التضخم الكوني: من 10-36 (10 للأس -36) ثانية إلى 10-32 (10 للأس -32) ثانية. دخل الكون ، بعد انتهاء فترة التوحيد الكبير، في فترة قصيرة جدًا من التضخم، وقد عرض (آلان جوث -Alan Guth) للمرة الأولى فكرة التضخم في بداية ثمانينيات القرن الماضي، في محاولة لشرح تكوّن إشعاع الخلفية الكونية الميكروي.

واقترحت النظرية أن الكون، أو قسمًا صغيرًا منه، قد تمدد بنسبة هائلة عندما كان عمره 10-38 ثانية (10 للأس-38)، وترتكز النظرية على الفكرة القائلة بأن الكثافات الهائلة تسبب تحول الجاذبية إلى قوة تنافرية يُطلق عليها (الفراغ الكاذب).

نمت فترة التضخم، التي كانت قصيرةً للغاية تقريبًا 10-32 (10 للأس-32) ثانية، بمعدل 2810 (10 للأس 28) مرة، ما مهد لتضخم الكون نحو (10) سنتيمتر، أي من حجم بروتون إلى حجم حبة ليمون صغيرة.

الخط الزمني لنشوء الكون فترة التأثر الكهروضعيف إشعاع الخلفية الكونية الميكروي التوحيد الكبير التضخم الكوني الانفجار العظيم

يُشار إلى هذا التحول بمصطلح بقعتنا الصغيرة من الكون، وقد وضع بعض علماء الكونيات نظريةً تقول إن الكون بكليّته خاضع للتضخم، وسيتمدد لحدود ملايين السنين الضوئية، وسيكون خارج حدود رؤيتنا للأبد؛ بسبب سرعة الضوء المحدودة.

قد تكون بقعٌ صغيرة أخرى اختبرت التضخم بشكل مختلف، الأمر الذي نتج عنه -على سبيل المثال- درجة حرارة مختلفة في إشعاع الخلفية الميكروي الخاص بها، وقد تكون بقعٌ أخرى اختبرت التضخم بسرعة أو ببطء لفترة طويلة أو قصيرة، أو لم تختبره على الإطلاق، فبقيت صغيرةً للغاية.

كانت المنطقة في الفترة السابقة لفترة التضخم، في حالة متزايدة أو متناقصة من التوازن الحراري، ويعمد التضخم إلى التعامل، أي: شذوذ صغير أكبر من طول بلانك، وهذا ما مهد لوجود إشعاع الخلفية الميكروي الذي نعرفه الآن.

يُسطّح التضخم انحناء الزمكان بالطريقة نفسها التي تتسطح فيها منطقة من البالون عند نفخه، ويوفر التضخم، في الوقت نفسه، آليةً لشرح تكوّن المجرات والنجوم؛ بسبب تقلبات كمومية في المادة البدائية التي تضخمت.

● انهيار حقل التضخم: من 10-32 (10 للأس -32) ثانية إلى 10-12 (10 للأس -12) ثانية.

يُنتج تحرير الطاقة المحتملة من انهيار حقل التضخم، الذي يُقاد إليه، بلازما ساخنة وكثيفة مكونة من ثنائية (كوارك- غلون)، وتؤدي التفاعلات بين الجسيمات المشحونة لإنتاج جسيمات غريبة مثل بوزونات (W) الموجبة والسالبة، وبوزونات (Z)، ومن المحتمل أيضًا بوزونات هيغز. تتحلل بوزونات (W) و(Z) في نهاية هذه الفترة، وتنفصل القوة النووية الضعيفة لتصبح قوةً ذات تأثير على مدى قصير.

اقرأ أيضًا:

الجانب المعتم من الكون: لمحة أولية

الأشعة الكونية

متى بدأت النجوم بالتكون في الكون

ترجمة: مازن سفّان

تدقيق: أسماء العجوري

المصدر