الحيّد المرجاني العظيم بأستراليا يُعتبر من “عجائب الطبيعة السّبعة” كما لقبته وكالة CNN سابقًا، الحيّد يظهر من الفضاء الخارجي وهو يحوي أكبر أنظمة شعب مرجانية على وجه الأرض، ممثلا أكبر نظام تُشيّده الكائنات الحية ممتدة على طول 2600 كم على ساحل كوينزلاند. جزء من هذا الحيّد هو حديقة الحيد المرجانية البحرية حديقة بحرية (حديقة طبيعية في قاع البحر) التي تحميه من الأنشطة البشرية إذ أنها أرض سياحية يحظر فيها بعض الأنشطة.

إلا أنّ إدارة الحديقة البحرية (GBRMPA) وافقت مؤخرًا على قلب نفايات في حجم ما يزيد عن ثلاثة ملايين متر مكعب في مياهه مما دفع أخصائيو شؤون البيئة لإنتقاد هذا القرار. القرار جاء بعد أن أعطت الحكومة الضوء الأخضر لتوسيع ميناء الفحم الرئيسي لمجموعة (Adani) الهندية التجارية فى ديسمبر الماضى. الخطوة هدفها تمكين سفن الشحن والبضائع من دخول الميناء الجديد فى أبوت بوينت -ميناء الفحم الرئيسى فى أستراليا- لتسهيل قدرة الميناء على شحن الفحم بنسبة 70% مما يضعها على قائمة أكبر موانئ الفحم فى العالم.

حذر أخصائيو الحفاظ على البيئة من أنّ هذه الخطوة سوف تسبب زوال جزء كبير من الشعب المرجانية المدرجة عالميًا والتى تُعتبر بالفعل من ضمن الشعب المرجانية المهددة بالخطر حيث تعانى من الإختناق والتسمم بفعل النفايات العالقة بمياه المحيط، إلى جانب تعرضها لضغوط ناتجة عن تغير المناخ العالمي، وتلوّث المياه نتيجة تصريف النفايات في مياه البحر، وتفشى أعداد كبيرة من نجم البحر التاجي الضارة.

يقول ريتشارد ليك، رئيس صندوق الحيّد المرجانى بالحملة الدولية للحفاظ على الحياة البرية: “اليوم هو يومٌ حزين للشعب المرجانية، ولكل شخص يهتم بها وبمستقبلها”. أقرت اليونسكو هذا العام أنّ الشعب المرجانية تواجه إنحدارًا عالميًا فى أعدادها فى ظل مخاوف حول النمو الشرس للسواحل الصناعية و إقامة الموانئ فى مناطق الشعب المرجانية، حيث قررت منظمة اليونسكو الإجتماع فى يونيو القادم لمناقشة هذه القضية.

تعتبر الشعاب المرجانية من أهم مناطق التّنوع البيولوجي فى العالم إلى جانب أهميتها البيئية فى حماية الشواطئ والبيئة البحرية وإسهامها الرئيسي فى توفير الطعام البحري (كالأسماك والكائنات البحرية الأخرى) إلى جانب أهميتها الإقتصادية والسّياحية.


 

المصدر