ما المقصود بالتهاب دهليز الفرج؟

يُعد التهاب دهليز الفرج إحدى الحالات المرضية التي تزداد فيها الحساسية للألم عند فتحة المهبل، حيث يكون اللمس أو التحفيز الخفيف مؤلمًا. يبدأ الألم في منطقة الفرج بالكامل أو موضعيًا في منطقة معينة، مثل فتحة المهبل “الدهليز الفرجي” فتبدو أنسجة الفرج ملتهبة أو متورمة قليلًا.

أنواع التهاب دهليز الفرج

هناك نوعان أساسيان من التهاب دهليز الفرج:

 التهاب دهليز الفرج الأولي:

تشعر النساء اللواتي يعانين هذا النوع من الالتهاب بالألم بمجرد الفحص بواسطة السدادات القطنية، أو عند فحص المهبل باستخدام المنظار، أو عند ممارسة الجنس لأول مرة بعد فترة ما.

 التهاب دهليز الفرج الثانوي:

يختلف التهاب دهليز الفرج الثانوي عن الأولي في أن الألم لا يظهر في بداية ممارسة الجنس، بل يظهر بعد فترة لاحقة.

الأعراض:

تختلف الأعراض الظاهرة من امرأة إلى أخرى، إذ قد تتراوح من خفيفة إلى شديدة، وقد تكون متقطعة أو مستمرة.

تشمل هذه الأعراض:

  •  الشعور بحرقة في أثناء التبول خاصةً بعد ممارسة الجنس؛ وذلك بسبب ملامسة البول للمنطقة الحساسة.
  •  ألم عند الضغط على المنطقة في أثناء الجلوس، وركوب الدراجات، وممارسة التمارين الرياضية، وارتداء الملابس الضيقة.
  •  ألم شديد عند الجماع أو استخدام السدادة القطنية.
  •  الحاجة إلى التبول كثيرًا أو الشعور بذلك بنحو مفاجئ.
  •  ظهور إفرازات مهبلية غير عادية أو مزعجة.
  •  بقع حمراء صغيرة حول الغدد الدهليزية داخل فتحة المهبل.

يؤثر التهاب دهليز الفرج في حياة المريض الجنسية، إذ قد يحدث شد في عضلات الحوض عند الجماع، ما يزيد من الألم، ويقلل من الرغبة في ممارسة الجنس.

أسباب خطر التهاب دهليز الفرج وعوامله:

قد تعاني أي امرأة التهاب دهليز الفرج بصرف النظر عن عمرها، وما إذا مارست الجنس من قبل أم لا.

تكون احتمالية الإصابة بالتهاب دهليز الفرج أكبر إذا كانت المرأة تعاني ما يأتي:

  •  فيروس الورم الحليمي (HPV).
  •  عدوى بكتيرية أو فطرية.
  •  حساسية ضد بعض مواد التنظيف، مثل الصابون.
  •  متلازمة المثانة المؤلمة.
  •  الانتباذ البطاني الرحمي.
  •  اضطرابات في العضلات التي تدعم المثانة.
  •  بلوغ سن انقطاع الطمث.
  •  التعرض لضغط وقلق شديدين.

تشخيص التهاب دهليز الفرج:

يصعب تشخيص التهاب دهليز الفرج؛ لأن الأماكن ذات الحساسية الزائدة مخفية في التجويف الذي يحيط بغشاء البكارة.

يسبب اللمس المتعمّد والدقيق في هذا المكان ألمًا حادًا أو شعورًا بحرقة شديدة، ونظرًا لصعوبة تشخيص المرض، فقد حُوّلت في الماضي بعض النساء إلى طبيب نفسي بينما قيل لأخريات أنهن يعانين فطريات والتهاب في المهبل.

يعتمد الأطباء في البداية على وصف المرأة للألم من ناحية مكانه وشدته ويُبحث عن أي احمرار حول الفرج، ثم يستخدم بعد ذلك الطبيب ممسحة قطنية للتأكد من مكان الألم، إذ يُضغط في البداية على المناطق التي لا يوجد فيها ألم، ثم الانتقال إلى مناطق الألم الشديد.

أيضًا:

  •  يُعد التهاب دهليز الفرج المسبب الرئيس لعسر الجماع، والألم الذي يحدث في أثناء إقامة علاقة جنسية، إضافة إلى ألم الفرج.
  •  يحدث الألم عند دخول القضيب المهبل أو عند تحركه، إذ يقل الألم عندما يتوقف القضيب عن الحركة ويعود عندما يتحرك.
  •  يُعد دهليز الفرج أحد أجزاء الفرج الواقع بين غشاء البكارة والشفرين الصغيرين.
  •  يحدث التهاب دهليز الفرج نتيجة فرط الحساسية في المواقع التي تقع حول حلقة غشاء البكارة.
  •  لا يعد سبب ذلك محددًا بشكل كامل، ولكن يكون هناك تغيير في المسارات العصبية التي تنقل الألم من الفرج إلى الدماغ، بحيث تكون اللمسة الخفيفة مؤلمة جدًا.
  •  تكون عضلات الحوض مشدودة أيضًا ما يؤدي إلى زيادة شدة الألم، ويكون هناك حرقة في أثناء التبول.
  •  تُعد إصابة المهبل بالعدوى بأحد أنواع الفطريات أحد أسباب التهاب دهليز الفرج، ويجعل المضاعفات الناتجة عنه أكثر.
  •  يكون لدى النساء اللواتي يعانين هذا الاضطراب مشكلات مصاحبة أخرى، مثل: آلام الفك أو متلازمة القولون العصبي.

العلاج:

يمكن استخدام عدة أنواع من العلاجات، بما فيها العلاج النفسي الذي يساعد النساء على التعامل مع المشاعر المصاحبة للألم.

تُستخدم بعض الكريمات المخدرة والمضادة للالتهاب قبل ممارسة الجنس، وعادةً ما تستخدم مرتين في اليوم.

واستخدام كبسولات حمض اليوريك في الحالات التي تعاني منها المرأة التهابات فطرية متكررة، إذ تُوضع مرة واحدة أسبوعيًا.

يُعد العلاج الأكثر نجاحًا الذي يُوصى به للنساء اللواتي أُصبن بالتهاب دهليز الفرج هو عملية جراحية لرأب العجان، إذ استُؤصل بهذه العملية دهليز الفرج وغُطّي النقص في أنسجة المهبل.

تُعد نسبة نجاح هذه العملية كبيرة، إذ تصل إلى 85% من المريضات اللواتي يخضعن لهذه الجراحة، إذ يستطعن بعدها ممارسة الجنس دون أي ألم، أو بحد أدنى من الشعور بالضيق وعدم الراحة.

مضاعفات التهاب دهليز الفرج:

تكمن المضاعفات التي قد يسببها التهاب دهليز الفرج في الآلام التي يسببها، إضافة إلى المشكلات النفسية والزوجية التي قد تسببها بسبب عدم القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية براحة.

الوقاية من التهاب دهليز الفرج:

مع أنه لا يوجد طرائق واضحة يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بالتهاب دهليز الفرج، فإنه يوجد بعض الطرائق المنزلية التي تساعد في التخفيف من شدة الحالة، مثل:

  •  تجنب المواد المهيجة للفرج، مثل بعض المواد المنظفة والصابون، خاصة المعطرة منها.
  •  تجنب ارتداء السراويل والملابس الداخلية الضيقة.
  •  ممارسة بعض تمارين اليوغا وبعض التمارين التي تساعد على استرخاء عضلات الحوض.
  •  تجنب ممارسة التمارين التي تهيج الفرج، مثل ركوب الدراجات.
  •  التقليل من تناول الكافيين والكحول قدر الإمكان.
  •  استخدام الكمادات الباردة.
  •  استخدام الفازلين على البشرة لإبقائها رطبة.
  •  تجنب استخدام الحمامات الساخنة، إذ إنها تزيد من تهيج المنطقة.

اقرأ أيضًا:

عسر الجماع: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

موقع فتحة البول لدى المرأة، وبنى تشريحية أنثوية أخرى مجهولة لدى الكثيرين

ترجمة: كلوديا قرقوط

تدقيق: آلاء رضا

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصادر: 1 2