التهاب المرارة اللاحصوي نوع من التهاب المرارة، لا يتضمن وجود حصى في المرارة، والحصى هي كتل بلورية صغيرة قد تتشكل في العضو.

يختلف ذلك عن التهاب المرارة الحصوي، الذي يحدث نتيجة وجود الحصى في المرارة، لكن تتشابه الأعراض في الحالتين.

قد تكون أعراض التهاب المرارة اللاحصوي مزمنة -تطور بطيء للمرض مع أعراض غير مفسرة- أو حادة -مفاجئة وشديدة-. تبلغ نسبة حالات التهاب المرارة اللاحصوي نحو 10% من حالات التهاب المرارة، وهي أكثر شيوعًا لدى المصابين بأمراض خطيرة مثل مرضى العناية المشددة.

مضاعفات التهاب المرارة اللاحصوي قد تكون شديدة، وتُعد اضطرابًا مهددًا للحياة.

أعراض التهاب المرارة اللاحصوي

قد يصعب التمييز بين أعراض التهاب المرارة اللاحصوي والحالات الالتهابية الأخرى للمرارة. قد تشمل الأعراض الخفيفة:

  •  التجشؤ والغازات.
  •  الغثيان والتقيؤ.
  •  عدم تحمل الطعام، وعدم الشعور بالراحة بعد تناوله.
  •  الإسهال المزمن.

قد تتطور الأعراض الشديدة فجأة، وتشمل:

  •  ألم شديد في أعلى يمين البطن، أسفل القفص الصدري.
  •  حمى.
  •  أعراض التهاب المرارة الحاد، تتضمن الغثيان والتقيؤ والحمى والقشعريرة واصفرار بياض العينين أو اصفرار الجلد وتطبل البطن وألم بعد تناول الطعام.
  •  انتفاخ المرارة، قد يتمكن الطبيب من تمييزه باللمس في أثناء الفحص السريري.
  •  ارتفاع نسبة كريات الدم البيضاء، يُلاحظ عادةً لكن ليس دائمًا.

يوجد شكل مزمن -بطيء التطور- من التهاب المرارة اللاحصوي تكون أعراضه أخف وتستمر فترةً أطول، وقد تكون أكثر تقطّعًا وغموضًا.

في التهاب المرارة اللاحصوي الحاد، يكون الشخص متعبًا جدًّا وقد يُصاب بإنتان دموي، وغالبًا ما يكون مقيمًا في المشفى جراء مرض خطير أو للتعافي من جراحة كبرى.

مضاعفات التهاب المرارة اللاحصوي

قد يؤدي التهاب المرارة اللاحصوي إلى مضاعفات شديدة ومهددة للحياة، تشمل:

  •  غنغرينا، تسبب تنخر نسيج المرارة وموته إذا لم يخف الضغط على المرارة.
  •  انثقاب -ثقب في جدار المرارة- يؤدي إلى خراج حول المرارة.
  •  إنتان شديد في مجرى الدم، قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج فورًا.

أسباب التهاب المرارة اللاحصوي

قد يحدث التهاب المرارة اللاحصوي نتيجة استجابة الجسم لحالات مختلفة، مثل:

  •  التهاب المرارة الحاد.
  •  زيادة الضغط في المرارة نتيجة ركود الصفراء ونقص جريانها الطبيعي.
  •  نقص التروية الدموية في جدار المرارة.
  •  نمو جرثومي في المرارة، قد يحدث نتيجة خلل في جريان الصفراء.

قد تؤدي العديد من الأسباب الكامنة إلى خلل في وظيفة المرارة، من أكثرها شيوعًا:

  •  الصيام المطول.
  •  فقد كبير في الوزن.
  •  الاعتماد فترةً طويلة على التغذية الوريدية الكُلية.
  •  ركود المرارة، حالة تتضمن قلة تنبيه المرارة، ما يؤدي إلى زيادة تركيز الأملاح الصفراوية وزيادة الضغط في المرارة.
  •  التدهور في وظيفة إفراغ المرارة.
  •  خلل في حركية المرارة -ضعف إفراغ المرارة- قد ينتج من عوامل مختلفة.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المرارة اللاحصوي

يزداد خطر الإصابة بالتهاب المرارة اللاحصوي حال وجود عوامل مؤهبة، مثل المرض المزمن أو الصدمة الشديدة مثل حروق الدرجة الثالثة أو حالة طبية خطيرة.

من عوامل الخطر للإصابة بالتهاب المرارة اللاحصوي:

  •  أمراض غير مُعدية تصيب الكبد والقنوات الصفراوية.
  •  التهاب الكبد الحاد، وهو عدوى تُصيب الكبد.
  •  أشكال أخرى من التهاب الكبد.
  •  مرض ويلسون، وهو اضطراب وراثي يسبب التراكم الضار للنحاس في الجسم.
  • سلائل المرارة، نمو غير طبيعي للخلايا.
  •  الأمراض الجهازية المُعدية التي تُصيب الجسم كاملًا، مثل تجرثم الدم.
  •  عدوى فيروس نقص المناعة المكتسب، والأمراض الأخرى التي تثبط جهاز المناعة.
  •  الالتهابات الفيروسية، مثل فيروس إبشتاين-بار، أو الفيروس المُضخِّم للخلايا.
  •  العدوى الجرثومية مثل المكورات العقدية المجموعة ب والسالمونيلا التيفية والملوية البوابية.
  •  الجيارديا اللمبلية، عدوى طفيلية تنتقل عبر مياه الشرب.
  •  الصدمة الجسدية الشديدة، مثل حروق الدرجة الثالثة.
  •  جراحة القلب.
  •  جراحة البطن.
  •  داء السكري.

تشخيص التهاب المرارة اللاحصوي

تُستخدَم عدة تقنيات لفحص التهاب المرارة اللّاحصوي وتشخيصه. يُجرى اختبار وظائف الكبد -يتضمن إرسال عينات الدم إلى المختبر- للتحقق من ارتفاع قيم إنزيمات ناقلات الأمين والفوسفاتاز القلوية ومستويات البيليروبين.

يُستخدم التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتشخيص التهاب المرارة اللاحصوي، إذ قد تُظهِر الأمواج فوق الصوتية ثخانة جدران المرارة.

إذا لم تكن نتائج التصوير بالأمواج فوق الصوتية واضحة، قد يطلب الطبيب فحص ومضاني نووي للجهاز الصفراوي مع إعطاء مادة كوليسيستوكينين.

فحص ومضان الجهاز الصفراوي:

يبدأ فحص ومضان الجهاز الصفراوي بحقن مادة تتبُّع مشعة داخل وريد الذراع، تنتقل هذه المادة إلى الكبد فتأخذها خلايا الكبد المنتجة للصفراء، ثم تنتقل عبر الصفراء إلى المرارة والأمعاء الدقيقة. تُستخدم الصور بواسطة الحاسوب لمراقبة أي خلل وظيفي في المرارة، قد يكون مؤشرًا لالتهاب المرارة اللاحصوي.

التشخيص التفريقي لالتهاب المرارة اللاحصوي

من أجل تشخيص الإصابة بالتهاب المرارة اللاحصوي، يجب استبعاد عدة اضطرابات أخرى، تشمل:

  •  التهاب الأقنية الصفراوية الحاد، عدوى تُصيب القنوات الصفراوية.
  •  التهاب المرارة الحاد.
  •  التهاب البنكرياس.
  •  التهاب الكبد.

علاج التهاب المرارة اللاحصوي

يعتمد علاج التهاب المرارة اللاحصوي على مدى خطورة الحالة، فالشخص الذي يعاني أعراضًا شديدة -مثل تجرثم الدم- يجب أن تستقر حالته أولًا.

يجب أن تكون الأولوية هي تخفيف الضغط في المرارة، باستخدام أنبوب تفريغ. حال وجود عدوى جرثومية، تُعطى الصادات الحيوية للمساعدة على استقرار الحالة.

في الحالات المزمنة والمستقرة من التهاب المرارة اللاحصوي، يتشابه العلاج مع حالات التهاب المرارة الحصوي. وذلك بالجراحة التقليدية أو بالمنظار.

إذا أُصيب الشخص بغنغرينا المرارة، تُستأصل المرارة فورًا.

يتضمن العلاج النموذجي لالتهاب المرارة اللاحصوي إعطاء الصادات الحيوية واسعة الطيف للقضاء على الجراثيم.

إذا كانت حالة المريض غير مستقرة قبل إجراء الجراحة، قد يحتاجون إلى تقنيات تفريغ المرارة قبل استئصالها. قد يُجري الطبيب تنظيرًا داخليًّا لوضع دعامة جراحية لتخفيف الضغط، وذلك لتقليل خطر المضاعفات مثل الانثقاب والغنغرينا والإنتان.

يجب الحصول على الرعاية الطبية الفورية حال ظهور أعراض التهاب المرارة اللاحصوي، خاصةً حال وجود عوامل خطر مثل داء السكري، أو عند الشعور بألم شديد في أعلى يمين البطن، مع أعراض أخرى مثل الغثيان والتقيؤ.

اقرأ أيضًا:

التهاب المرارة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كيف نميز الألم الناتج عن المرارة؟

ترجمة: رغد بركة

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر