الوهدة أو الثقب أمام الأذن:

الثقب أمام الأذن فتحة صغيرة تقع أمام الأذن الخارجية، بين الوجه وغضروف حافة الأذن. قد يوجد الثقب أمام إحدى الأذنين أو كلتيهما وقد يوجد أكثر من ثقب، لكن الشائع وجود ثقب واحد أمام الأذن في جانب واحد فقط، وهو شذوذ ولادي شائع.

لا يعاني معظم المصابين أعراضًا إضافيةً. ومع ذلك، قد تصاب الثقوب أحيانًا بالتهاب، ما يتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية. في حالات العدوى المتكررة، قد تكون الجراحة ضرورية.

تشمل الأسماء الأخرى لهذا الثقب: الشق أمام الأذن والجيوب الأنفية أمام الأذن، وقد أُبلغ عن هذه الحالة لأول مرة في عام 1864.

يميل الأطباء إلى ملاحظة هذه الثقوب في أثناء الفحوصات الروتينية لحديثي الولادة. يتصل الثقب بالجيوب الأنفية عبر مسار يمتد تحت الجلد، قد يكون قصيرًا أو طويلًا ومعقدًا.

لا تتشابه الثقوب أمام الأذن مع الزوائد الجلدية للأذن، التي تتشكل من كتل جلدية، ولا تنطوي أيضًا على مخاطر حدوث مضاعفات.

وفقًا لبحث أجرته الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (AAFP)، فإن الآفات الجلدية حول الأذن مثل الثقوب أو الزوائد تظهر عند 5 إلى 10 أطفال من كل 1000 مولود.

عمومًا، تعد هذه الثقوب شذوذات ولادية بسيطة لا تسبب مضاعفات خطيرة. ومع ذلك، يصاب بعض الأشخاص بإنتانات في هذه الثقوب والجيوب الأنفية، وأحيانًا قد يتشكل خراج في موقع الثقب.

في حالات نادرة، يظهر الثقب أمام الأذن علامةً لمرض آخر، مثل متلازمة بيكويث-ويدمان Beckwith -Wiedemann أو المتلازمة الغلصمية الأذنية الكلوية Branchio-oto-renal.

متلازمة بيكويث ويدمان هي متلازمة يحدث فيها فرط نمو يؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم، والمتلازمة الغلصمية الأذنية الكلوية هي مرض وراثي يسبب تشوهات في أنسجة الأذنين والرقبة والكليتين.

تختلف الثقوب أمام الأذن عن كيسات الشقوق الغلصمية، التي تحدث على طول العنق أو تحت الذقن أو حول الأذن.

لماذا يمتلك بعض الناس هذه الثقوب دون غيرهم؟

يتشكل الثقب أمام الأذن في أثناء التطور الجنيني داخل الرحم. قد تنتج عن التحام غير كامل للصيوان، وذلك في فترة تشكل الأذن في الأسبوع السادس من الحمل.

قد تكون الثقوب موروثة، لذا يشيع وجودها لدى عائلات معينة. وتوجد أيضًا على شكل حالات فردية متفرقة وتحدث لسبب غير معروف. إذا كانت الحالة تؤثر على الأذنين معًا، فمن المرجح أن يكون الشذوذ وراثي المنشأ.

يختلف معدل حدوث الثقب أمام الأذن، فما يصل إلى 1٪ من الأطفال يعانون من آفات جلدية أمام الأذن، بينما تشير مصادر أخرى إلى أن معدل الإصابة يصل إلى 10٪ في بعض مناطق أفريقيا.

هل من مخاطر ناجمة عن الثقب أمام الأذن؟

عادة لا تسبب الثقوب أمام الأذن مشكلات خطيرة. يكمن الخطر الرئيسي في إمكانية الإصابة بالإنتان المتكرر وتطور الكيسات، ما تسبب بدورها:

  •  حمى
  •  نز السوائل من الثقب
  •  ألم
  •  احمرار
  •  تورم

قد يتشكل الخراج في الثقب أمام الأذن المصابة، ويكون على شكل كتلة صغيرة مؤلمة تحوي قيحًا.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الرجال البالغين الذين لديهم ثقب أمام الأذن أنه حتى سن البلوغ، ظهرت أعراض ناتجة عن الثقب بشكل موثوق على نحو 25٪ منهم. كان أكثر الأعراض شيوعًا تكرار إفرازات الجيوب الأنفية.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

من المرجح أن يحتاج الأشخاص الذين يعانون من ثقب أو أكثر أمام الأذن إلى زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة، وهو الطبيب المختص بمثل هذه الحالات.

لا تتطلب الثقوب أمام الأذن علاجًا إلا إذا أصيبت بعدوى، وهنا تجب مراجعة الطبيب دون تأخير، إذ إن هذا الإنتان قريب جدًا من الدماغ ويجب أن يتلقى المريض علاجًا طبيًا سريعًا لمنع حدوث مضاعفات.

يتم العلاج عادةً بالمضادات الحيوية لإزالة العدوى. ومع ذلك، إذا ظهر خراج لا يستجيب للمضادات الحيوية، فقد يقوم الطبيب بإجراء بزل بإبرة لتصريف القيح من الخراج. يمكنه أيضًا فحص الجراثيم الموجودة في القيح لتحديد حساسيتها للمضادات الحيوية.

إذا لم ينجح البزل بالإبرة، فقد يحتاج الطبيب لعمل شق في الخراج وتفجيره لتصريف القيح.

قد تتطلب العدوى المتكررة الناكسة الاستئصال الجراحي للثقب والسبيل الذي يصله بالجيوب الأنفية. يخضع المريض في هذه الجراحة إلى تخدير عام قبل بدء العملية. تستغرق الجراحة، التي تُجرى في عيادة خارجية عادةً، نحو 60دقيقة. بعد الجراحة، يقدم الطبيب معلومات حول تدبير الألم والوقاية من العدوى والجوانب الأخرى للرعاية اللاحقة. يستغرق الشفاء التام عدة أسابيع.

عادةً يفضل الجراح الانتظار حتى يخلو موقع الإصابة من العدوى والتورم قبل إجراء العملية.

الخلاصة

الثقب أمام الأذن الخارجية، شذوذٌ وِلادي شائع نسبيًا. في حالات نادرة، يمكن أن يشير إلى وجود متلازمة مرضية. ومع ذلك، فإن معظم الحالات ليست مدعاة للقلق. عادةً ما يتمتع الأشخاص الذين يعانون من ثقب أمام الأذن أو أكثر بصحة جيدة.

ليس من الضروري علاج أو إزالة الثقوب أمام الأذن ما لم تُصب بالإنتانات. عند حدوث ذلك، فإن العدوى تتطلب علاجًا فوريًا بالمضادات الحيوية. وفي حالات العدوى المتكررة، يُستطب الاستئصال الجراحي للثقوب والسبيل المرتبط بها.

اقرأ أيضًا:

صملاغ الأذن: نزيله أم نتركه؟

التهاب الأذن الوسطى الحاد : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: لمك يوسف

تدقيق: بدور مارديني

المصدر