تخيل أنك تفكر في سمكة ذهبية، ثم وجدت ما فكرت به قد تحول إلى صورة أمام عينيك! هذا ما فعله الذكاء الاصطناعي، بتفسير الأفكار وتحويلها إلى صور، أو على الأقل نسخة قريبة الشبه جدًا منها.

سمكة ذهبية في عقلنا (يسار)، وما يتخيله الذكاء الاصطناعي (يمين)

سمكة ذهبية في عقلنا (يسار)، وما يتخيله الذكاء الاصطناعي (يمين)

إذا كان هذا الأمر سابقًا يُعد ضربًا من الخيال العلمي، فقد أصبح ممكنًا الآن. نُشرت دراسة عن تلك المحاولة، التي أدت إلى إنتاج بعض الصور المبهرة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

تُظهِر الصور الموضحة الصور المرجعية التي عُرِضَت على المشاركين في الدراسة. الصورة على اليمين هي ما أنشأه الذكاء الإصطناعي بعد تحليل المسح الدماغي للمشاركين.

الصور الموجودة على اليسار هي الصور التي عُرضت على المشاركين. على اليمين الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي

الصور الموجودة على اليسار هي الصور التي عُرضت على المشاركين. على اليمين الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي

مع أن الصور الناتجة باستخدام تكنولوجيا إعادة بناء الصور من قراءة نشاط الدماغ البشري ليست مثالية، فإن فريقًا من باحثي جامعة ستانفورد، وجامعة سنغافورة الوطنية، والجامعة الصينية في هونغ كونغ على مقربة من تحقيق إنجاز الوصول إلى صور مثالية.

عرض فريق البحث صورًا على العديد من المشاركين في التجربة، ثم جمعوا بيانات أنشطة الدماغ لديهم. نشرت الدراسة نتائج صور الذكاء الاصطناعي لأحد المشاركين، رغم وجود عدة مشاركين آخرين.

الصور الموجودة على اليسار هي الصور التي عرضت على المشاركين. على اليمين الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي

الصور الموجودة على اليسار هي الصور التي عرضت على المشاركين. على اليمين الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي

وفقًا لما ذكرته شبكة NBC الإخبارية، وجد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي استطاع إنشاء صور تماثل صفات الصور الأصلية، من حيث اللون والبنية الخارجية، وموضوع الصورة في 84% من المرات.

وُضِع المشاركون داخل جهاز تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي، وغُذي نموذج الذكاء الاصطناعي بالبيانات الصادرة عن أفكار المشاركين، ثم حُوّلت إلى صور، ونشر الفريق النتائج التي توصلوا إليها والصور الناتجة ضمن الورقة البحثية في نوفمبر الماضي.

يركز عمل الفريق على فهم نشاط الدماغ البشري، بمسحه بجهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، ثم استُخدمت تلك البيانات لمعرفة ما يفكر فيه الشخص. كان على نموذج الذكاء الاصطناعي المستخدم في التجربة أن يمر بساعات طويلة من التعلم والتدريب لإنشاء تلك الصور.

الصور الموجودة على اليسار هي الصور التي عُرضت على المشاركين. على اليمين الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي

الصور الموجودة على اليسار هي الصور التي عُرضت على المشاركين. على اليمين الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي

دُرب نموذج الذكاء الاصطناعي المُسمى «مايند فيز» أولًا على مجموعة بيانات ضخمة أعدت مسبقًا من أكثر من 160 ألف مسح دماغي. ثم دُرب على مجموعة بيانات مأخوذة من عدد صغير من المشاركين، سُجّلت أنشطة أدمغتهم بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي في أثناء عرض الصور عليهم.

بذلك تعلم نموذج الذكاء الاصطناعي أن يربط أنشطة محددة في الدماغ بتخيل سمات الصورة، مثل اللون والشكل والبنية الخارجية، وقد قيس نشاط الدماغ لكل مشارك مدة 20 ساعة.

عند تطبيق التجربة فعليًا، عُرِضت سلسلة من الصور الجديدة على المشاركين وهم داخل جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، وسجل الفريق أنشطة أدمغتهم. من ثم استطاع الذكاء الاصطناعي إنشاء صور بناءً على البيانات التي سجلها سابقًا.

هذه التجربة هي واحدة من عدة تجارب مشابهة، تركز على ربط أنشطة الدماغ بالذكاء الاصطناعي، خلال السنوات القليلة الماضية.

إذ أجرى باحثون من جامعة أوساكا اليابانية تجربةً مشابهة، أعلنوا نتائجها في ديسمبر الماضي، لكن تجربتهم لم تتضمن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على إنشاء الصور. وفي تجربة لفريق روسي عام 2019، رسم الذكاء الاصطناعي في اللحظة ذاتها ما يراه شخص يرتدي غطاء رأس مثبت عليه أقطاب.

ما زال أمام هذه التقنية طريق طويل لتكون قابلة للاستخدام.

كتبت زيجياو تشين، الباحثة في جامعة سنغافورة الوطنية، عضو فريق البحث، إن مع تطور تلك التكنولوجيا في المستقبل، سيمكن استخدامها في الطب وعلم النفس وعلم الأعصاب.

أيضًا قد يمكن باستخدام تلك التكنولوجيا علاج المرضى الذين يعانون اضطرابات عصبية، إذ يستطيع الأشخاص غير القادرين على التواصل اللفظي -مثلًا- أن يتواصلوا بواسطة أفكارهم.

تابعت تشين أن فريقها يأمل مع تحسن تلك التكنولوجيا، أن يصبح من الممكن التحكم في جهاز حاسوب بمجرد التفكير في الأوامر، بدلًا من الكتابة على لوحة المفاتيح. بل ربما قد يمكن التخلي عن الهواتف للتواصل، إذ سيكون بمقدور البشر إرسال الرسائل بمجرد التفكير.

اقرأ أيضًا:

كيف بدأ الذكاء الاصطناعي رسم لوحات فنية؟ وهل هي نوع من الفن حقًا؟

غوغل تعلن عن الذكاء الاصطناعي MusicLM الذي يمكنه تحويل النص إلى موسيقى

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر