الجنكو أو الجنكوبيلوبا هي شجرة كبيرة تمتلك أوراقًا على شكل مروحة. يُعتقد أن شجرة الجنكو هي واحدة من أقدم الأشجار، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 200 مليون سنة. تعدُّ الصين واليابان وكوريا موطنها الأصلي، لكنها تُزرع الآن في أوروبا والولايات المتحدة أيضًا. شاع إضافتها إلى المكملات الغذائية التي تؤخذ عبر الفم لعلاج مشكلات الذاكرة.

تشير الدراسات إلى أنها تحسن الدورة الدموية، وقد تعمل أيضًا بمثابة مضاد أكسدة يبطئ التغيرات في الدماغ. نظرا لوجودها منذ القِدم، استخدمها الناس لأغراض عديدة مثل علاج مشكلات الذاكرة والتفكير والقلق ومشكلات الرؤية والعديد من الحالات الأخرى. لكن لا يوجد دليل علمي كاف يدعم معظم هذه الاستخدامات.

الحالات التي قد يفيد فيها استخدام الجنكوبيلوبا:

  •  القلق: تشير بعض الأبحاث إلى أن المتممات الغذائية التي تحتوي على الجنكوبيلوبا قد تقلل من أعراض القلق، إذ لاحظت مجموعة من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات انخفاض أعراض القلق لديهم نتيجة مضادات الأكسدة الموجودة في الجينكوبيلوبا.

راقبت إحدى الدراسات علاج 170 شخصًا يعانون من حالة قلق عام. فقد تناولت مجموعة من هؤلاء الأشخاص 240 ملليغرامًا من الجينكو ومجموعة أخرى 480 ملليغرامًا من الجينكو ومجموعة أخرى تلقّت جرعة من العلاج الوهمي – placebo.

أبلغت المجموعة التي تلقّت أعلى جرعة من الجنكو عن انخفاض أكبر في أعراض القلق يصل إلى 45% مقارنةً بالمجموعة التي تناولت دواءً وهميًا.

مع أن تناول المتممات التي تحتوي على الجنكو قد يقلل من القلق، فإنه لا يزال من السابق لأوانه الإعلان عن أي استنتاجات نهائية.

  •  الأمراض التي تؤثر في التفكير: مثل مرض الألزهايمر، إن تناول الحبوب التي تحتوي على الجنكو بجرعة 240 ملليغرامًا عن طريق الفم يوميًا قد تحسن قليلًا من أعراض المرض، لكنها لا توقف تفاقمه.
  •  فقدان السمع: يمكن أن يساعد إعطاء مادة الجنكو عبر الوريد مع العلاجات الأخرى المنتظمة في تحسين السمع عند المرضى الذين يعانون فقدان السمع المفاجئ. ليس من الواضح إن كان تناول حبوب الجينكو عبر الفم مفيدًا في هذه الحالة. يجب التنويه إلى ضرورة وجود مقدم رعاية صحية عندما يُعطى أي دواء وريديًا.
  •  متلازمة ما قبل الحيض (PMS): يمكن أن يخفف تناول مستخلص أوراق الجنكوبيلوبا عبر الفم من ألم الثدي والأعراض الأخرى المرتبطة بالدورة الشهرية. يجب في هذه الحالة تناول هذا المستخلص بدءًا من اليوم السادس عشر للدورة الشهرية حتى اليوم الخامس من الدورة التالية.
  •  الفصام (شيزوفرينيا): قد يقلل تناول مستخلص أوراق الجنكوبيلوبا عبر الفم يوميًا -إضافة ً إلى الأدوية المضادة للذهان التقليدية- لمدة تتراوح بين 8 إلى 16 أسبوع من بعض أعراض الفصام. وقد يخفف أيضًا الآثار الجانبية للأدوية المضادة للذهان (مثل العطش والإمساك وخلل الحركة المتأخر -اضطراب في الحركة على شكل حركات متكررة لا إرادية-).
  •  السكتة الدماغية: يحسن تناول مستخلص أوراق الجنكو -عبر الفم أو الوريد إلى جانب العلاج الأساسي- التفكير والذاكرة والقدرة على إكمال الأنشطة اليومية لدى الأشخاص الذين يتعافون من السكتة الدماغية. قد لا يكون تناول مستخلص الجنكو عن طريق الفم فعالًا مثل الوريد، لكن قد نلجأ لإعطائه عبر الفم لأن استخدام الأدوية الوريدية ممنوع لغير مقدمي الرعاية الصحية.
  •  الدوخة أو الدوار: يخفف تناول مستخلص أوراق الجنكو عن طريق الفم من أعراض الدوخة الناجمة عن اضطرابات التوازن. لم تتضح بعد فعاليته في تحسين أعراض الدوار لدى الأشخاص المصابين بأمراض تقلل تدفق الدم إلى الدماغ.

الحالات التي لا يفيد فيها استخدام الجنكوبيلوبا:

  •  تراجع الذاكرة ومهارات التفكير الذي يحدث عادة مع تقدم العمر: لا يحسن تناول الجنكو الذاكرة ومهارات التفكير لدى كبار السن.
  •  المشاكل الجنسية التي تسببها مضادات الاكتئاب أو العجز الجنسي الناجم عن تناول مضادات الاكتئاب.
  •  أمراض القلب: لا يقلل تناول الجنكو من فرصة الإصابة بنوبة قلبية أو ألم في الصدر أو سكتة دماغية لدى كبار السن.
  •  انخفاض في الذاكرة ومهارات التفكير لدى الأشخاص الذين خضعوا لعلاج استُخدمت فيه أدوية السرطان، فتناول الجنكو لا يمنع مشكلات التفكير الناجمة عن العلاج الكيميائي عند الأشخاص المصابين بسرطان الثدي.
  •  ارتفاع ضغط الدم: لا يقلل تناول مستخلص أوراق الجنكو من ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم (حتى لو تناولها المريض مدة 6 سنوات متواصلة).
  •  التصلب اللويحي: لا يحسن تناول مستخلص أوراق الجنكو أو الجنكغوليد ب (مادة كيميائية محددة موجودة في مستخلص الجنكو) القدرة العقلية لدى الأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي.
  •  طنين الأذن: لا يبدو أن تناول مستخلص أوراق الجنكو يحسن طنين الأذنين.

هناك اهتمام في استخدام الجنكو في عدد كبير من الأغراض الأخرى، لكن لا توجد معلومات موثوقة كافية لتؤكد فائدته.

الآثار الجانبية:

عندما تناوله من طريق الفم: غالبًا ما يكون مستخلص أوراق الجنكو آمنًا لمعظم الناس مع إمكانية تسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل: اضطراب المعدة والصداع والدوخة وردود الفعل الجلدية التحسسية. هناك شك بأنه قد يزيد من خطر الإصابة بكدمات ونزيف أو يسبب عدم انتظام في ضربات القلب.

علينا أن نضع في اعتبارنا أن تناول بذرة الجنكو المحمصة أو النبات الخام عشوائيًا غير آمن، فتناول أكثر من 10 بذور محمصة يوميًا قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة مثل النوبات، وتناول البذور الطازجة قد يؤدي إلى الموت، فهي سامة وخطيرة.

عند تطبيقها على الجلد: لا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة إن كانت الجنكو آمنةً على البشرة.

أهم التحذيرات:

يُمنع إعطاء الجنكوبيلوبا في كل من هذه الحالات:

  •  الحمل: نبات الجنكو غير آمن إبان الحمل لأنه قد يسبب مخاضًا مبكرًا أو نزيفًا قويًا في حال استُخدم قبل موعد الولادة بوقت قصير.
  •  الرضاعة: لا توجد معلومات كافية لمعرفة إن كانت الجنكو آمنة للاستخدام عند الرضاعة الطبيعية.
  •  الأطفال: قد يكون تناول مستخلص أوراق الجنكو لفترة قصيرة ومحددة آمنًا بالنسبة للأطفال، آما بذور النبات فهي سامة جدًا للأطفال ويُمنع تناولها لأنها تسبب نوبات.
  •  اضطرابات النزف: لا تُستخدم الجنكو في حال الإصابة باضطرابات نزفية لأن تناولها قد يجعل اضطرابات النزف أسوأ.
  •  الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع الحساسية.
  •  داء السكري: قد تتعارض الجنكو مع خطة العلاج المتبعة لإدارة مرض السكري لذلك يجب مراقبة نسبة السكر باستمرار عند تناوله.
  •  النوبات: قد تسبب الجنكو حدوث نوبات لذلك يجب تجنبها في حال تعرض الشخص لنوبة منذ فترة قصيرة.
  •  نقص أنزيم G6PD: قد تسبب الجنكو حدوث فقر دم عند الأشخاص المصابين بنقص أنزيم G6PD.
  •  الجراحة: من المحتمل أن يؤخر تناول الجنكو تخثر الدم ما قد يسبب نزيفًا إضافيًا في أثناء الخضوع للجراحة، لذلك يجب إيقافها قبل نحو أسبوعين من موعد الجراحة.

التداخلات مع الأدوية الأخرى:

يُمنع تناول الجنكوبيلوبا من دون استشارة الطبيب وإعلامه بالأدوية التي يتم تناولها لأنها تتداخل مع الكثير من الأدوية المشهورة مثل الأومبيرازول والوارفارين والنيفيديبين والأتورفاستاتين.

اقرأ أيضًا:

ما هي الأطعمة التي تتداخل وتؤثر على فاعلية الأدوية؟

معلومات مهمة عن المكملات الغذائية العشبية

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: فاطمة جابر

مراجعة: نغم رابي

المصدر