مهما بلغ مدى استمتاعك ورضاك بسرعة الإنترنت في منزلك أينما كنت تسكن في العالم، فإنك بعيد جدًا عن الرقم القياسي الجديد في سرعة نقل البيانات وهو 1.02 بيتابيت في الثانية.

لإدراك هذا الرقم، لك أن تعلم أنه يوازي نحو مليون جيجابيت يُنقل كل ثانية. سجل هذا الرقم القياسي الجديد فريق في المعهد الوطني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في اليابان (NICT)، إذ نُقلت البيانات عبر مسافة 51.7 كيلومتر.

بتعبير آخر، هذه السرعة الجديدة تكفي لنقل نحو 10 ملايين فيديو بدقة 8K في ثانية واحدة، ما يعادل أضعافًا مضاعفة من محتوى نتفليكس.

أحد أكثر الجوانب المثيرة في هذا الرقم القياسي الجديد في سرعة نقل البيانات هو أن الباحثين حققوه باستخدام شبكة الألياف الضوئية نفسها المستخدمة حاليًا في البنية التحتية للإنترنت. وعليه يؤكد الباحثون أن الترقيات المستقبلية لسرعة الإنترنت ستكون أسهل وأبسط.

فمنذ عام واحد فقط، كانت السرعة القصوى التي يصل إليها نفس الباحثون من نفس المعهد تبلغ نحو ثلث الرقم الذي وصلوا إليه الآن، الأمر الذي يؤكد على التطور السريع للتكنولوجيا.

استخدمت التجربة أليافًا متعددة النوى (MCF) ذات قطر 0.125 مم، مع مضاعفة الإرسال المتعدد بتقسيم طول الموجة (WDM)، الذي يُنسب له الدور السحري في زيادة السرعة، إذ تعني هذه التقنية إرسال إشارات ذات أطوال موجية مختلفة في وقت واحد عبر الخط. وفي هذه التجربة الأخيرة حُملت نحو 801 قناة ذات طول موجي متوازٍ في الخط الواحد.

إلى جانب التقنية السابقة المُتبعة لزيادة السرعة، هناك ابتكار آخر يتمثل في استخدام أربع أنوية بدلًا من المعيار القياسي المعتاد، الأمر الذي يقود بالأساس إلى مضاعفة المسارات التي يجب أن تسلكها البيانات أربع مرات، مع الحفاظ على الكابل بنفس الحجم القياسي لخطوط الألياف الضوئية. طبق الباحثون أيضًا العديد من التقنيات الأخرى في سبيل تحسين الإشارة وتعزيزها وفك التشفير.

وفي تجارب متخصصة شبيهة بالتجربة هذه، عادةً ما يكون هناك توازن بين المسافة والسرعة إذ يصعب الحفاظ على السرعات العالية لمسافات أطول. وعليه يخطط الفريق لمواصلة تحسين كل من سرعة الإرسال ومسافة الإرسال في أبحاثهم المستقبلية.

في حين أن المجموعة عينها من الباحثين وصلت إلى مرحلة البيتابيت سابقًا في ديسمبر 2020 ، إذ استخدموا وقتها تقنيةً أكثر تعقيدًا تتطلب عملًا إضافيًا لتشفير الإشارات وفك تشفيرها. أما حاليًا فالنظام المستخدم أسهل في التنفيذ في الشبكات المادية الفعلية ويشبه إلى حد كبير البنية التحتية الموجودة حاليًا بالفعل والمستخدمة في نقل البيانات.

ومع استمرار انتشار شبكات الجيل الخامس 5G بسرعة في جميع أنحاء العالم كالنار في الهشيم، فإن الإشارات الحالية جيدة ومبشرة لمستقبل الأجهزة المتصلة باتصال دائم بإنترنت عالي السرعة، على الرغم من أن عدد الأجهزة التي تحتاج إلى الاتصال بالإنترنت يستمر في الارتفاع بسرعة.

وفقًا لبيان صحفي صادر عن NICT فقد قالوا: «بعد شبكة الجيل الخامس 5G من المتوقع حدوث زيادة هائلة في حركة البيانات من خدمات المعلومات والاتصالات الجديدة، وعندها سيكون من الضروري إظهار كفاءة الألياف الجديدة في تلبية هذا الطلب».

وأضافوا: «من المأمول أن تساعد هذه النتيجة على تأمين أنظمة اتصالات جديدة قادرة على دعم الخدمات الجديدة التي ستكون في حاجة ماسة إلى سرعات عالية وترددات كبيرة».

اقرأ أيضًا:

نموذج مبدئي قادر نظريًا على نقل البيانات بسرعة 10 تيرابيت بالثانية

مكون جديد للشبكات الضوئية سيعطي اتصالًا سريعًا بالانترنت، و بتكلفة زهيدة

ترجمة: هشام جبور

تدقيق: حسام التهامي

المصدر