الخداع هو وسيلة إناث البونوبو للحفاظ على السلام في المجتمع


قد تصبح إناث البونوبو الجنس المسيطر في مجتمعاتها وذلك بخداعها الذكور بتحكمها في إظهار وإخفاء أيام خصوبتها، فالاحتقان وتضخم الأعضاء التناسلية عند الرئيسيات الأخرى غير الإنسانية يعتبر كإعلان للذكور بأن الإناث قابلات للإلقاح في هذه الأيام وأنَّ اللقاء الجنسي قد يكون مثمرًا، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التنافس بين الذكور واحتكار الشريكات لضمان استمرار نسلهم، إلا أنَّ ذلك لا يبدو مؤشرًا دقيقًا لدى إناث البونوبو فهذا التضخم قد يدوم لـ31 يومًا بحسب بحث نشر في صحيفة (الوصول الحر) للطب الحيوي والبيولوجيا التطورية، وتبعًا لذلك وجد باحثو معهد ماكس بلانك في ليبزيغ- ألمانيا أنَّ إناث البونوبو يملْن لإظهار احتقان وتضخم أعضائهن في غير أيام إباضتهن والعكس قد يخفين ذلك في أيام الإباضة، وهذا بدوره يجعل الذكور يلجؤون لأساليب أخرى تؤكد لهم أي الأيام هي الأكثر احتمالًا للقاء جنسي مثمر وقد يشمل ذلك تغير في السلوكيات أو الصوت أو قد يقومون بقضاء وقت أكثر مع الشريكات واستمالتهن كأسلوبٍ أضمن، وقد أدى ذلك إلى انخفاض التنافس والصراعات بين الذكور كونها استراتيجيات غير ناجحة مما جعل مجتمعات البونوبو سالمة وهادئة نسبيًا.

وبحسب معلومات جُمعت من خلال دراسة لمراقبة سلوكيات مجتمعات البونوبو على مر 3 سنوات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تبين أنها تعيش في تجمعات متعددة الإناث والذكور، أي أنَّ العلاقات تكون متعددة الأزواج أو الزوجات، وقد استخدم في الدراسة 13 أنثى بالغة لتوصيف دورات الاحتقان الجنسية و9 لتحديد موعد الإباضة، تبين أنّه من أصل 34 دورة مرصودة في نصفها فقط سجلت أنّ الدورات حقاً إباضية.
الباحثون يقترحون أنّ هذه الدراسة قد تحسِّن من فهمنا لآليات التواصل الجنسي التطورية عند أقرب الأنواع إلينا (يشترك الإنسان والبونوبو في 98.7% من الجينوم).
فإذا لم يعد باستطاعة الذكور الاعتماد على احتقان وتضخم أعضاء الإناث كمؤشر دقيق لأيام الخصوبة، وأصبحن الإناث قادرات على اختيار مواعيد اللقاءات الجنسية بدون تحكم من الذكور فهذا سيؤدي إلى سيطرة الإناث في هذا النوع.


إعداد: دانيا الدخيل
تدقيق: يسر شيشكلي
المصدر