةٍ
  •  ضيق الجلد وتجعّد

ههناك العديد من الأسماء الأخرى الشائعة لالتهاب الشفة السّفعيّ، منها:

  •  التهاب الشفة الشمسيّ
  •  شفة البحّار أو شفة المزارع

الأسباب:

يحتوى النسيج الظهاريّ على كميةٍ أقلَّ من صباغ الميلانين مقارنةً مع النسيج المحيط بباقي الجسد، ويكون أرقَّ أيضًا من النسيج الظهاريّ لبشرة الوجه المجاورة له، وهذا ما يجعله أكثرَ عرضةً للتضرُّر بسبب الأشعّة فوق البنفسجيّة للشمس خاصّةَ فوق البنفسجيّة-ب قصيرة المدى-shortwave UV-B، التي يمكن أن تُتلفَ الحمضَ النوويَّ للخلايا الموجودة بالشفة وقد تسبّب تشوّهاتٍ بها.

وهنا يحدث التهاب الشفة السّفعيّ عندما تصبح هذه التشوٌّهات جافّةً، وتُكوِّن بقعًا متقشّرةً على طرف الشفة.

هذه هي بعض الأسباب المعروفة لالتهاب الشفة السّفعيّ وعوامل الخطر الخاصّة به:

  •  التعرّض المزمن لأشعّة الشمس.
  •  حروق الشمس الشديدة: تحرق أشعّة الشمس خلايا الجلد ممّا يؤدّي إلى انقسامها وتجدُّدها سعيًا للشفاء، وهذا ما يزيد من فرص حدوث طفراتٍ خلويّةٍ.
  •  الجنس: يُعتبر الرجال أكثرَ عرضةً للالتهاب بمعدّل ثلاثة أضعافٍ عن النساء.
  •  المهق: إنَّ أغلبيّةَ المصابين بالالتهاب هم من أصحاب البشرة البيضاء أو المصابين بالبرص-albinism.
  •  سكّان البيئات المداريّة أو شبه الاستوائيّة أو الصحراويّة: يزداد التعرُّض للأشعّة فوق البنفسجيّة في المناطق القريبة من خطّ الاستواء؛ وبما أنّ المناطقَ الاستوائيّةً والصحراويّةً تحتوي عادةً على أيّامٍ دافئةٍ ومشمسةٍ أكثرَ، فإنّ ذلك يُعتبر مشجّعًا على الخروج في الهواء الطلق.
  •  الوظائف التي تشترط العملَ في الهواء الطلق: قد يكون للعُمّال والحُرّاس، وعُمّال البناء، والمتنزّهين، وعدّائي الماراثون، والمزارعين، والبحّارة فرصةٌ أكبرُ للإصابة بالتهاب الشفة.
  •  العمر: تكون الحالات في البالغين عادةً نظرًا لعدم حدوث الحالة إلا بعدَ وقتٍ طويلٍ من التعرّض المزمن لأشعّة الشمس.
  •  التدخين أو مضغ التبغ: يمكن أن يُضعِفَ النسيجَ الظهاريَّ للشفة ويجعلَها أكثرَ عرضةً للتضرّر من أشعّة الشمس.
  •  الحُكاك السّفعيّ-Actinic prurigo: وهي حالةٌ نادرةٌ تحدث فيها حكّةٌ في الشفة نتيجةَ زيادة حساسيّة جلد الشفة للضوء وهو ما يجعله أكثرَ عرضةً للتضرّر من أشعّة الشمس.
  •  الشرب المفرط للكحول.
  •  فيروس الورم الحليميّ البشريّ-Human Papilloma Virus (HPV)، وهو الفيروس الذي يسبّب الثآليلَ.
  •  اضطرابات المناعة أو تناول الأدوية المثبّطة للمناعة.
  •  متلازمة انقلاب الشفة السفلى: تكون فيها الشفة مائلةً أكثرَ إلى الخارج بدلًا من الداخل.

المضاعفات:

بالإضافة للأعراض وتغيُّرات المظهر الجسديّ، يزيد التهاب الشفة السّفعيّ من فرصة حدوث أعراضٍ صحيّةٍ أكثرَ خطورةً؛ إذ يُقدَّر أنّ 10% إلى 20% من الحالات يحدث فيها سرطانٌ خبيثٌ بعدَ 20 عامًا من التشخيص.

وإنّ حوالي 15% إلى 35% من السرطانات الناتجة عن الالتهاب قد تنتشر إلى أنسجةٍ أخرى.

تشمل المضاعفات المحتملة من التهاب الشفة السّفعي:

  •  سرطان الخلايا الحرشفية الغازي-Invasive Squamous Cell Carcinoma
  •  سرطان داخل البشرة، المعروف أيضًا باسم سرطان الخلايا الحرشفية غير الغازي- Squamous Cell Carcinoma in situ أو داء بوين-Bowen Disease

متى يجب رؤية الطبيب؟

يجب على أيّ شخصٍ تظهر عليه أعراض التهاب الشفة الذهابُ إلى الطبيب مباشرةً لتشخيص الحالة واستبعاد الأمراض الأخرى المشابهة، ثمّ إذا أُكِّدَ التشخيصُ يُحدّد الطبيب مرحلةَ تطوّر المرض ويضع خطّةَ علاجٍ لها.

يكون التهاب الشفة السّفعيّ في الأغلب غيرَ ضارٍّ بنفسه، ولكن قد تظهر بعض الأعراض التي تُعتبر علاماتٍ تحذيريّةً لسرطان الجلد مثل:

  •  ألمٌ شديدٌ مع الضغط أو بدونه
  •  قرحةٌ لا تلتئم
  •  بقعٌ جلديّةٌ مرتفعةٌ عن سطح البشرة يزداد حجمها تدريجيًّا

التشخيص:

يتطلّب تشخيص التهاب الشفة السّفعيّ إجراءَ خزعةٍ جلديّةٍ ثمّ فحصَها، ويُجرى التشخيص على أساس توفّر هذه العوامل فيها من عدمه:

  •  نموٌّ غيرُ طبيعيٍّ للخلايا الجلديّة
  •  وجود التهابٍ في الأدمة-Dermis
  •  فقدان الجلد مرونتَه
  •  ازدياد سماكة الجلد، خاصّةً إذا كانت بشكل بقعٍ لا كاملَ الجلد
  •  ضمور الخلايا ممّا يتسبّب بظهور التجاعيد

العلاج:

إنّ الحدَّ من التعرّض لأشعّة الشمس يعتبر عادةً الجزءَ الأكثرَ أهميّةً من العلاج.

بالإضافة لاستعمال المرطّبات للتقليل من أعراض الجفاف.

في الحالات الحادّة-Acute، ستختفي البقع تدريجيًّا بعد اتّباع تعليمات العلاج لعدّة أيّامٍ أو أسابيعَ.

أمّا بالنسبة للحالات المزمنة-Chronic، فقد يستغرق الشفاء بضعةَ أشهرٍ؛ لذلك يجب الحرص على حماية البقع الموجودة بالشفة من الشمس طوالَ الوقت حتّى اختفائها.

وهناك خيار استخدام الأدوية لعلاج الالتهاب، ولكن يجب أن يفحصَ طبيب الأمراض الجلديّة المريضَ بنفسه أوّلًا لمعرفة ما إذا سيكون هذا الخيار فعّالًا أم لا.

أمّا بالنسبة للحالات الشديدة، فقد نحتاج إلى إزالة الأنسجة التالفة جراحيًّا، وذلك قد يكون باستخدام الليزر، أو التبريد، أو الكهرباء، أو المبضع التقليديّ.

وبغض النظر عن خطّة العلاج المُستخدَمة، ينبغي الحرص على المتابعة الدوريّة من قبل الطبيب.

وتختلف مدّة المتابعة بحسب شدّة الحالة والعلاج المستخدم.

فيمكن أن تتراوحَ زيارات المتابعة من مرّةٍ كلّ شهرين إلى مرّةٍ أو مرّتين في السنة.

الوقاية:

قلنا سابقًا أنّ تجنُّب التعرُّض المفرط لأشعّة الشمس يُعتبر أفضلَ وسيلةٍ للوقاية من الإصابة بالتهاب الشفة السّفعيّ، ونقدّم لكم الآن بعضَ النصائح لفعل ذلك:

  •  استعمال مرهمٍ واقٍ من الشمس للجسم والوجه بصورةٍ يوميّةٍ، حتّى إذا كنت لن تبقى بالخارج لفترةٍ طويلةٍ.
  •  استعمال مرطّبات الشفة العاديّة أو المحتوية على واقٍ من الشمس، وخصوصًا عندما تكون خارجًا تحتَ أشعّة الشمس.
  •  ارتداء قبّعةٍ واسعةِ الحوافّ وملابس بأكمامٍ طويلةٍ.
  •  تربية لحيةٍ أو شاربٍ (للرجال بالطبع)
  • وهناك طرقٌ أخرى للوقاية من خطر التهاب الشفة السّفعيّ:• التوقّف عن التدخين أو مضغ التبغ.
  •  تجنّب الإفراط في استخدام الكحول.
  •  تجنّب الكريمات، وغَسُولات الوجه، والأدوية التي ترقّق الجلدَ.
  •  الحذر من البقاء لفترةٍ طويلةٍ تحت الشمس إذا كنت تتناول أدويةً مثبّطةً للجهاز المناعيّ أو أدويةً لتقليل أعراض الالتهاب.
  •  علاج حالات فيروس الورم الحليميّ البشريّ المُسرطِن-Oncogenic Human Papilloma Virus أو فيروس الثؤلول-Wart Virus بشكلٍ صحيحٍ وعاجلٍ.
  •  الحفاظ على رطوبة وجهك وشفتيك، خاصّةً عندما تكون تحتَ الشمس.

  • ترجمة: أحمد حسين إبراهيم
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر